اندلعت امس احتجاجات عارمة بمختلف المدن العراقية للمطالبة بالتصدي للفساد وتحسين الاوضاع الاجتماعية وسرعان ما تصدت الاجهزة الامنية للمتظاهرين ما اسفر عن مقتل 21 محتجا وإصابة 1779 شخصا . بغداد (وكالات) أفادت تقارير ميدانية ان مظاهرات دموية اندلعت بمختلف محافظاتالعراق خاصة في العاصمة بغداد حيث تم إحراق مقار حزبية ومقتل 21 متظاهرا وإصابة المئات إثر محاولات قوات الأمن تفريق المحتجين. واقتحم مئات المتظاهرين الغاضبين المنطقة الخضراء (الدبلوماسية) وسط العاصمة العراقيةبغداد، بعد نجاحهم في إزالة الحواجز التي وضعتها قوات الأمن على جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة. وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المدمع، في محاولة لتفريق المحتجين قرب الجسر. ونقلت وكالة الأناضول عن ضابط في الشرطة العراقية أن المئات من المتظاهرين تمكنوا من اقتحام بوابة المنطقة الخضراء من جهة وزارة التخطيط، بعد أن أزالوا جميع الحواجز التي وضعتها قوات الأمن على جسر الجمهورية. وأعلنت السلطات الأمنية العراقية، أنها ألقت القبض على «مندس» (متظاهر) في شارع السعدون ببغداد، وهو يحمل مسدسا من نوع (كلوك)، كان يطلق الرصاص الحي على المتظاهرين وقوات الأمن، وجرى تسليمه إلى قيادة عمليات بغداد لاتخاذ الإجراءات القانونية وإحالته للقضاء. واطلقت القوات الأمنية قنابل الغاز والرصاص الحي والمطاطي بكثافة على المتظاهرين في ميدان التحرير في محاولة لتفريق الاحتجاجات. ونقلت السومرية عن مصدر أمني أن «أحد المتظاهرين تعرض لطعن بسكين من الخلف ما أسفر عن مقتله في الحال». وفي جنوبالعراق قام المحتجون بتشكيل تجمعات شعبية، إذ شهدت محافظة المثنى تظاهرة قرب بناية الحكومة المحلية وسط محاولات لاقتحام المبنى. من جانب آخر رفض المتظاهرون في البصرة استقبال محافظ البصرة وقائد شرطتها واجبروهم على التراجع. وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، عن مقتل اكثر من 6 متظاهرين ، مشيرة إلى قيام محتجين بحرق عدد من مقار الأحزاب السياسية. وطالب المحتجون بإجراء إصلاحات حكومية والقضاء على الفساد والبطالة وتوفير فرص العمل.توافد فنانون وممثلون عراقيون امس لأول مرة للمشاركة في المظاهرات الشعبية في بغداد والانضمام إلى الحركات الاحتجاجية التي تعمّ البلاد. ويتألف المتظاهرون في الأغلب من الشباب العاطلين عن العمل. وكانوا يحملون الأعلام العراقية ويرددن هتافات مناهضة للحكومة، مطالبين بالحصول على الوظائف والمياه والكهرباء. وفي نفس السياق دعت السفارة الكويتية في بغداد، المواطنين الكويتيين إلى التريث في السفر للعراق، وحثت الموجودين هناك على المغادرة والابتعاد عن التجمعات وأماكن التظاهر. وقال بيان للسفارة «على المواطنين الكويتيين الذين ينوون السفر إلى العراق التريث وعدم السفر في الوقت الحالي نتيجة الاضطرابات والمظاهرات التي تشهدها بعض المدن العراقية». كما حذرت سفارة الولاياتالمتحدة لدى العراق، الأمريكيين من السفر إلى بغداد وكبريات مدن البلاد، في ظل تظاهرات العاصمة وعدد من محافظات الوسط والجنوب. ومن جهته اتهم مستشار رئيس البرلمان الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الولاياتالمتحدة وكيان الاحتلال الاسرائيلي ، باستغلال المطالب الحقيقية للشعب العراقي، لتهيئة الأجواء للتدخل الأجنبي في هذا البلد.وقال عبد اللهيان، إن «هذه البلاد تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار العراق وإسقاط الحكومة المنتخبة وتهيئة الأجواء للتدخل الأجنبي في العراق من خلال استغلالها للمطالب الحقيقية للشعب العراقي». وأضاف المسؤول الإيراني، أن «هذه البلاد تتبع طريقة توظيف البعثيين والمندسين من أجل استغلالهم في عرقلة عمل الحكومة».