كان من المؤكد ان تكشف الانتخابات الكثير من المعطيات التي كانت محل تحليل وتاويل لتجعل منها حقائق لا تقبل التغيير وفي هذا السياق ما حصل في حركة نداء تونس من ازمات قسمتها الى شقوق عديدة. تونس الشروق: مثل الصراع داخل حزب حركة نداء تونس أو ما سمي لاحقا بالنداء التاريخي أي ذلك الحزب الذي تمكن الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي من تجميعه منذ سنة 2012 وخاض به انتخابات 2014 وتمكن من الحصول على المرتبة الاولى في التشريعية وفي الرئاسية أيضا، مثل محور الحياة السياسية خلال السنوات الخمس الماضية. قميص عثمان (الباجي) وقد تنوع الصراع مع تعدد الشقوق داخل الحزب وتعدد الاحزاب التي ولدت من رحمه لكن العنوان الابرز كان معارضة التوريث والمطالبة بالديمقراطية الداخلية في الحزب وخاصة رفض ترشيح نجل الرئيس الراحل حافظ قائد السبسي في الاستحقاقات المقبلة. توالت الانشقاقات داخل النداء التاريخي وكانت تحت نفس العناوين والمبررات «الديمقراطية، التوريث، رفض الهيمنة، رفض هيمنة المؤسس، توحيد النداء التاريخي...» وقد استقطب رافعو تلك الشعارات تعاطف طيف واسع من المجتمع السياسي وحتى من المواطنين لذين اقتنعوا بتلك المبررات. اليوم كان من الضروري ان نكتشف الحقيقة مع انطلاق الانتخابات التشريعية والرئاسية فتلك الشعارات التي رفعت والتهم التي وجهت الى قيادة الحزب ستلقى الاجابة النهائية بتجمع شقوق النداء التي اشتركت في تلك الشعارات ودافعت عن الديمقراطية داخل نداء تونس وانسحبت منه عندما عجزت عن التغيير من داخله حسب ما قيل وقتها. كان من الطبيعي ان هؤلاء اليوم موحدين بعد ان أصبحوا يمثلون أغلبية النداء التاريخي ولم يبق لمؤسس النداء ولا لنجله الا شق متواضع مقارنة بالنداء الاول الذي كسب انتخابات 2014 وبالتالي وخاصة في الانتخابات الرئاسية المنطق يقول ان يتفق هؤلاء على اعلاء الشعارات التي رفعوها وحاربوا من أجلها ويقدموا مرشحا موحدا من المناضلين الصادقين خاصة بعد ان تمكنوا من تمزيق قميص عثمان الذي كان يرفعه حافظ قائد السبسي. الحقيقة والانتخابات لقد أظهرت الترشحات للانتخابات الرئاسية وحتى التشريعية ان ما كان يروج عن قميص الباجي قائد السبسي الذي قيل ان حافظ كان يرفعه مجرد عملية تمويه وكان يرفع من المنشقين فقط لاخفاء طموحاتهم التي هي مشروعة في النهاية لكن تم التعامل معها بخجل وخوف كبير من كل الشقوق حتى ان قميص عثمان «الباجي» كان الشماعة التي غيرت خلفها جبة كل طرف من الاطراف. اليوم نجد ان النداء التاريخي يتقدم في الانتخابات الرئاسية بستة مرشحين وباسماء ستة احزاب وهم كل من يوسف الشاهد عن حركة تحيا تونس ومحسن مرزوق عن حزب مشروع تونس وسلمى اللومي عن حزب الامل وناجي جلول كمستقل وسعيد العايدي عن حزب بني وطني واخيرا مرشح النداء المتبقي عبد الكريم الزبيدي. لقد مثل ذلك الحدث فرصة لبعض السياسيين للتساؤل عن حقيقة المطالبة بالديمقراطية الداخلية في نداء تونس وعن حقيقة التوريث وعن حقيقة ما راج حول هيمنة المؤسس الراحل الباجي قائد السبسي على الحزب والانتصار لنجله ضد البقية، طرحت الكثير من الأسئلة ومنها لماذا لم تتحد كل الشقوق ان كانت مطالبها جدية؟ ولماذا لم تتحد الخيارات خاصة في الانتخابات ان لم يكن كل منشق مريضا بما يسمى مرض الزعامة؟ربما ليس من الغريب أن تنصف الانتخابات الرئيس الراحل حتى بعد مماته فتواصل الانشقاق وتقدم كل المنشقين فرادى للاستحقاق الانتخابي أكد أن المشكل كان بعيدا كل البعد عنه وان المشكل الأساسي هو مرض الزعامة لا غير. مرشحو النداء التاريخي يوسف الشاهد، تحيا تونس محسن مرزوق، مشروع تونس سعيد العايدي، بني وطني سلمى اللومي، حزب الأمل ناجي جلول، مستقل عبد الكريم الزبيدي، نداء تونس