بيروت )وكالات(أعلنت المملكة العربية السعودية الليلة قبل الماضية إن أحد مواطنيها خُطف في لبنان وذلك وسط أزمة ديبلوماسية بين البلدين. ونصحت السعودية والكويت والإمارات والبحرين مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان وحثت من يقومون بزيارتها حاليا على مغادرتها على الفور مع ازدياد التوتر بشأن ما يعتبره البعض جبهة جديدة في التنافس الإقليمي بين السعودية وإيران. وقال مسؤولون كبار بالحكومة اللبنانية إنهم يعتقدون أن السعودية تحتجز سعد الحريري الذي استقال من منصب رئيس الوزراء اللبناني خلال زيارة للسعودية قبل أيام. وتقول الرياض إن الحريري حر وإنه قرر الاستقالة لأن جماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران تتحكم في حكومته. وأعلنت السفارة السعودية في بيروت عن خطف أحد السعوديين لكنها لم تقدم تفاصيل بشأن اسمه وملابسات اختطافه. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن بيان السفارة قولها «إن السفارة تتواصل مع السلطات الأمنية اللبنانية على أعلى المستويات للإفراج عن المواطن السعودي المختطف دون قيد أو شرط في أقرب فرصة ممكنة». ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق قوله «إن سلامة وأمن المواطنين السعوديين والزائرين كما جميع المقيمين العرب والأجانب هي أولوية للسلطات اللبنانية بكافة مؤسساتها وأجهزتها». وشدد الوزير على أن «العبث بالأمن والاستقرار في لبنان خط أحمر ممنوع تجاوزه»، مضيفا أن «الأجهزة الأمنية مستنفرة للحيلولة دون أي محاولة لاستغلال الظرف السياسي الحالي». وأعلنت قناة «العربية» خطف مواطن سعودي يُدعى علي البشراوي، متزوج من سوريّة بالقرب من منزله في بلدة العقيبة كسروان بمحافظة جبل لبنان. وتقوم قوات الأمن اللبناني بالبحث عنه بالقرب من منزله. وذكرت صحيفة «النهار» اللبنانية أن قوات الأمن تقوم بالبحث عن السعودي المختطف بعد بلاغ تقدمت به زوجته. وقال مصدر أمني لبناني إن زوجة الرجل اتصلت بقوى الأمن أول أمس وقدمت بلاغاً عن اختفاء زوجها، مشيراً إلى أن التحريات مستمرة لاكتشاف مكان الرجل. وقالت مصادر إعلامية لبنانية إن عائلة المواطن السعودي تلقّت اتصالاً، يطالب بمبلغ مليون دولار لإطلاق سراحه. اعتبر وضعه «غامضا وملتبسا»: رئيس لبنان يطلب من السعودية توضيح سبب عدم عودة الحريري بيروت )وكالات) طالب الرئيس اللبناني ميشال عون أمس السلطات السعودية بتوضيح السبب في أن رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري يبدو ممنوعا من العودة إلى بلده، واصفا وضع هذا الأخير في المملكة العربية السعودية بأنه «غامض». وجاء في بيان صادر عن مكتب الرئيس عون أن «الغموض» الذي يكتنف وضع الحريري منذ إعلان استقالته الأسبوع الماضي «يجعل كل ما صدر ويمكن أن يصدر عنه من مواقف أو خطوات أو ما ينسب اليه، لا يعكس الحقيقة». واستطرد قائلا «بل هو نتيجة الوضع الغامض والملتبس الذي يعيشه الرئيس الحريري في المملكة العربية السعودية، وبالتالي لا يمكن الاعتداد به». وأوضح البيان أن الرئيس اللبناني أبلغ هذا ل»مراجع رسمية محلية وخارجية». ونقلت وكالة الأنباء «رويترز» في هذا الخصوص عن مسؤول لبناني رفيع قوله إن عون أبلغ سفراء دول أجنبية الجمعة أن الحريري «خُطف». ولم يرجع الحريري إلى لبنان منذ إعلانه الاستقالة في الرابع من نوفمبر من السعودية. واستقال الحريري على نحو مفاجئ يوم 4 نوفمبر عبر بيان أذاعه من السعودية. وقال الحريري إن مؤامرة كانت تحاك لاستهداف حياته، متهما إيران وجماعة «حزب الله» اللبنانية ببث الفتنة في العالم العربي. ومنذ ذلك الحين لم يعد الحريري إلى لبنان. وتزعم جماعة «حزب الله» اللبنانية - وكذلك إيران الداعمة لها - أن السعودية تحتجز الحريري بعد إرغامه على الاستقالة. واعتبر الأمين العام ل»حزب الله» حسن نصر الله أول أمس أن استقالة الحريري «تدخل سعودي غير مسبوق» في السياسة اللبنانية. في ظل تصعيد الخطاب بين الرياض وطهران و«حزب الله» :جولة خليجية لوزير خارجية مصر لخفض التوتر بالمنطقة القاهرة )وكالات(يبدأ وزير خارجية مصر سامح شكري اليوم الأحد جولة خليجية تستمر ثلاثة أيام للدفع باتجاه الحل السياسي وتجنيب المنطقة التوتر في ظل تصعيد في الخطاب بين السعودية وإيران و»حزب الله» اللبناني، وفق ما أعلنت الخارجية المصرية أمس. وصرح أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية في بيان إن شكري سينقل إلى قادة السعودية والكويت والإمارات والبحرين وعمان وكذلك الأردن رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي الحليف المقرب من السعودية تؤكد «على سياسة مصر الثابتة والراسخة التي تدفع دائما بالحلول السياسية للأزمات وضرورة تجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر أو الاستقطاب وعدم الاستقرار». وأكد المتحدث أن جولة شكري الذي سيؤكد كذلك «على ضرورة الحفاظ على التضامن العربي»، تأتي «في ظل ما يشهده المسرح السياسي في لبنان من تطورات، فضلا عن تنامي التحديات المرتبطة بأمن واستقرار المنطقة بشكل عام». وأضاف أن الوزير شكري «سوف ينقل رسائل شفهية من السيد رئيس الجمهورية إلى قادة الدول العربية التي تشملها الجولة، فضلا عن إجراء مباحثات ثنائية مع نظرائه من وزراء الخارجية». يشار إلى أن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله كان اتهم أول أمس السعودية بتحريض إسرائيل على شن حرب على لبنان وباحتجاز رئيس حكومته سعد الحريري الذي أعلن استقالته من السعودية قبل أسبوع في بيان هاجم فيه إيران و»حزب الله». وتقف مصر التي تملك أقوى جيش في المنطقة في صف السعودية في الأزمة مع إيران لكنها لم تبد حماسا للحرب التي تخوضها السعودية في اليمن ضد الحوثيين المؤيدين لإيران واكتفت بإرسال بعض القطع البحرية إلى المنطقة. ووصف السيسي الخميس الماضي أمن دول الخليج بأنه «خط أحمر» بالنسبة لمصر، ولكنه حذر أيضا خلال لقاء مع الصحافيين في شرم الشيخ من أن المنطقة تعاني بما فيه الكفاية من الاضطرابات وليست بحاجة للمزيد منها. وقال «أنا لست مع الحرب. نحن لدينا تجربة مع الحرب».