«الشروق» مكتب صفاقس علي النوري هو علي بن سالم بن محمد بن سالم بن احمد بن سعيد النوري ولد سنة 1053 ه / 1643 1644م بصفاقس. بدأت رحلته مع العلم من مسقط رأسه، حيث اخذ عن عديد الشيوخ كان أبرزهم الشيخ أبو الحسن الكراي. ثم رحل إلى تونس وهو في سن الرابعة عشر حيث اخذ عن عدة مشايخ مثل سليمان الأندلسي ومحمد القروي. وفي مدة إقامته بتونس سكن بالمدرستين الشماعية والمنتصرية. وفي حوالي سنة 1663 اتجه إلى مصر بعد أن استكمل تحصيله، حيث أرسله بعض أهل الخير والصلاح. وذلك بهدف الاستكثار من لقاء العلماء، والحصول على إجازاتهم في رواية الكتب والعلوم والاطلاع على كتب جديدة واقتباس مناهج التدريس، متبعا في ذلك عادة علمية إسلامية أصيلة. إذ أن جاذبية القاهرة كانت محسوسة بالخصوص في القسم الجنوبي من البلاد لاسيما في صفاقس وفي جربه إلى أخر القرن التاسع عشر، والعائلات ذات المستوى المادي الحسن ترسل أولادها إلى الأزهر، والطلبة الصفاقسيون يشعرون بأنهم اقل غربة في القاهرة لأنهم يجدون أبناء بلدتهم استقروا كتجار وأحيانا كأساتذة. وقد رحل كثير من أعلام ذلك العصر إلى الأزهر وقضوا به مدة طويلة او قصيرة، ثم عادوا إلى موطنهم لبث العلم والافادة. والأزهر يتمتع بشهرة واسعة، ومكانة سامية في العالم الإسلامي. ولم يبخل من إنجاب علماء أفذاذ جمعوا بين العلوم النقلية والعقلية حتى في عصور الظلام والانحطاط. وفي الأزهر لازم جماعة من الأعلام مثل الشيخ محمد بن عبد الله الخرشي البحيري، والذي قرأ عليه علي النوري الفقه والأربعين النووية وقطعة من الجامع الصغير للسيوطي، وأجازه إجازة مطلقة. وكذلك الشيخ إبراهيم الشبرحيتي الذي أجازه أيضا إجازة مطلقة في رواية الحديث والفقه. والشيخ شرف الدين يحي، والشيخ احمد بن محمد العجمي. والشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد بن الشيخ عيسى الماموني الشافعي. ويعتبر الشيخ محمد بن ناصر الدرعي المغربي، اجل مشايخه، والذي كان قدوة الشيخ علي النوري في مسلكه الصوفي. وبعد حياة حافلة بجليل الأعمال، توفي الشيخ علي النوري في 12 ربيع الأول من سنة 1118 ه / جوان 1706.