تُختتم اليوم اشغال مجلس شورى حركة النهضة في دورته 32 ،التي امتدت على يومين، ومن المرتقب ان تكشف اثره الحركة على مرتكزات برنامج الحكم ،وموجّهات عملية التفاوض حول تشكيل الحكومة في الايام القادمة. مكتب نابل (الشروق ) وقد أكدت القيادية في حركة النهضة، يمينة الزغلامي ل« الشروق» على هامش انطلاق أشغال المجلس أمس، أن الحركة متمسكة برئاسة الحكومة مبينة أن مجلس الشورى سيصادق على ذلك مؤكدة أنه حسب القانون الأساسي فإن رئيس الحزب هو الذي يتصدر مواقع القرار في البلاد. وأكد أمينة الزغلامي أنه سيتم غدا الاثنين الانطلاق في المفاوضات والمشاورات لتشكيل الحكومة مع الأحزاب باستثناء قلب تونس والحزب الدستوري للأسباب التي أعلنت عنها النهضة سابقا مؤكدة أن النهضة منفتحة على الجميع. غدا انطلاق المفاوضات وأشارت القيادية في حركة النهضة،أن المكتب التنفيذي أعد ورقة سيقدمها إلى رئيس المكتب السياسي مؤكدة أن الانطلاق الحقيقي للمفاوضات سينطلق يوم الاثنين المقبل مشيرة الى أن البرنامج الذي ستتقدم به حركة النهضة سيكون اقتصاديا اجتماعيا. ومن جهته، أكد رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني في تصريح ل"الشروق "أن المشاورات الفعلية ستنطلق بعد انتهاء أشغال المجلس وسوف يتم درس ملامح برنامج الحركة الخاص بتشكيل الحكومة الجديدة باعتبارها الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية والمكلفة دستوريا مبينا أن الحركة ستواصل مشاوراتها مع عدد من الأحزاب والمنظمات الوطنية الكبرى على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية واتحاد الفلاحة والصيد البحري ومكونات المجتمع المدني بخصوص تشكيل الحكومة القادمة مشيرا أن الاتجاه متجه أكثر لاختيار رئيس الحكومة من داخل الحركة موضحا أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي هو المرشح الطبيعي وحسب القانون الداخلي للحركة لهذا المنصب وهذه المسألة مرتبطة بموقفه ورغبته في الترشح إن رغب في ذلك. هذا،و أكد رفيق عبد السلام القيادي بحركة النهضة على هامش انطلاق مجلس الشورى،بخصوص موقفه من اتهامات رئيس وزراء البحرين حول عبث دولة قطر بالانتخابات التونسية، ان دعم الدولة القطرية هو دعم للبلاد التونسية و ليس لحركة النهضة او لاي حزب من الأحزاب معبرا عن شكره لدولة قطر وعدد من الدول الشقيقة على دعم التجربة الانتخابية التونسية مؤكدا أن تشكيل الحكومة هو شأن داخلي وليس للدول الأجنبية التدخل فيه مبينا أنه ينتظرمن الدول الشقيقة والأوروبية دعم الدولة التونسية اقتصاديا إلى جانب دعوتها للاستثمار حتى تقف البلاد على قدميها. وقال عضو المكتب السياسي لحركة النهضة عبد الله الخلفاوي في تصريح ل››الشروق›› أن اجتماع الشورى ناقش ايضا تداعيات نتائج الانتخابات التشريعية والرئاسية على الوضع العام في البلاد ومستقبل العملية السياسية، وملامح البرنامج الخاص للتفاوض حول تشكيل الحكومة لافتا الى أن المرحلة اساسا تقتضي تشكيل حكومة قوية قادرة على الاستجابة لمطالب المرحلة وان الاسماء مسألة ثانوية. الغنوشي مرشح الحركة وأضاف الخلفاوي أنّ المكتب التنفيذي للحركة اعد وثيقة تحمل رؤية للمشكلات الاساسية للبلاد و الحلول الممكنة لها ،وبعد المصادقة عليها من قبل مجلس الشورى ستكون وثيقة مرجعية للتفاوض مع بقية الاطراف التي يمكن الالتقاء معها على قاعدة تنفيذ البرنامج لا على قاعدة المحاصصات الحزبية. وأوضح الخلفاوي ان حركة النهضة ليست في حالة مناورة سياسية بل هي على أتم الاستعداد للحكم دون وكالة وانه من الطبيعي ان يكون رئيس الحركة راشد الغنوشي المرشح الطبيعي للحركة في رئاسة الحكومة على اعتبار انه مخول قانونا لذلك مالم يترشح غيره ،حيث لا يخضع مقترح ترشيحه لرئاسة الحكومة للتصويت ولا يمكن للشورى أن تتطرق الى مناقشة اسماء اخرى مالم يعلن الغنوشي عن تنازله لصالح شخصية اخرى. واعتبر الخلفاوي أن النهضة ماضية في خيار الحكم دون وكالة، وأن رئيسها راشد الغنوشي الاكثر خبرة وتأهيلا وله جميع المواصفات لمسؤولية المنصب من خلال اسهامه في نجاح المسار السياسي في البلاد الذي تطلب تضحيات، وفي كونه يحظى بعلاقات جيدة داخليا ودوليا تخول له ادارة دواليب الحكم و ممارسة صلاحيته بطاقم قريب من اوضاع الشعب وقادر على انفاذ القانون وجعل الحكومة القادمة في موقع قوة يخول لها تنفيذ برامجها وفي مقدمتها الاستجابة لتطلعات المرحلة وخاصة منها تنفيذ البرنامج الاقتصادي والاجتماعي.