رئيس الوزراء الفلسطيني أعلن أول أمس عن قرار للحكومة الفلسطينية يتمثّل في «إطلاق اسم الرئيس الباجي قائد السبسي» على أحد أكبر شوارع فلسطين وتحديدا برام اللّه. الشارع الذي أقرّ تسميته مجلس الوزراء الفلسطيني وأعلنه رئيس الوزراء أمس الأول جاء محاذيا للشارع الحامل اسم الزعيم جمال عبد الناصر. بقطع النظر عن هذه اللفتة، والتي تأتي في شكل إعلان وفاء لتونس من الأشقّاء الفلسطينيين، فإنّ الأمر يتعدى شخص الرئيس الراحل رحمه الله ليشمل تونس وعلاقتها بفلسطين الشعب وفلسطين المناضلين وفلسطين القضية. والحقيقة، لم يكتشف الشعب التونسي والقوى التقدمية في تونس، قضية فلسطين، بعد حرب بيروت 1982 وقدوم أبناء القيادات الفلسطينية مجتمعين في منظمة التحرير الفلسطينية، بل إن رباط المساندة والتماهي مع قضية فلسطين تعود إلى تاريخ أبعد من ذلك. الشعب التونسي مثله مثل الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، هو ابن القضية الفلسطينية وهي قضية تناضل وتصارع بين ظهرانيه. ليس غريبا عن فلسطين السلطة وفلسطين الشعب جعل أكبر الشوارع في رام الله يحمل اسم الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، ففيه وفاء لأواصر الأخوة التي جمعت ولا تزال الشعبين الشقيقين. في ذلك أيضا اعتراف للرجل، الذي والحق يقال بإسناد من الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة رئيس الجمهورية التونسية، أصدع بصوت تونس عاليا، وبالقرار السيادي التونسي بشكل أعلى، في أكتوبر 1985، على إثر الهجوم الحربي الإجرامي على تونس في حمام الشط. الباجي قائد السبسي وزير الخارجية وقتها في حكومة الحبيب بورقيبة، لم يدّخر جهدا في جعل المجتمع الدولي يرفع «ورقة الإدانة» للكيان الصهيوني الذي أغارت طائراته الحربية على بلادنا ذات غرّة أكتوبر 1985. بين تونسوفلسطين، أواصر فيها انتصار ونصرة.. لقضية عادلة ولشعب لايزال شعبه بين أسير وشهيد ومحاصر تحت الإحتلال.. وأي إحتلال.. استعمار استيطاني لا يزال منذ سبعين عاما تقريبا، جاثما على صدور الفلسطينيين. روابط الوفاء والإسناد وتبنّي القضية العادلة بين فلسطينوتونس، ضاربة جذورها في التاريخ، فقد شهدت حرب 1948 للذود عن فلسطين وتجاه الاحتلال الصهيوني المسند من القوى العظمى، شهد توافد مواطنين تونسيين أبوا إلا أن يتوجهوا إلى فلسطين على الأقدام أحيانا، من أجل مناصرة قضية إنسانية عربية عادلة. فلسطين الوفاء، هي ذي.