بمزيج من الحزن لفراقه والفخر بما قدمه لتونس ودّع التونسيون الرئيس الباجي قائد السبسي بموكب وطني شعبي عظيم رفعت فيه الرايات الوطنية عاليا وعبّرت فيه مختلف الفئات الشعبية عن امتنانها لرجل دولة وهب كل حياته لتونس وقدم لها الكثير. تونس الشروق: وترقب جمع غفير في مدخل شارع محمد الخامس وشارع الحبيب بورقيبة مرور موكب تشييع جثمان الباجي قائد السبسي لتوديعه برفع الراية الوطنية عاليا والهتاف باسمه واسم تونس حيث تمازجت مشاعر الحزن لفقدان رجل الدولة بمشاعر الفخر بالمسيرة العظيمة للاستاذ الباجي قائد السبسي. «الشروق» رصدت اراء عدد من المواطنين الذي عددوا مآثر الفقيد والذين استحضروا صورة الزعيم بورقيبة في جنازته المهيبة لافتين الى ضرورة أن تكون مسيرة الباجي قائد السبسي بوصلة يهتدي من خلالها الساسة طريق الرشاد ومستقبل البلاد. لمياء اللجمي : امتنان للباجي ورد اعتبار لبورقيبة المواطنة لمياء اللجمي تحملت مشقة السفر من المنستير وقدمت الى تونس في ساعة مبكرة من نهار امس ورافقت موكب تشييع الفقيد الباجي قائد السبسي من دار السلام الى شارع الحبيب بورقيبة. واعتبرت لمياء اللجمي في تصريح ل«الشروق» أن حرمان الشعب التونسي من حضور جنازة تليق بالزعيم الحبيب بورقيبة دفع التونسيين الى الخروج وملأ الشوارع لتوديع زعيم آخر من نفس مدرسته العريقة. وتابعت اللجمي بالقول :«ارقد بسلام سيدي الرئيس فتونس في امان بفضل نسائها ورجالها،،، اليوم اوصلنا رسالة عظيمة للعالم مفادها ان شعبنا على درجة عالية من الوعي والتحضر وأن شعبنا عظيم ومتحد في كل المحن والظروف الصعبة، اخترت الوقوف بجانب تمثال الزعيم الحبيب بورقيبة في توديع الزعيم الباجي قائد السبسي اعترافا بما قدمته المدرسة العريقة التي ينتمي اليها الرجلان لتونس». سمير الحداد: فقدان رجل دولة بامتياز ومن جهته شدد المواطن سمير الحداد في تصريحه ل«الشروق» على أن الجنازة المهيبة والحضور الجماهيري الكبير كان اعترافا بالخدمات الجليلة التي قدمها الفقيد الباجي قائد السبسي الى البلاد منذ فترة الاستقلال وصولا الى تحمله المسؤولية في ظرف صعب مرت به تونس حتى ان المنية اخذته منه وهو على رأس الدولة. وتابع سمير الحداد بأنه برحيل الاستاذ الباجي قائد السبسي فقدت تونس رجل دولة بامتياز وسليل الفكر الدستوري الذي ما انفك يقدم لتونس أفضل الكفاءات التي تحملت المسؤوليات الجسام كلما احتاجتها تونس. سليمة: نتمنى رئيسا في مستوى الباجي المواطنة الشابة سليمة تحدثت بحماس ل«الشروق» على الخصال النادرة لفقيد تونس الباجي قائد السبسي معتبرة انه ليست تونس فحسب من فقدت الباجي قائد بل العالم بأسره مضيفة بأن الباجي قائد السبسي رجل نادر في العالم وانه من غير الهين ان يتحمل شخص في عمره مسؤولية البلاد على الرغم من حجم الصعاب والتحديات ولعل أهمها الوضع الامني المضطرب بعد الثورة وتدهور كل المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية. وشددت المتحدثة على ان الفقيد تفانى في خدمة الوطن وأفنى عمره لتونس حتى ان وفاته يوم عيد الجمهورية لم تكن مجرد صدفة بل كانت نيشان شرف واعتراف من الجمهورية بابنائها المخلصين. وتابعت بالقول : «تونس بلاد صغيرة واليوم العالم يحسدنا على مثل هذا الوعي الشعبي والحضاري، وعلى هذه الجنازة المهيبة التي يخرج فيها التونسيون ممتنين الى ما قدمه الباجي قائد السبسي، واتمنى ان يكون رحيله درس في الوطنية للسياسيين المتصارعين على الكراسي والذي لا همّ لهم سوى المزايدات، اتمنى أيضا ان يكون الشعب في مستوى وعي اللحظة الوطنية وان يختار رئيسا لتونس في مستوى الباجي قائد السبسي» زهرة سعدلاوي: فقدنا حارس الدولة وحكيمها المواطنة زهرة سعدلاوي تحملت ايضا مشقة التنقل عبر المترو وحضرت مختلف محطات تشييع جثمان الباجي قائد السبسي، واعتبرت في تصريح ل«الشروق» أن تونس فقدت الحارس الامين للدولة والرجل الحكيم الذي كلما اشتدت الخصومات والتجاذبات السياسية الا وأعلى صوت العقل وانتصر الى الرصانة والتعامل الحكيم. ولخصت زهرة سعدلاوي مسيرة الباجي قائد السبسي في الدرس العميق في الوطنية والعطاء لتونس من مختلف المواقع التي تقلدها والتي أثبت خلالها جدارة في تجاوز العقبات وتجرد من الذاتية القاتلة كما هي الخصوصية التونسية العامة. واعتبرت المتحدثة أن فقيد تونس رجل قانون مكنه تشبعه بمبادئه أن يكون صاحب رؤية ثاقبة وشمولية ومحافظا على أمن تونس وان يكون ايضا خلال المرحلة الانتقالية لاعبا رئيسا في المحافظة على الاستقرار بهدوئه وحكمته الكبيرة التي فاضلت لم الشمل والوحدة الوطنية على التفرقة والخصومات الجانبية بما يجعل من فقدان الباجي قائد السبسي حدثا جللا وفراغا لا يمكن ملؤه بسهولة. شريفة: جنازة الباجي درس للعالم وقالت المواطنة شريفة في تصريح ل«الشروق» أنها حضرت ككل التونسيين بشكل عفوي لتوديع الرئيس الباجي قائد السبسي للتعبير له عن مشاعر الحب والاحترام والامتنان لماقدمه خدمة لتونس ولشعبها. وأضافت المتحدثة ان الشعب التونسي اختار توديع رئيسه بطريقة حضارية عالية مكبرة جهود المؤسستين الامنية والعسكرية في حسن التنظيم الذي بعث برسالة الى العالم مفادها أن تونس وشعبها بلد حضاري ، له من الوعي مايبشر بمستقبل أفضل. سارة الخضار: فقدنا وطني غيور «الوداع،،الوداع،،الوداع سيدي الرئيس ربي يرحمك وان شاء الله اللي يجي بعدك يكون يحب تونس تاو نحبوه» بهذه الكلمات تحدثت المواطنة سارة الخضار ل«الشروق» والعبرات تملأ عينيها وتابعت بالقول : أنا مواطنة نحب سي الباجي، رجل وطني غيور على تونس، حمى البلاد في احلك الظروف وأصعبها، يعز علينا كثير فراقه كيف لا ونحن نساء تونس نذكر له العديد من الذكريات الطيبة» كما اعتبرت سارة الخضار أن الفقيد الباجي قائد السبسي استحضر لدى عموم التونسيين صورة الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة وساهم في بناء الوطن وحمايته في أحلك الظروف بما يجعل من نسيانه أمرا صعبا. ليلى شاكر: ودعنا الباجي وبورقيبة في يوم واحد والموكب الشعبي المهيب لجنازة الباجي قائد السبسي استحضر لدى التونسيين صورة الزعيم الحبيب بورقيبة وفي هذا السياق قالت المواطنة ليلى شاكر: اليوم ودعنا الباجي قائد السبسي والحبيب بورقيبة في يوم واحد، فالتاريخ الذي لم ينصف بورقيبة أن تكون له جنازة بمثل هذا الحجم لظروف ما رد الاعتبار لزعيم يغلق المرحلة التي بدأها المجاهد الاكبر» وشددت المتحدثة على ان وفاة الباجي ستترك فراغا كبيرا في موقع الحكمة والاقتدار مستدركة بالقول أن لتونس العديد من الكفاءات الوطنية والشرفاء الذين بوسعهم النسج على منوال الباجي قائد السبسي لو ترفعوا عن الخصومات الهامشية ولو تحلى الشعب بمقدار عال من الوعي وانتخب الاكثر وطنية في الانتخابات الرئاسية القادمة. أحمد الهمامي: رحيل «البجبوج» ترك في قلوبنا حزنا عميق واعتبر المواطن أحمد الهمامي في تصريحه ل«الشروق» أن الباجي قائد السبسي دخل الى قصر قرطاج بفوج الشرف وخرج منه بنفس الشاكلة متابعا بالقول: «عاش زعيما ورحل زعيما وسيظل في قلوبنا قائدا شجاعا،،،» البجبوج» رحل وترك لنا كثيرا من الحكم والحنكة والنكت والمزاح والشجاعة والتفهم ومفاهيم عديدة ... سيد الرئيس انت حبيب الشعب التونسي واكتملت الصورة يوم فراقك ، رحلت وتركت في قلوبنا حزنا عميقا وشوقا لمواقفك الطريفة وروحك المريحة وانفتاحك على الجميع ...» كريم بورزمة: وداعا منقذ البلاد كما اعتبر المواطن كريم بورزمة ل«الشروق» ان تونس خسرت برحيل الباجي رجل دولة بإمتياز وبكل ما للكلمة من معان وان كل التونسيين ممتنين له دوره في انقاذ البلاد من حمام دم وبحنكته العالية واحترامه للمبادئ الديمقراطية التي ناضل من أجلها من القدم.