يبدأ موسم جني الخفاف بغابات عين دراهم وطبرقة في النصف الثاني من شهر جوان ويتواصل الى غاية منتصف شهر سبتمبر وقد قامت وكالة استغلال الغابات برصد اعتمادات مالية قدرت بمليارين من المليمات ستساهم في تشغيل ما يناهز 1800 عامل موسمي. جندوبة «الشروق»: تمتد غابات الخفاف بجندوبة على قرابة 45 ألف هكتار أي ما يعادل ثلث مساحة الغابة تقريبا ويمثل 90 % من الإنتاج الوطني ويساهم سنويا ب8 مليارات من المدخول الغابي ,ويتم سنويا جني حوالي 65 ألف قنطار على مساحة تصل إلى 3 آلاف هكتار , لئن تبدو هذه الارقام هامة فإن القطاع يعيش صعوبات واشكاليات عديدة. الهادي السالمي رئيس مصلحة الغابات بعين دراهم أكد ان قطاع الخفاف يعتبر من القطاعات الهامة التي توفر إنتاجا سنويا هاما ويوفر يدا عاملة موسمية تصل إلى 1800 عامل وقرابة 150 ألف يوم عمل في السنة، إلا أن القطاع يعيش صعوبات تكبل عملية الجني، وأهمها النقص الفادح في اليد العاملة المختصة والتي لها الخبرة الكافية بعد أن تهرمت اليد العاملة وعزف الشباب على تعاطي هذا النشاط. وفي هذا الاطار سعت وكالة استغلال الغابات الى المحافظة على الغابات الطبيعية من اشجار الفرنان وعلى جودة المنتوج فتم إنجاز دورة تدريبية لتلقين المعنيين من الفنيين والمهندسين التقنيات العالمية الجديدة ,وقد اشرف على تنظيم هذه الدورة اطارات سامية من الوكالة المذكورة وخبير دولي من اسبانيا كما تم احداث توجيه تقني بمدرسة الغابات حول تقنيات واساليب جني الخفاف وتكوين سنوي للعمال حتى تتم المحافظة على هذه الغابة وديمومتها وخلق جيل جديد للعمال تتوفر به مهارات الجني. حماية الغابات ضروري عمر الغزواني رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة ابرز ان اهمية الخفاف كمنتوج جهوي يعرف عددا من الاشكاليات الاولى تشغيلية ذلك ان عملية جني الخفاف تكون موسمية بما يجعل فرص العمل ظرفية مرتبطة بالموسم إضافة لتهرم اليد العاملة المختصة والحاجة لتجديد الناشطين في الجني وتشجيع الشباب على الانخراط في عملية من خلال حوافز مالية وأخرى تكوينية من خلال دورات تدريبية لتلقين العمّال الجدد تقنيات جني الخفاف الذي يتطلب خبرة ومعرفة تمكن من الحفاظ على الشجرة. الغزواني أكّد على ضرورة حماية أشجار الخفاف من القص العشوائي حفاظا على هذه الثروة والسعي لتجديد غابات الفرنان ولما لا التشجيع على الاستثمار في المجال من خلال إحداث وحدات تصنيعية بالجهة وتفعيل الطاقة الإنتاجية والتشغيلية لمعمل الخفاف بطبرقة حتى يكون استغلال جزء هام من المنتوج وكذلك استحثاث إجراءات الحصول على التراخيص للانتصاب للراغبين في الاستثمار ناهيك أن هناك مستثمر يرغب في بعث وحدة تصنيعية لمادة البلوط المتأتي من شجرة الفرنان تنتج الأعلاف والسميد. وأشار الغزواني الى ما يعيشه القطاع من صعوبات في التجميع ونقل المنتوج في ظل صعوبة المناخ وتضاريس الجهة وهو ما يعرض كميات هامة من الخفاف إلى التلف وكذلك تعرض الغابات للاعتداءات بالحرق والقص العشوائي وهو ما يتطلب حمايتها هذه الغابة وكذلك تجديد غابات الفرنان والصنوبر. الاستثمار في الخفاف مراد عثيمني أكّد أن عمال جني الخفاف يجدون صعوبات تتعلق بغياب العارفين بأوقات جني اللحاف والذي يتطلب دراية، وقد تراجع عدد العمال المختصين بشكل كبير وهو ما يتطلب إعادة تكوين وتدريب جيل جديد ,هذا بالاضافة الى نقل المنتوج باستعمال الحمير والبغال وفي ذلك مضيعة للوقت والجهد وهنا لا بد من التفكير في أساليب جديدة وحوافز مادية تشجع العمّال ولما لا جعل عملية الجني دائمة لا موسمية. عدد من متساكني الغابات أكدوا أنه من باب التمييز الإيجابي وانصاف متساكني الغابات أن يتم احداث صندوق تتنزل فيه نسبة من العائدات السنوية من الخفاف وباقي منتجات غابات جندوبة المترامية على مساحة 120 ألف هكتار فيتم توظيف هذه العائدات لتحسين مستوى عيش سكان الغابة والبنية التحتية المتواضعة هناك من طرقات ومدارس ومساكن بدائية. واضافوا ان تراجع استعمال الخفاف كأجباح للنحل قلّص من حجم استغلال سكان الغابة لهذا المنتوج وقطع الطريق امام مورد رزق هام كان لزاما المحافظة عليه وتشجيع الدولة له. صعوبات تقنية وطبيعية لئن تم تطوير إنتاج الخفاف خلال السنوات الأخيرة خاصة من حيث الجودة والنوعية فإن الترفيع فيه من حيث الحجم بقي محدودا نظرا لعدة عوامل منها المتعلقة بطبيعة شجرة الفرنان والتي تتميز ببطء كبير في النمو ومدة العيش التي تصل إلى 150 سنة ولا تدخل حيز الاستغلال الا في سن 35 وجني إنتاجها يتم كل 12 سنة وتتطلب عملية الجني شروطا فنية تستوجب بلوغ دائرة جذع الشجرة أكثر من 70 صم والجني على ارتفاع لا يفوق 1,5 متر على مستوى الأرض. كما ان الاستغلال العشوائي اثر سلبا على مساحات غابات الفلين إضافة للحرائق صيفا وظهور الأمراض بين الحين والآخر بهذه الشجرة بسبب التقلبات المناخية التي تعرفها جهة جندوبة وهنا لابد من مواصلة استراتيجية إعادة تجديد الغابات التي انخرطت فيها مصالح وزارة الفلاحة والإدارة العامة للغابات حيث يتم سنويا تجديد عشرات الهكتارات خاصة والواقع يقر بأهمية هذه الثروة الغابية وخاصة غابة الفلين التي ,و إضافة لمساهمتها ب٪90 من الإنتاج الوطني للخفاف فإنها توفر منتجات أخرى ذات قيمة مضافة على غرار الخشب بنسبة 30 % و40 % من إنتاج الأعلاف على المستوى الوطني إضافة لتوفيرها لمنتجات أخرى على غرار عدة أنواع من الفطريات والزيوت الروحية. غابات الفرنان التي توجد خاصة بجبال خمير ومقعد والتي تمثل الموطن الطبيعي لنمو شجرة الفلين ويضطلع إنتاج الخفاف بدور اقتصادي واجتماعي هامين فاضافة للطاقة التشغيلية الموسمية ,فإن معمل الخفاف بطبرقة يقوم بتحويل كامل إنتاج الجهة من خلال إنتاج سدادات واسطوانات وحبات الخفاف وتستهلك السوق الوطنية 10 % منها و90 % معدة للتصدير خاصة نحو أوروبا. كما تسعى مصالح الغابات لتوفير كل ممهدات نجاح موسم الجني من خلال فتح الطرائد النارية ومسالك الجني إلى جانب الحملات التحسيسية للعمال للمحافظة على أشجار الفلين وحماية الغابات من الحرائق وتكثيف الحراسة لإنجاح موسم الجني.