ما تزال تظاهرة الأعراس تحافظ على طابعها التقليدي في كثير من المناطق الريفية بالجهة رغم تدهور المقدرة الشرائية للمواطن في السنوات الأخيرة وقلة ذات اليد.فنجد الطبل والمزمار والقصبة إلى جانب عروض الفروسية. وبالرجوع إلى العرس التقليدي نجد أن عديد العادات والتقاليد تكاد تكون هي نفسها في أماكن أخرى نظرا للموروث الحضاري المشترك إلا أن هناك من المميزات من المؤكد أنها تختلف من جهة لأخرى. فالزواج كان يدوم سبعة أيام بلياليها وقد يقتصر على ثلاثة أيام. يبدأ الاحتفال بحمل»الجهاز»إلى البيت الجديد إذ تحمل العروس الأثاث الذي اشترته وما جلبه لها زوجها أثناء فترة الخطوبة وما تلقته من هدايا بعد تزيينه بشرائط ملونة إلى بيتها الجديد على أنغام الطبل والمزمار.وفي اليوم الموالي تحمل العروس إلى الحمام مرتدية «سفساري»أو»لحاف»وسط الزغاريد والغناء وصوت الدربوكة وكانون البخور وتستدعي في هذا اليوم صديقاتها والمحيطات بها.وفي الليل تقام حفلة الحنة فتقوم الحنانة بوضع الحناء على أيدي وأرجل العروس في جو بهيج على صوت الدربوكة والأغاني الشعبية المنبعثة من حناجر الصبايا أو الأغاني الراقصة من جهاز تسجيل.وفي هذه الليلة تقدم الهدايا للعروس والمتمثلة عادة في مبالغ مالية توضع في «كنسترو الحنة»والحنانة بعد الانتهاء من حنة العروس تقوم بوضع الحنة على أيدي بعض الحاضرات من الفتيات لعل العازبات منهن يضفرن بعريس في أقرب وقت.ونأتي الآن إلى يوم الكسوة والعشاء والوطية ففي هذا اليوم تحمل عائلة العريس ما يعرف بالكسوة إلى عائلة العروس على أنغام الطبل والمزمار ويعقد فيه عقد القران ويتم تحضير العشاء والمتكون عادة من كسكسي بالحمص والزبيب وطاجين وسلاطة مشوية وغلال.وعادة ما يحمل أهل العريس»العقيرة»أي الذبيحة وكل مستلزمات تحضير العشاء إلى دار العروسة قبل يوم أو يومين.وفي السهرة والتي تعرف ب «الوطية» تتجمل العروس وتلبس لباسا تقليديا ويكون الاحتفال مع العائلتين في جو صاخب على أنغام الموسيقى وخاصة فرق الفنون الشعبية. أما في حنة العريس فيجتمع أهله وأصدقاؤه للعشاء وأثناء السهرة توضع طاولة وسط مكان الاحتفال ويتجمع الحاضرون حوله بعد أن يلبس عادة لباسا تقليديا والمتكون من جبة وشاشية ويدفعون له مبالغ مالية متفاوتة لإعانته على مجابهة مصاريف العرس وتوضع الحناء على خنصر إحدى يديه.يوم الزفاف والذي يأتي في اليوم الموالي يذهب العريس إلى الحمام في الصباح ثم إلى الحلاق رفقة أصدقائه وتذهب العروس إلى الحلاقة وتقام في المساء عروض للفروسية على أنغام الطبل والمزمار وهذه العادة مازالت في بعض الأرياف وخاصة الذين يهوون ركوب الخيل والفروسية ولهم اهتمام بتربية الخيول.وفي الليل يتواصل الاحتفال وتوزع فيها الحلويات والمشروبات ولإدخال جو من الحيوية والبهرج برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة الشماريخ بأشكالها المختلفة.وللضغط على المصاريف قد تقتصر حنة العريس والعشاء والزفاف على يوم واحد وهذا ما أصبح يلجأ إليه أغلب الشبان في السنوات الأخيرة.