يمثل زيت الزيتون الرافعة الأولى للصادرات التونسية والمساهم الاكبر في تعديل الميزان التجاري وتحسين سعر الدينار وتنمية احتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة ورغم ذلك الدور الهام الا انه يبقى بالامكان اعطاء مردودية كبرى لهذه الثروة وجعلها ضمانة للاستقرار الاقتصادي التونسي. وهذا لن يتحقق الا بحسن تثمينها والعمل على تطوير مردودية الزياتين وتحسين جودة الزيوت. وفي هذا الاطار وجدت تونس تعاونا مثمرا مع الوكالة اليابانية للتعاون الفني «جايكا» لاستنباط افضل الطرق لتثمين زيت الزيتون التونسي وتقوية مركزه في السوق العالمية عبر»برنامج تثمين الموارد البيولوجية في المناطق الجافة وشبه الجافة» (ساترابس) الذي دخل مرحلته الثانية سنة 2016، وإطلاق علامة خاصة بزيت الزيتون التونسي وتم الاشتغال على 21 عينة من زيت الزيتون في ست مناطق من ولاية صفاقس بهدف تحديد مزايا كل نوع على حدة تماشيا مع خصوصيات كل منطقة، مثل التربة ومكان غراسة شجرة الزيتون، والتي تحدد فوائد ومنافع زيت الزيتون المنتج. وتهدف المرحلة الثانية من برنامج ساترابس 1، الى التقريب بين الصناعيين التونسيين ونظرائهم اليابانيين واحداث علامة لزيت الزيتون التونسي فضلا على تمكين الصناعيين من النتائج العلمية للمرحلة الاولى من البرنامج . وقد أظهرت دراسة مشتركة (تونسية يابانية)، أعدت في اطار مشروع ساترابس 1 (الفترة 2015/2010)، ان كافة أنواع زيت الزيتون التونسي، وخاصة نوعية الشمال، تتميز بنسبة تركيز عالية لمادة «البوليفينول» المضادة للاكسدة والواقية من الأمراض السرطانية وامراض القلب والشرايين. وتفوق نسبة هذه المادة في زيت الزيتون التونسي عشر مرات او اكثر نسبتها في زيت الزيتون الإسباني والياباني. وتتطلع فرق البحث التونسيةواليابانية المشرفة على اعداد المرحلة الثانية لبرنامج (ساترابس 2)، التي سوف تنتهي مع موفى 2021، الى ابتكار منتوجات مجددة وذات قيمة مضافة عالية بهدف استغلالها في القطاع الصناعي. وتم توقيع اتفاقية لتجسيم الشراكة بين الجامعات ومؤسسات البحث التونسيةواليابانية من جهة والصناعيين من كلا البلدين من جهة اخرى وحول زيت الزيتون التونسي وتحديد خصائصه حسب مميزات كل منطقة. ومواصلة لهذه المساعي التي انطلقت منذ سنة 2016 حل قبل ايام قليلة بتونس وفد ياباني مكون من مديرين عامين لشركات مختصة في تثمين نتائج البحث وتحويل المنتجات الفلاحية في اتجاه إضفاء مضمون تكنولوجي وقيمة مضافة عليها ولمتابعة تلك الشراكات التي ربطتها هذه المؤسسات مع نظيراتها التونسية في مجال استغلال وتنويع المنتجات المتأتية من حقول الزياتين خاصة بعد سنوات من العمل المكثف واستخدام التقنيات اليابانية المطورة في مختبرات Yamahisa و AOS ليتم إطلاق مشروع الاستفادة من أوراق الزياتين التي ستعزز صادرات تونس إلى اليابان وبلدان اخرى من آسيا وأمريكا اللاتينية. وتم امضاء اتفاقية مع شركة تونسية كائنة بولاية سليانة لتصدير أوراق الزياتين المجففة لليابان حسب التقنية المستنبطة من طرف شركة ياماهيزا بجزيرة شودوشيما اليابانية بحيث تحافظ الأوراق على كل وظائفها البيوكيميائية. وسيقع استعمال أوراق الزياتين المجففة في تغذية الأسماك المربية والدواجن والأبقار بما يسمح بتحسين جودة ومذاق اللحوم والأسماك فضلا على معالجة تراجع كمية البيض عند الطيور والخصوبة عند الأبقار في الفترة الصيفية. وقد أثبتت الأبحاث أن أوراق الزياتين المجففة تساهم أيضا في الحدّ من إصابة الأبقار بالتهاب الثدي الذي يتسبب في خسائر مادية تناهز 700 مليون دولار أمريكي سنويا باليابان. وكل تلك المعارف والعلوم والخبرات ستتمتع بها تونس اذ ستنقلها اليها الجامعات اليابانية لتستعملها تونس لتحسين القطاعات المستفيدة من تلك الاكتشافات الهامة. وهو ما سيحسن مردودية قطاع الاسماك والابقار والطيور في تونس وبفضل نقل تلك التكنولوجيات والأبحاث من جامعة تسوكوبا ستتمكن تونس من تحسين صادراتها من زيت الزيتون وايضا ستستفيد من اوراق اشجار الزياتين لتكون هي ايضا منتجات قابلة للتصدير لانها تتمتع بخصائص استثنائية عن باقي اشجار الزياتين في اوروبا. حيث تحتوي الزياتين التونسية تحتوي على قرابة 20٪ من مادة البوليفينول مقارنة بأشجار الزيتون في أوروبا وهو ما يعطي اوراق الاشجار اهمية بالغة. وتم توقيع اتفاقية الاستثمار قبل ايام بين مؤسسة «اليابان استراتيجيك كابيتال» والمؤسسة التونسية «هيربيوتاك آروما Herbiotech Aroma» وحضر توقيعها كينجي يامادا نائب الوزير البرلماني للشؤون الخارجية في اليابان.