تشهد كواليس الأحزاب حركة مُكثّفة غيّرت جزئيا ملامح المشهد السياسي وأسّست لاصطفافات جديدة قد تُغيّر كل المعادلات السياسية قبل خوض الانتخابات التشريعية والرئاسية. تونس (الشروق) قدّمت القيادية في حزب نداء تونس سلمى اللومي استقالتها من منصب مدير ديوان رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، بعد فترة برود ميّزت علاقتها بالباجي خاصة بعد مؤتمر حزب النداء، حيث خيّرت اللومي الاصطفاف مع «مجموعة الحمامات» في حين كاد يدفع الباجي قائد السبسي الى دعم «مجموعة المنستير» التي يتزعمها ابنه حافظ قائد السبسي. ضغوط الباجي استقالة سلمى اللومي تأتي على خلفية ما قاله لها الباجي قائد السبسي اثناء عقد اشغال مؤتمر النداء في الحمامات،حيث طلب منها تقديم استقالتها ان ارادات الالتحاق «بمجموعة الحمامات»، في حين أغمض الباجي عينه عن مستشاريه الذين التحقوا باجتماع المنستير ولم يحاول تعطيل مشاركتهم مثلما فعل مع اللومي وفراس قفراش. اللومي التحقت بمجموعة الحمامات، التي تعتبر حجتها القانونية اقوى، وظهرت اللومي في اجتماع عقده المكتب السياسي لحركة نداء تونس تحت اشراف رئيس المكتب السياسي عادل الجربوعي ورئيس اللجنة المركزية سفيان طوبال. رئاسة النداء التحاق سلمى اللومي بهذه المجموعة، خطوة أولى قبل تمكينها من رئاسة الحزب في فترة لاحقة، وهو ما تم الاتفاق عليه بين قيادات النداء،حيث ستضطلع سلمى برئاسة الحزب الذي سيسعى الى جمع ما انفطر من عقده في السنوات الأخيرة وإعادة ملامح «النداء التاريخي»،الذي تمكّن من الفوز ب86 مقعدا في البرلمان وتمكن مرشحه من الفوز برئاسة الجمهورية. تجميع المنشقين التحولات الحاصلة حاليا ،يمكن ان تفرز مشهدا أقرب الى الصورة التي رسمت ملامح المشهد السياسي في سنة 2014 ،خاصة وان مساعي تجميع المنشقين عن النداء تواترت بنسق كبير في الفترة الأخيرة، فرئيس اللجنة المركزية للنداء سفيان طوبال أكّد أن النقاش والمفاوضات مع حركة مشروع تونس متقدمة بنسبة 90 في المائة، مبينًا أنه من المنتظر أن يجتمع المكتب التنفيذي للمشروع واللجنة المركزية للنداء من أجل البحث في توحيد كتلتي الحزب النيابيتين. توحيد النداء والمشروع أما القيادية في حزب المشروع خولة بن عائشة،فأكدت ان المشاورات بين حزب النداء والمشروع انطلقت منذ جوان 2018 مشيرة الى انها تعطلت لان حوزب النداء لم يكن مهيكلا ولتحفُظ حزب المشروع على شخص في النداء يعتبرون انه سبب الازمة (حافظ قائد السبسي ) لكن بعد المؤتمر تم استئنافها. خولة بن عائشة أضافت في تصريح إعلامي أن الأسبوع القادم سيتم خلاله الإعلان عن توحيد الحزبين ،مشيرة الى ان حركة تحيا يمكن ان تلتحق بمسار النقاشات أو يكون لها طريقا آخر. الخطوة الأولى في توحيد الحزبين ستكون بدمج الكتلتين في كتلة واحدة،ثم سيتم التفكير في اليات دمج هياكل الحزب في هياكل موحدة تحت راية «نداء تونس»، كما يناقش الحزبان اليات تشكيل القائمات التي ستخوض الانتخابات التشريعية القادمة إضافة الى اختيار مرشّح موحّد للانتخابات الرئاسية. أما في ما يتعلق بحركة تحيا تونس فان المشاورات جارية مع «الدساترة» للالتحاق، ويقوم الدساترة المنتمون الى تحيا تونس، بالدفع في سياق الالتحاق بالنداء والمشروع، لكن هذه الدعوة تواجه برفض شق داخل تحيا تونس يرى ان مصلحة الحزب تكمن في خوض الانتخابات بشكل منفرد.