القصرين (الشروق) بلغت نسبة التصويت في الإنتخابات التشريعية عن دائرة القصرين الى غاية الساعة الرابعة والنصف مساء 22,21 % حسب ما اكدته مصادر بالهيئة الفرعية للإنتخابات بالجهة ل"الشروق". ويبلغ عدد المسجلين في الإنتخابات بالجهة 289 ألفا و376 مسجلا. انطلقت على الساعة العاشرة من صباح الأحد 06 أكتوبر، عملية الاقتراع بالمركز ذي التوقيت الاستثنائي بالمدرسة الإبتدائية المثنانية التابعة لمعتمدية القصرين الجنوبية والمحاذية للمنطقة العسكرية المغلقة السلّوم. عدد الناخبين المسجلين بهذا المركز 407 ناخبين، وكان الإقبال كبيرا خلال الساعة الأولى من فتح المركز ثم تراجع بشكل ملحوظ حسب ما عاينته "الشروق." أما الفئات التي أقبلت على عملية الإقتراع بالمركز المذكور فكانت بنسبة أكبر للكهول بينما تراوحت بين الضعيفة الى المتوسطة في صفوف الشباب وكان حضور العنصر النسائي محترما في هذه العملية. وأشرف عدد من عناصر الوحدات الأمنية والعسكرية على تأمين مركز الإقتراع خلال العملية الإنتخابية مع مراقبة جوية تؤمنها طائرة مروحية عسكرية تجوب المنطقة. محمد الهادي رجل أربعيني وأحد متساكني سفح جبل السلوم المصنف منطقة عسكرية مغلقة أكد ل"الشروق" أنه قام بالإقتراع لأن العملية الإنتخابية واجب وطني رغم تجاهل الدولة لهم ولظروفهم الإجتماعية الصعبة، قائلا أنه لا يأمل الكثير ممن سيتم إنتخابهم لغياب الإجراءات لفائدة هؤلاء المواطنين القاطنين في سفوح الجبال في برامجهم ولم تتم زيارتهم أو الإتصال بهم للإطلاع على وضعياتهم حتى خلال الحملات الإنتخابية. من جهته قال الصادق أحد متساكني منطقة المثنانية أنه قام بعملية الإقتراع لمجرد الإقتراع لأنه لم يطلع على برنامج أي قائمات مترشحة عن دائرة القصرين. اما "خديجة" إحدى ضحايا الإرهاب في ولاية القصرين ، فقد تسبب إنفجار لغم في بتر ساقها عندما كانت ترعى الأغنام في سفح جبل السلوم سنة 2018. قدمت خديجة في سيارة أحد أجوارها الى مركز الإقتراع بالمثنانية للإدلاء بصوتها في الإنتخابات التشريعية عن دائرة القصرين رغم اعاقتها، مؤكدة أن الإنتخاب واجب وطني رغم إهمال الدولة لضحايا العمليات الإرهابية وعدم الإحاطة بهم خاصة أنهم يقطنون بمنطقة شبه معزولة ومصنفة منطقة عسكرية مغلقة لا يزورها حاكم ولا مسؤول، متأملة أن يتغير الوضع الى الأفضل بعد الإنتخابات بوصول أشخاص الى الحكم يساعدونهم على تحسين ظروفهم الإجتماعية القاسية. أما "نجمة" التي كانت رفقة خديجة خلال الإنفجار والتي أصيبت على مستوى الرأس، فقد قطعت مسافة تقدر بحوالي 10 كيلومترات للقيام بواجبها الإنتخابي لكنها لم تجد اسمها في سجل الناخبين، معبرة عن استياءها لعدم قدرتها على التصويت لفائدة الطرف الذي سينقذها من ضنك العيش والشقاء وما تعانيه من مخلفات إصابتها التي تملصت الدولة من التزاماتها تجاهها وأجبرتها على قطع العلاج على نفقتها الخاصة بالمستشفى العسكري بالعاصمة بسبب ظروفها الصعبة وعدم وجود مورد رزق لها.