تشهد لبنان منذ أول أمس احتجاجات كبيرة وصلت الى حد الانتفاضة الشعبية وذلك بسبب الزيادة في الضرائب التي كان آخرها ضريبة على ال«واتساب»، في وقت حذّرت فيه أطراف من فوضى عارمة. بيروت(وكالات) ويتظاهر عشرات آلاف الأشخاص في بيروت منذ أول امس احتجاجا على إدارة الحكومة اللبنانية لأزمة اقتصادية في أحد أكبر الاحتجاجات التي يشهدها لبنان منذ سنوات مما دفع الحكومة الى سحب رسوم جديدة مقترحة على مكالمات ال«واتساب». ويعيش اللبنانيون هاجس الانهيار.ويشعرون بأن بلدهم يمشي بخطىً ثابتة نحو المجهول في ظل أزمات غير مسبوقة تتفجر تباعاً في كافة مناحي الحياة وعلى مختلف الأصعدة. وبدأت الأزمات المتلاحقة مؤخراً من شحّ الدولار مروراً بالخبز والمحروقات وكارثة الحرائق التي فشلت أيضاَ السلطة اللبنانية في السيطرة عليها، حالها حال الأزمات الأخرى، وصولاً إلى تفجر غضب الشارع مع توجه الحكومة الى فرض ضرائب غير مسبوقة تطال بما في ذلك الاتصالات المجانية عبر الهاتف الخلوي. وتحولت بيروت إلى ساحة احتجاج كبرى. حيث انتشرت التظاهرات في أرجاء العاصمة، احتجاجاً على فرض 20 سنتًا يومياً (تعادل 6 دولارات لكل مشترك شهريًا) على مكالمات تطبيق «واتساب وغيره من التطبيقات الذكية، بما يؤمّن للخزينة العامة 216 مليون دولار سنويًا. وفي أول رد رسمي قال سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، إنه اتفق مع الشركاء على ضرورة إجراء إصلاحات لا حل بدونها. وأشار الحريري في كلمة متلفزة، الى أن البلد (لبنان) يمر بظرف عصيب»، مضيفا «ما شهدناه منذ الأمس وجع حقيقي، أشعر به، وأنا مع كل تحرك سلمي للتعبير». وأضاف «هنالك من يضع العراقيل أمامي منذ تشكيل الحكومة. وتم وضع عراقيل أمام جميع الجهود التي طرحتها للإصلاح». وقال رئيس الحكومة اللبنانية إن لبنان تعيش في «وجع حقيقي»، مضيفا «هناك جهات داخلية سعيد بما يحدث في البلاد، وانفجار الوضع منذ أول أمس».وأضاف «أطراف أخرى في الحكومة عرقلت، مرارا كافة الجهود في الإصلاحات». واستمر «الشعب اللبناني أعطى الحكومة أكثر من فرصة على مدى الثلاث سنوات الماضية».واستطرد «الحل للمشاكل في لبنان، يكون بالعودة الى الاقتصاد وضخ الاموال في البلد». وقال الحريري «من أربع سنوات وأنا ابحث في كل البلدان، لفتح للبنان فرص الاستثمار، لكن بعد أول أمس بدأت أرى الأمور بمنظار آخر». وأعلن الحريري في خطابه أنه سيمنح «شركاءه» مهلة «72 ساعة» لإقرار الإصلاحات، وإلا سيكون له «كلام آخر». وأردف «الناس أعطتنا أكثر من فرصة منذ 3 سنوات. لكنّ السياسيين واصلوا التعطيل». وبدوره أكد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أن لبنان أمام خيارين متناقضين إما الانهيار الكبير أو الإنقاذ الجريء. وشدد وزير الخارجية اللبناني في كلمة له بعد لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون أن «ما يحصل يمكن أن يكون فرصة لإنقاذ لبنان واقتصاده. ويمكن أن يتحول إلى كارثة اقتصادية ومالية واجتماعية وأمنية. ويدخل لبنان بالفوضى والفتنة. فنحن أمام خيارين متناقضين إما الانهيار الكبير أو الإنقاذ الجريء».