في انتظار جنازة مهيبة تليق بمكانة رجل الدولة الفقيد الباجي قائد السبسي نعت العديد من الشخصيات الوطنية رحيل رئيس الجمهورية مكبرين مآثره وتحمله مسؤوليات جسام في محطات حفها الخطر من تاريخ تونس. تونس الشروق-: واعتبر المناضل الدستوري والنائب الاول السابق لمجلس المستشارين المكي العلوي في تصريحه ل››الشروق›› ان تونس فقدت أمس رجلا من رجالاتها البررة الرئيس الباجي قائد السبسي الذي يعد رمز الوطنية الصادقة ورجل الدولة الغيور واحد الزعماء الافذاذ الذين تربوا على مبادئ الجمهورية وقيمها ومحبة الشعب وترسيخ الدولة الوطنية. أحد بناة الدولة والجمهورية وذكر العلوي بالصلة القوية بين الباجي قائد السبسي و الزعيم الحبيب بورقيبة وصلته القوية بالمناضلين والمقاومين في فترة الكفاح الوطني كما كان له دور في إرساء أسس الدولة الوطنية وبناء الجمهورية، مضيفا بانه تعرف على الباجي قائد السبسي عن قرب وبخاصة في مؤتمر الحزب الاشتراكي الدستوري بالمنستير سنة 1971 من خلال نقاشات اللجنة السياسية وماكانت له من آراء ومقترحات فذة في الحياة السياسية وحرصه على إعطاء مكانة كبيرة للمؤسسات الدستورية، كما كان له دور مفصلي في تاريخ البلاد طيلة 60 سنة سواء على المستوى السياسي او الاجتماعي او الديبلوماسي في كل المناصب التي تقلدها. وخلص العلوي الى أن الفقيد كان حريصا على تشريك كل الأطراف واحترام الدستور وبناء مقومات الوحدة الوطنية وكان رجلا يؤمن بالحوار. مسؤول شجاع ونعى الوزير الاول السابق الهادي البكوش الفقيد الباجي قائد السبسي مضيفا في تصريح ل››الشروق›› أن الراحل من اقوى الرجالات التي انتجها النظام البورقيبي في تعلقه بالدولة وخدمة الصالح العام وكان له من الشجاعة أن تحمل المسؤولية في وقت صعب من تاريخ تونس. واعتبر البكوش ان الباجي قائد السبسي ساهم بشكل مسؤول في بناء الحزب والنظام وككل الدستوريين الأحرار تحلى بشجاعة كبيرة واخذ مواقف تاريخية في الوقت الذي سكت غيره عنها معترفا للفقيد بفضل تثمين إنجازات العهد السابق و الملائمة مع الوضع السياسي الجديد للبلاد. وأضاف البكوش أن الباجي قائد السبسي ساهم في نجاح التجربة الديمقراطية في تونس والمحافظة على ثوابت الحركة الوطنية التي أسسها الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة. قائد بارز وتابع الرئيس الأسبق للمجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر أنه تبعا لوفاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي فانه يدعو الجميع الى المحافظة على وحدة الصف والوقوف وقفة رجل واحد لضمان استمرارية الدولة وأمن وطننا العزيز. واعتبر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أن ملء الفراغ الذي تركه الفقيد الباجي قائد السبسي ليس سهلا قياسا بشخصيته القوية وحنكته العالية التي جنبت تونس الصدام في أحلك الفترات وجعلت «الخطين المتوازيين›› يلتقيان في اشارة الى دوره في تحقيق التوافق و نجاح الانتقال الديمقراطي. ونوه الغنوشي بخصال الفقيد واصفا إياه بالقائد البارز الذي حفظ لتونس استقلالها عن التأثيرات الخارجية والذي كان يمتاز برؤية ثاقبة لتونس وحّدت التونسيين وحققت الوحدة الوطنية. واعتبر رئيس الحكومة ورئيس حزب تحيا تونس يوسف الشاهد أنه بوفاة الباجي قائد السبسي فان تونس فقدت مناضلا ورجل دولة وهب نفسه وحياته للعمل الوطني وكان له دور أساسي ومحوري في إنجاح الانتقال الديمقراطي داعيا الشعب التونسي إلى مزيد الوحدة في خدمة المصلحة العليا للوطن والالتزام بأحكام الدستور والالتفاف حول المؤسسات الدستورية. ونوه الشاهد بما وصفه شرف العمل مع الباجي قائد السبسي في فترة حساسة من تاريخ تونس وأنه خبر عنه عن قرب غيرته على تونس وحرصه على تغليب مصلحتها. وطني صادق كما اعتبر رئيس المجلس الوطني لتحيا تونس كمال مرجان أنه برحيل الباجي قائد السبسي تفقد تونس مناضلا وطنيا صادقا ورمزا من رموز دولة الاستقلال ورجل دولة كرّس حياته للعمل من أجل الوطن وكان له دور محوري في انجاح الانتقال الديمقراطي في تونس. وقال رئيس كتلة حزب تحيا تونس مصطفى بن أحمد أن رحيل آخر الكبار في عيد الجمهورية يقرن اسمه باسمها لافتا إلى أن الباجي قائد السبسي اكثر من صديق حميم له ومرجع عرف بحكمه مدينا له بالفضل في الدخول إلى البرلمان وفي تجنيب تونس سيناريوهات دموية كالتي عرفتها دول أخرى. وقال رئيس الجمهورية السابق و رئيس حزب الحراك المنصف المرزوقي ان اختلافه مع الفقيد كان في مستوى رؤية ادارة البلاد وأن ما يجمع بينهما هو الوطنية وحب الخير للبلاد داعيا التونسيين الى اللحمة الوطنية والتمسك بالدستور. واعتبر المرزوقي أنه برغم الهزات العديدة منذ الثورة فإن اللحمة الوطنية كانت دائما حاضرة وقد كان الفقيد الباجي قائد السبسي من بين أهم الداعمين لتحقيقها. واعتبر رئيس حزب مشروع تونس محسن مرزوق أنّه فقد والده للمرة الثانية في وفاة الباجي قائد السبسي وانه من المستوجب أن يكتب التاريخ مساهمة الرجل في انقاذ البلاد مرتين عندما احتاجته تونس على الرغم من تقدمه في العمر. منقذ البلاد ولفت مرزوق الى أن الفقيد تحمل مسؤولية رئاسة الحكومة وساهم بشخصيته القوية وخبرته في تحقيق التهدئة في ظرف صعب للغاية واعاد الكرة ثانية من خلال تحقيق التوزان السياسي ونيل شرف تأسيس حزب نداء تونس على الرغم من التهديدات الكبيرة التي تلقاها اثناء حكم الترويكا، داعيا كل السياسيين وعموم التونسيين الى التوحد وابراز قوة الوحدة الوطنية وترك الخلافات الهامشية جانبا. ودعا من جهته رئيس حزب البديل التونسي مهدي جمعة الى تنظيم جنازة وطنية كبيرة تليق بمقام الباجي قائد السبسي وما قدمه للدولة التونسية على امتداد أكثر من 50 سنة وخاصة ما قدمه بعد الثورة في سبيل انجاح المسار الانتقالي والحفاظ على وحدة الدولة والشعب. كما دعا الشعب التونسي الى وحدة الصف والالتفاف حول الراية الوطنية وحول كل ما يجمعنا والابتعاد عن كل ما يفرقنا، حتى تفوت الفرصة على كل من يتربص ببلدنا من الداخل والخارج. وقال الوزير السابق مبروك كورشيد أن الفقيد رجل يعرف يتجاوز كل الخصومات الشخصية ويستقطب لفائدة الدولة كل من يرى فيه ميزة للبلاد وان وفاته هي اصابة بالغة لعواطف التونسيين والثابت انه انقذ تونس في مرتين بشكل واضح،الاولى عند تقلده المسؤولية في رئاسة الحكومة وتامين الدولة في ظرف صعب ثم ارجاع هيبة البلاد بعد الفترة الحالكة سنة 2014. وأكد الامين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي أن تونس ودعت رجل دولة واكب بناء الجمهورية الاولى وكان أول رئيس منتخب بطريقة مباشرة في الجمهورية الثانية وأن وفاته مصاب جلل يحتم على الجميع تغليب الوحدة الوطنية و الالتفاف حول مؤسسات الدولة والتمسك بدستور البلاد وتفعيله. وشدد رئيس حزب الحركة الديمقراطية احمد نجيب الشابي على أن المؤرخين و السياسيين سيذكرون الكثير من المآثر الايجابية للباجي قائد السبسي لافتا الى انه اكتشف شخصية الفقيد بعد الثورة وايده في تقلده لرئاسة الحكومة الانتقالية ويعتبر انه نجح الى حد كبير في استقرار المرحلة والتجميع واعتبر رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي انه بوفاة الرئيس الباجي قائد السبسي تفقد تونس رجلا عاصر معركة الاستقلال وساهم في بناء الجمهورية الأولى مسؤولا في أعلى مراتبها، مدافعا عن قيم الحرية وحق الاختلاف مجسدا لمفهوم رجل الدولة حيث استمر نضاله من أجل الدولة والشعب في كل مراحل مسيرة الانتقال الديمقراطي ملاحظا أنه انهى مسيرته كأفضل ما يكون من خلال موقفه الذي كان ضد الإقصاء والذي احتكم لقيم الديمقراطية والحرية وحق الاختلاف. وقال رئيس لجنة النظام في نداء تونس حازم القصوري أنّ الباجي قائد السبسي افتك رمزيته في المشهد السياسي وأن ما انجزه جعل وفاته بمثابة الصدمة من دون الخوف على تونس التي كان أحد رجالاتها مضيفا بأن الباجي قائد السبسي وحد الرايات وعموم التونسيين.