العلاقات السعودية التونسية هي علاقات تاريخية متميزة ، ذلك لما يملكان البلدان من ثقل تاريخي في العالمين العربي والإسلامي. حيث يحرص البلدان في كل لقاء يجمعهما على زيادة تفعيل آليات التعاون وتعزيز العلاقات . توجتها الزيارة الاخيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والتي تجسد عمق ومتانة العلاقات الثنائية وأواصر الأخوة بين البلدين. ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- مقاليد الحكم، واصل دعم ما سارت عليه المملكة من سعي لتعزيز أُطر التعاون في مختلف المجالات، والوقوف مع تونس والتونسيين بشكل خاص. كما شهدت الأعوام التالية عدة لقاءات بين القائدين على هامش القمم العربية والإسلامية، منها اللقاء الذي جمعهما في العام 1438ه على هامش أعمال القمة التي عقدت في منطقة البحر الميت، والذي جرى خلاله تبادل الأحاديث. حول العلاقات الأخوية ومجالات التعاون بين البلدين الشقيقين وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- بزيارة للجمهورية التونسية في 27 نوفمبر 2018م، وكان في استقبال سموه في المطار الرئاسي في العاصمة تونس فخامة الرئيس الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية، وعقد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع،اجتماعا ثنائيًا مع فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية، وذلك في قصر قرطاج الرئاسي بالعاصمة تونس بحضور وفدي البلدين. وعقد سمو ولي العهد والرئيس التونسي اجتماعا موسعًا بحضور وفدي البلدين، حيث جرى خلاله، استعراض علاقات التعاون السعودي التونسي، في شتى المجالات، والفرص الواعدة لتطويرها، بالإضافة إلى بحث تطورات الأحداث الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها. وقد منح الرئيس التونسي الصنف الأكبر من وسام الجمهورية لسمو ولي العهد تقديرا لجهود سموه في دعم وتعزيز العلاقات السعودية التونسية. وقام دولة رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد بزيارة للمملكة في شهر ديسمبر 2018م، واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، دولته في قصر العوجا بالدرعية الرياض، وقد رحب -أيده الله- بدولته والوفد المرافق له في المملكة، فيما أعرب دولته عن سعادته بزيارة المملكة ولقائه خادم الحرمين الشريفين. وعلى صعيد العلاقات السياسية والعسكرية بين البلدين فقد التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- معالي المستشار الأول للأمن القومي لدى رئيس الجمهورية التونسية اللواء كمال العكروت. ثم أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وفخامة الرئيس محمد الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية ثلاثة مشروعات بالجمهورية التونسية. فقد أزاحا الستار عن لوحة مشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود 1- مشروع ترميم جامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة بالقيروان 2- مشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لترميم جامع الزيتونة المعمور، 3- حجر الأساس لمشروع إنجاز وتجهيز مستشفى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الجامعي بالقيروان. وقد تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، من فخامة الرئيس محمد الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية أعلى وسام في الجمهورية (الصنف الأكبر من وسام الجمهورية)، كما سلم خادم الحرمين الشريفين فخامته قلادة الملك عبدالعزيز. وتؤكد الحقب الزمنية المتتالية حصول قفزات متسارعة في العلاقات بين البلدين، وأن العلاقات أسست من خلال الإيمان الراسخ من قيادتيهما بضرورة تفعيل أواصر الأخوة في الدين والعروبة. وبدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- وفخامة الرئيس التونسي الراحل وحاليا باذن الله ستتواصل تلك القفزات لتصل إلى مراحل مهمة تحقق لشعبي البلدين ما يصبون إليه من تطلعات ورقي في مختلف المجالات في ظل الروابط التاريخية والدينية والعروبية واللغوية وغيرها التي تجمعهما.