باريس (وكالات) أقيمت في باريس امس مراسم رسمية لتشييع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي توفي يوم الخميس الماضي عن 86 عاما. وبدأت الجنازة الرسمية بتكريم عسكري في مجمع "أنفاليد"، تلاه قداس حضره العشرات من الشخصيات العامة والسياسية من مختلف أنحاء العالم، ليدفن بعدها الرئيس الراحل بمقبرة مونبارناس. وتوافد نحو 30 زعيما أجنبيا من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على العاصمة الفرنسية باريس امس، لحضور جنازة الرئيس الراحل جاك شيراك الذي توفي الأسبوع الماضي عن عمر 86 عاما. وذكر قصر الإليزيه في بيان أوردته قناة (فرانس 24)، أن بين الرؤساء الذين أعلنوا حضورهم الإيطالي سيرجيو ماتاريلا والكونغولي دينيس ساسو نغيسو ورئيسي الوزراء اللبناني سعد الحريري والمجري فيكتور أوروبان. وكان من بين الحضور أيضاً، الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. ومن الأجانب الذين حضروا المراسم سياسيون كانوا في الحكم في عهد شيراك، مثل المستشار الألماني الأسبق جيرهارد شرودر ورئيس الوزراء الأسبق الإسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو والرئيس السنغالي الأسبق عبدو ضيوف. وتقاطر الفرنسيون منذ اول امس بالآلاف إلى مبنى "ليزانفاليد" الذي يؤوي أضرحة بعض من كبار رجال فرنسا مثل نابليون، لإلقاء التحية أمام نعش شيراك الذي كان من أبرز وجوه الحياة السياسية الفرنسية وتنسب إليه -ولا سيما بعد انسحابه من الحياة السياسية- مزايا إنسانية وشخصية، ويجمع الكل على أنه "فرنسي بالعمق" بما له وما عليه. وانتظر المواطنون الفرنسيون وسط مشاعر التأثر تحت المطر أحيانا في باحة المبنى واقفين في صف طويل امتد حتى الشارع، ليكرموا الرجل الذي قاد فرنسا على مدى 12 عاما بين 1995 و2007، بعدما كان رئيس بلدية باريس بين 1977 و1995. وعملا بطلب زوجته برناديت سيوارى شيراك الثرى في مقبرة مونبرناس بباريس. حيث ترقد ابنتهما البكر لورانس التي توفيت عام 2016. وبحسب استطلاع لمعهد "إيفوب" نشرته صحيفة "لوجورنال دو ديمانش"، فإن جاك شيراك الذي زادت شعبيته بعد انسحابه من العمل السياسي، بات يعتبر من قبل الفرنسيين أفضل رئيس للجمهورية الخامسة (منذ 1958)، بالتساوي مع شارل ديغول. وشغل شيراك منصب الرئيس في الفترة من 1995 إلى 2007 ويثني فرنسيون كثيرون عليه بوصفه زعيما رسخ دور فرنسا على الساحة العالمية ولموقفه الذي وضعه في خلاف مع واشنطن بسبب غزو العراق عام 2003. ولم تتلطخ صورته كثيرا بإدانته عقب خروجه من السلطة بإهدار المال العام. وأشاد فلاديمير بوتين بزعيم "حكيم وصاحب رؤية". وقال إن شيراك هو أكثر القادة الأجانب الذين أثاروا إعجابه خلال مسيرته. ومن جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان "عمل الرئيس السابق جاك شيراك الذي وهب حياته للخدمة العامة، بلا هوادة للحفاظ على القيم والمثل التي نتقاسمها مع فرنسا". وأشادت سهى عرفات، زوجة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، في حديث ل"فرانس24"، بشيراك. وقالت إنه كان خير صديق لزوجها في الولادة والوفاة. إذ كان أول المهنئين بولادة ابنتهما. وأقام جنازة رسمية لعرفات في فرنسا. وكان متعاطفا جدا مع القضية الفلسطينية، معتبرة أن العالم حاليا بحاجة الى زعيم مثل شيراك. واعتبر رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة في تصريح ل"فرانس24"، أن شيراك كان داعما قويا للبنان وللعرب وللقضية الفلسطينية، بدءا بدعمه للبنان أمام الاجتياح الصهيوني أكثر من مرة، ووقوفه في وجه الغزو الأمريكي للعراق. كما أشاد بصداقة شيراك برئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.