اختتمت مساء الثلاثاء الدورة الثامنة ل «ليالي متحف سوسة « بعرض للفنانة نبيهة كراولي وسط حضور جماهيري غفير مقارنة بما سبق من عروض بلغ عددها خمسة وتراوحت بين المالوف والجاز والأوبرا وما يعرف بموسيقى العالم. الشروق مكتب الساحل: وإن كانت هذه العروض وفية للتوجه الذي قامت عليه تظاهرة «ليالي متحف سوسة» إلا أن نبيهة الكراولي حادت عن هذا التوجه بما قدمته من اختيارات موسيقية حرصت فيها على تحريك الأحزمة والصخب قبل تحريك الحس الموسيقي لنوعية من الجماهير النخبوية واستطاعت هذه التظاهرة «تكوينها» وتجميعها وتعويدها على أنماط موسيقية رفيعة. وفي سهرة الاختتام عم الرقص في ظل غياب الإنتاجات الجديدة لنبيهة كراولي وعدم اختيارها أنماطا موسيقية تتماشى وتوجه التظاهرة في مكان قالت إنها تكتشفه لأول مرة. وأخبرها عنه قائد الفرقة أنيس القليبي عندما قدم عرضا ضمن إحدى دورات هذه التظاهرة. ويبدو أنه لم يخبرها عن أجوائها وتوجهها القائم على تقديم الإنتاجات الجديدة والأنماط الموسيقية المبنية على فكرة المشروع في إطار راق. حيث اجترّت نبيهة نفسها من خلال 17 أغنية قدمتها على امتداد ساعتين وعشر دقائق متجاوزة معدل السهرات المقدمة والمقدرة بساعة ونصف رغم تدخل المندوب الجهوي للثقافة في الساعة الحادية عشرة و50 دق بطلب لقائد الفرقة أنيس القليبي بإنهاء الحفل. نبيهة لم تكتف بتقديم قديمها – مثل»محلاها كحلة الأنظار»، «شفتك مرة متعدية»، «قلي وآش عاجبك فيها»، «مبروكة»، «إيجا انقلك»، «قالولي جا «- بل غنت أيضا بعض أغاني غيرها مثل «هز عيونك»، «يا جاري ردي النداء»، «يا لا يا لالا»، «كالبريمة». ودعت الجمهور قائلة «اشكون عندو شهوة نحققهالو» وفسحت المجال للاقتراحات التي لبّت جلها وغنت إلى حد منتصف الليل و 25 دقيقة. والجديد في الحفل وعلى غير العادة أن نبيهة دخلت في عدة مرات في حوار مع الجمهور وسط الحفل تحدثت عن مشاق تحضير الفنانة لمظهرها قبل الصعود على الركح من ماكياج وحلاقة وكعب عال.. وتبادلت عبارات الإعجاب. كما حاولت أن تغير من حضورها الركحي بالرقص والإطناب في التفاعل. ولم يكن الانحراف عن توجه التظاهرة النقطة السلبية الوحيدة بل صاحبه انحراف على مستوى التنظيم فبقدر ما عرفت السهرات الفارطة تنظيما محكما فإن سهرة الاختتام شهدت فوضى بالجملة. ولا يشك اثنان في قيمة نبيهة كراولي الفنية والتي رغم الاختيارات الموسيقية أكّدت أنها فنانة رسخت أهم شيء وهو الخصوصية التي جعلت منها مبدعة متميزة وبإنتاجاتها الجديدة التي بصدد تحضيرها حسب ما أكدته ل «الشروق» ستسترجع مكانتها الأصلية في مشهد موسيقي متعطش لها وللعديد من أصحاب الفن الأصيل مهما غابوا أو حادوا نوع ما عن الطريق بسبب أو بآخر.