أكثر من 200 حزب سياسي في تونس لكن 10 أحزاب فقط استطاعت ان تقدم قائمات انتخابية في التشريعية القادمة مما يعني ان أغلب الأحزاب في تونس هي هياكل على الورق فقط. الأحزاب السياسية في تونس مثلت الاستثناء في كل شيء فهي ليست فقط عاجزة عن الترشح للانتخابات بل أيضا هي أحزاب دون برامج ... الكل يتحدث عن التنمية وعن البطالة وعن الاستثمار لكن لا برامج ولا تصورات ولا حلول للإشكاليات القائمة. الأحزاب السياسية في تونس وجدت للتتصارع وتطاحن وتزرع التشتت في المشهد السياسي والوطني. أكثر من 200 بدون مقرات وأغلب الشعب لا يعرف حتى اسماءها ويجهل قادتها والمسؤولين فيها. للأسف بعد اكثر من ثماني سنوات على انتفاضة 14 جانفي لم يتغير المشهد السياسي في تونس وظل مقتصرا على نفس الوجوه ونفس الاسماء التي ثبت عجزها. تونس تحتاج اليوم الى طبقة سياسية جديدة أكثر قدرة على العمل والفعل والعطاء وليس لسياسيين فعلهم يقتصر على الخلافات والصراعات والتناحر على المناصب وتقسيم كعكة الحكم الذي قدم لهم على طبق بعد 14 جانفي 2011. وترشح القائمات المستقلة بعدد يفوق القائمات الحزبية يؤكد ان التونسيين فقدوا الثقة في السياسيين وفي كلامهم وفي وعودهم التي لاتتحقق أبدا. الانتخابات القادمة ستكشف الحقيقة وستعري المختفين وراء احزاب الوهم التي لم تقدم شيئا لتونس ولشعبها الذي تدهورت ظروفه الاقتصادية والمادية وارتفع منسوب اليأس لديها واختار الآلاف من شبابه الهروب من الوطن. قادة الأحزاب سيتقدمون مرة أخرى الى الانتخابات وسيكذبون من جديد وسيقدمون وعودا كتلك التي قدموها في الانتخابات السابقة وأيضا لن تتحقق. التونسيون اليوم يطالبون بتغيير النظام الانتخابي حتى يكون اكثر جدية وينقذ الحياة السياسية من الوهم.