أخبار تونس - تغطي الغابات والمراعي ثلث مساحة البلاد التونسية أي ما يعادل مليونا و230 هكتارا وهو ما يعطي نسبة غطاء غابي بقرابة 12.3 %وسعيا منها للحفاظ على الثروة الغابية المتوفرة لديها ترتكز جهود ولاية جندوبة على مزيد النهوض بقطاع الفلين من خلال توفير الاعتمادات اللازمة لاستغلال الطاقة المتاحة لغابات الفلين المقدرة حاليا ب 60 ألف هك اى ما يمثل 50 % من المساحة الغابية بالجهة. وتعتبر مادة الخفاف من أهم المنتوجات الغابية الأساسية التي توفرها غابات ولاية جندوبة حيث يقدر معدل إنتاجها السنوي ب70 ألف قنطار وتساهم بنسبة 90 % من مجمل الإنتاج الوطني. ويوجه هذا المنتوج بنسبة 90% إلى التصدير منها 70 % نحو بلدان أوروبا الجنوبية مثل البرتغال الذي يستقبل وحده 59% من الإنتاج ثم ايطاليا بنسبة 11%. ويضطلع إنتاج الخفاف في الجهة بدور محوري في تنشيط الحياة الاقتصادية والاجتماعية إذ يوفر حوالي 4800 موطن شغل وقرابة 150 ألف يوم عمل في السنة. ويقوم معمل الخفاف بطبرقة بتحويل كامل إنتاج الجهة إلى منتوجات متنوعة كالسدادات والاسطوانات وحبات الخفاف. وقد شرعت مصالح الفلاحة والغابات في تنفيذ مشروع للحد من تأثيرات التغيرات المناخية على غابات الفلين شمال البلاد التونسية ومشروع التصرف المندمج للغابات في مرحلته الثانية . ويتمثل المشروع الأول في اعتماد إطار استراتيجي ملائم لتصرف أفضل في غابات الفلين من حيث حماية الموارد المائية والتنوع البيولوجي وتحسين ظروف عيش المتساكنين . ويشمل هذا المشروع الذي قدرت كلفته بنحو مليون دينار مناطق مقعد وخمير من ولايات بنزرت وباجة وجندوبة ويتواصل إلى سنة 2012. ويتعلق المشروع الثاني الذي انطلق في مرحلة أولى سنة 2007 بالتصرف المندمج في الغابات ومقاومة التصحر ويلتقي في الأهداف مع المشروع الأول في حماية الموارد المائية والتنوع البيولوجي وتحسين ظروف العيش . ويحتوى المشروع الثاني على أكثر من 80 تدخلا من أهمها غراسة حوالي 14 ألف هكتار من الأشجار المثمرة وبعث 17 منبتا ودعم 350 تجمع سكني بموارد للرزق . كما يتضمن المشروع حماية 500 ألف هكتار من الغابات ضد الحرائق وتهيئة تسع محميات طبيعية أحدثت منها حتى الآن أربع محميات وتحسين القدرات الفنية ومستوى التصرف بالمصالح الجهوية المكلفة بالغابات ويغطي هذا المشروع جهات جندوبة وباجة وزغوان وسليانة والكاف وتقدر تكلفته بنحو 40 مليون و900 ألف دينار منها 34 مليون و600 ألف دينار تمولها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي . وهذه الشجرة التي تتميز ببطء النمو وتعيش أكثر من 150 سنة عند الاستغلال لا تبدأ في إنتاج الخفاف إلا في السنة الخامسة والثلاثين ولا يقع جني إنتاجها إلا مرة واحدة في كل 10 سنوات إضافة إلى توفر شروط فنية أخرى تستوجب بلوغ دائرة جذع الشجرة أكثر من 70 صم والقيام بعملية جني الخفاف على ارتفاع لا يتعدى المتر ونصف المتر بداية من مستوى الأرض. وإلى جانب الخفاف توفر غابات الفلين عديد المنتجات الأخرى ذات القيمة الاقتصادية العالية أهمها الخشب بنسبة 30% تقريبا من مجموع الإنتاج ونحو 40% من الإنتاج الجملي للعلف إلى جانب عدة أنواع من الفطريات ومنتجات أخرى كالزيوت الروحية. ويبقى الخفاف المنتوج الأهم من الناحية الاقتصادية فهو يوفر لوحده أكثر من 50 % من المداخيل الجملية الناتجة عن بيع منتجات الغابات التونسية. علما أن غابات الفلين في تونس تصنف من بين المنظومات القليلة التي حافظت على العديد من خاصياتها الطبيعية.