«الشروق» مكتب الساحل: دخلت الحملة الانتخابية التشريعية يومها التاسع، ورفعت جل القائمات من نسق أنشطتها، غير أن ظاهرة لافتة سجلت حضورها في أكثر من مدينة ولدى أكثر من قائمة، وهي تركيز رؤساء القائمات على مدنهم الأصلية التي ولدوا بها ونشأوا فيها، ومحاولة خلق "حزام انتخابي" متين بدعوى أنّ "كل مدينة يخدمها رجالها"، مما جعل الحملة تكتسي طابعا محليا. وتنشط عدة صفحات على "الفيسبوك" للترويج لرؤساء قائمات لا على أساس برامجهم الانتخابية بل على أساس انتمائهم الجغرافي، وتشترك هذه الصفحات في فكرة واحدة وهو أنّ "ابن المدينة" أولى من غيره بالتصويت وتدفع باتجاه التصويت لفائدة القائمة أو القائمات التي يرأسها أصيل تلك المدينة. وقد برزت هذه الظاهرة خصوصا في مدينة كندار، حيث تنشط مجموعة شبابية تحت مسمى "مساندي علي بن ميم" وهو رئيس قائمة التحالف من أجل تونس، ويشغل حاليا منصب رئيس بلدية كندار، وكان قد ترشح للانتخابات البلدية رئيسا لقائمة "نداء تونس" العام الماضي، ويؤكد مساندوه أنّ مدينة كندار لم يكن لها على مر التاريخ نائب في مجلس نواب الشعب يدافع عن مصالحها وانتظارات مواطنيها، وأن جميع نواب دائرة سوسة الذين مروا بالبرلمان لم يضعوا في اعتبارهم هذه المدينة ولم يدافعوا عنها يوما، وبناء على ذلك يعتبرون أنّ مساندة "ابن كندار" أمر مطلوب وذو أولوية من أجل مصلحة المدينة. وبنفس هذا التوجه يدفع نشطاء بالمجتمع المدني بمدينة النفيضة نحو التصويت بكثافة لقائمة حركة "النهضة" التي تحتل فيها النائبة وفاء عطية المرتبة الثانية، ويعمل هؤلاء النشطاء على امتداد أيام الحملة على نشر مقتطفات من تدخلات النائبة وجهودها، خلال المدة النيابية المنقضية، لفائدة مدينة النفيضة والترويج لها كنموذج للنائب الذي يجب ان يطرح قضايا جهته عامة ومدينته خاصة وإيصال أصوات مواطنيها إلى البرلمان. وفي القلعة الكبرى تشتغل قائمة "البديل التونسي" على أنّ رئيسها حافظ الزواري سيكون الممثل الوحيد للمدينة، وتسعى إلى تعميم فكرة أنه إن ل ميتم انتخاب الزواري فلن يكون للقلعة نائب يدافع عنها. هذا المنطق بدأ منذ الاجتماعات التحضيرية لقائمة البديل بسوسة، حتى قبل بدء الحملة الانتخابية وتكفلت مجموعة من الناشطين على صفحات "الفيسبوك" وعلى الميدان بالعمل على إقناع أهالي مدينة القلعة الكبرى بالتصويت "لابن المدينة" وه ما يمكن اعتباره "التصويت المفيد" أو توجيها للناخبين.