45 سنة بعد تخرج أول دفعة نسائية من الأمنيات ومازال الوضع على ما هو عليه داخل أروقة وزارة الداخلية وادارتها ومازالت المرأة مجرد ديكور رغم ما قدمته من نجاحات في سلك الأمن والحرس. تونس –الشروق : في وزارة الداخلية وداخل أجهزتها وادارتها وثكناتها يحتل الرجل مناصب عليا في كل الادارات فلا نجد مديرة عامة في الامن الوطني او في الحرس ولم يتم تعين ضابطات في الامن العمومي ولا في التفقديات ولا صلب الاجهزة الاستخباراتية ورغم ما تقدمه سيدات المؤسسة الامنية الا أنهن مازالن يعانين التهميش والرفض ولإخماد الاصوات المنادية بتعين ضابطات ومسؤولات امنيات داخل الاجهزة الحساسة تم تعين عدد منهن على رأس مركز أمني أو منطقة او ادارة فرعية كما هو الحال في ثكنة القرجاني حين تم تعيين سيدة على رأس ادارة فرعية لمكافحة العنف ضد المرأة والطفل والتي تم تقييدها بأغلال ادارية جعل الادارة تكون مجرد ديكور. في اقليم الشرطة بقرطاج تم تعيين سيدة على رأس مركز أمني وأمنية ثانية على رأس فرقة مكافحة العنف اما في الاجهزة الحساسة فلم يتم تعيين اي ضابطة على رأس الإدارات الكبرى اما في ثكنة العوينة فالسيدات يعانين التهميش أضعافا ورغم محاولة الادارة لتحسين التواجد الامني في سلك الحرس الا انه بقي مجرد وعود لم تتحقق بعد على ارض الواقع. نحن موجودات من جهتها قالت فاطمة الورتاني رئيسة جمعية المرأة الامنية «للشروق» ان المرأة الامنية حين تم انتدابها في سبعينيات القرن الماضي كانت تعمل فقط في سلك الشرطة المرورية وكانت مجرد ديكور ولكن بعد سنوات وبفضل عملها وجدارتها وكفاءتها وجدت نفسها في الصفوف الامامية في وزارة الداخلية وفرضت نفسها في عدد من الاجهزة ووقع انتدابها في كل الرتب العليا وحسب مستواها العلمي تمكّنت من اعتلاء بعض المناصب الهامة كما اننا نجدها اليوم في ادارات التحقيق والبحث وفي الاستعلامات وفي ادارات جرائم الحق العام وفي الارهاب ولكن اداريا فقط ولم يتم تفعيل القرارات ميدانيا. وإجابة منها عن سؤال «الشروق» حول عدم وجود سيدات الامن على رأس الادارات الكبرى أجابت محدثتنا انه فعلا هناك اشكال في تعيين الامنيات رغم وجود رتب عليا على غرار محافظ عام صنف ثاني كما ان هناك أمنيات متخرجات من المدرسة العليا ولكن لا يوجد قرار جرئ يجعلهن يتواجدن في هذه المناصب رغم كفاءتهن ومستواهن العلمي متطرقة الى عدم ارسال الامنيات الى السفارات كما يحصل مع بقية الامنيين معتبرة ان مثل هذه القرارات لا تخدم صورة وزارة الداخلية داعيا الى كسر الصورة النمطية عن الامنيات. المرأة الأمنية ويذكر انه في تاريخ 20 مارس 1974 تم تخرج أول دفعة للنساء حافظات الشرطة وهن الدفعة الأولى عربيا وإفريقيا، ومنذ ذلك الوقت باشرت المرأة العمل في الأمن وحمل السلاح ولكن بمرور الوقت تراجعت التعيينات لسيدات الامن صلب الاجهزة الحساسة في وزارة الداخلية كما ان النقابات الامنية لم تدافع منذ بعثها عن سيدات الداخلية كما يجب ولم يتم اصدار بيانات تنديد للتهميش واكتفت بعد الهياكل النقابية بنشر صورة للأمنيات اثناء اداء واجبهن.