من يقصد الادارات التونسية المختلفة وخاصة البلديات يلمس الكم الهائل من التأخر والرجوع إلى الوراء. فمن الممكن أن يستغرق استخراجك لمضمون ولادة ساعات وربما أيام. ومن يزور بلدياتنا وبلديات العاصمة بالتحديد يصطدم بالمستوى المتردي للخدمات المقدمة للمواطن. ولعل أبرزها اللامبالاة بالمواطن وغياب ثقافة الاعتذار لدى مسؤولينا وتجاهل المواطن الذي يمضي ساعة أو ساعتين أو أكثر في انتظار قضاء شأن بلدي هو في الواقع لا يحتاج لأكثر من بضع دقائق أو ربع ساعة على أقصى تقدير. وربما انتظر المواطن ساعة أو أكثر ليفاجأ في النهاية بأن "الريزو طاح" وربما تكون هذه التعلة تهربا من انجاز عمل وتقديم خدمة . او بنفاد المطبوعات وهي تعلة غير مقبولة أيضا في دولة تنوي رقمنة الإدارة خلال سنة 2020 وغيرها من التعلات والأسباب التي تعطل مصلحة التونسي وتتسبب له في اضاعة الوقت. هذا من جهة ومن جهة أخرى نلاحظ تراجع النظافة إلى أدنى مستوياتها وانتشار الفضلات والروائح الكريهة في كل مكان مما تسبب في انتشار الأمراض والأوبئة الجلدية والتنفسية وحتى النفسية. فنفسية التونسي أصبحت متسمة بالكآبة جراء تشوه جمالية المدن جراء انتشار الاوساخ والانتصاب الفوضوي. هذا دون نسيان آفة الكلاب السائبة التي حولت أنهج العاصمة وساحاتها إلى مربض للكلاب الضالة التي لا تتوانى عن مهاجمة المواطنين والتسبب لهم في الأذى النفسي والبدني وتحوله إلى مواطن ناقم على وطنه, مواطن يشعر أن حقوقه لا تساوي شيئا أما حقوق الانسان بعد 2011. وخلاصة القول أن بلدياتنا أصبحت تسير بخطى حثيثة إلى الخلف, فمتى يستفيق التونسي من سباته ويتصدى للخراب الذي يحيق ببلده؟