أشارت تصريحات جديدة لمسؤولين أمريكيين إلى مخطط الولاياتالمتحدة لإبقاء قسم من قواتها العسكرية في سوريا وتعزيزها بذريعة منع «داعش» أو قوى أخرى من السيطرة على حقول النفط. دمشق (وكالات) وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن عملية قتل البغدادي لا تعني نهاية وجود الولاياتالمتحدة في سوريا، مؤكدا أن القوات ستبقى من أجل حماية آبار النفط. وأوضح: «النفط في سوريا غذى تنظيم داعش وعملياته ويجب أن نأخذ حصتنا الآن وسأعقد صفقة مع شركة عالمية»، مضيفا «صرفنا المليارات في العراق وكنا سنسترجع ذلك في حال حصلنا على النفط هناك». ودخلت أمس تعزيزات أمريكية كبيرة إلى سوريا واتجهت إلى القواعد الأمريكية القريبة من حقول النفط والغاز في محافظتي دير الزور والحسكة شرقي البلاد. وأفادت مصادر محلية بأن نحو 170 شاحنة يرافقها 17 عربة مدرعة تحمل جنودًا أمريكيين دخلت بعد منتصف الليلة قبل الماضية من شمالي العراق عبر معبر سيمالكا الحدودي إلى الأراضي السورية، موضحة أن الشاحنات كانت تحمل معدات عسكرية ولوجستية، ورافقها من الجو طائرات أمريكية. ولفتت المصادر إلى أن التعزيزات المذكورة هي الأكبر من نوعها منذ أشهر، مشيرة إلى أن التعزيزات زادت وتيرتها بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية. وبحسب المحللين، فإن ترامب يحاول تبرير سرقته للنفط السوري، بذريعة حمايته من فلول «داعش»، بعدما اعلن في أكثر من مرة انتهاء الحرب على «داعش»، وبعد أن اعلن عن تصفية زعيمه ابو بكر البغدادي، وهو ما يؤكد انتفاء ذريعة بقاء القوات الامريكية في سوريا. ويرى آخرون أن ترامب لا يريد أن يمنع احتياطات النفط والغاز السورية من الوقوع في يد «داعش» وإنما في يد القوات السورية، وحرمان الدولة السورية من هذه الثروة (350 ألف برميل من النفط يوميا)، واستخدامها في سد احتياجاتها من الطاقة أولا، وتوظيف ما يتبقى من عوائدها في مشاريع إعادة الإعمار. وأثار اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تدير شركة «إكسون موبيل» أو شركة نفط أمريكية أخرى حقول النفط السورية، انتقادات واسعة بين خبراء القانون والطاقة. وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي بشأن عملية القوات الأمريكية التي أدت إلى مقتل زعيم «داعش»: «ما أعتزم القيام به ربما يكون عقد صفقة مع شركة «إكسون موبيل» أو إحدى كبريات شركاتنا للذهاب إلى هناك والقيام بذلك بشكل صحيح... وتوزيع الثروة». وتعليقا على تصريحات ترامب، قال بروس ريدل مستشار الأمن القومي السابق والباحث في معهد بروكينغز: «هذه ليست مجرد خطوة قانونية مريبة، بل إنها ترسل كذلك رسالة إلى المنطقة بأسرها والعالم بأن أمريكا تريد سرقة النفط». وعلق جيف كولغان أستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية بجامعة براون قائلا: «فكرة أن الولاياتالمتحدة ستحتفظ بالنفط لشركة «إكسون موبيل» أو شركة أمريكية أخرى، هي فكرة غير أخلاقية وربما غير قانونية»، والشركات الأمريكية ستواجه «مجموعة من التحديات العملية» في سوريا. في حين علق أليكس كرانبرغ رئيس شركة «أسبكت» القابضة للطاقة، التي استكشفت النفط في إقليم كردستان العراق، وقال إنه يتعين أن تشعر الولاياتالمتحدة بالقلق على مصير حقول النفط السورية... الفكرة ليست في أن النفط نفسه يهم الولاياتالمتحدة كثيرا، ولكن سوء استخدامه قد يمول مشاكل مستقبلية لنا إذا وقع في الأيدي الخطأ». وتابع كرانبرغ: «سيطرة الولاياتالمتحدة على الحقول والعملة الصعبة التي توفرها ستكون عاملا مؤثرا كبيرا على مستقبل سوريا». من جهتها رفضت شركتا «إكسون موبيل» و»شيفرون»، أكبر شركتين نفطيتين تعملان في الشرق الأوسط، التعليق على تصريحات ترامب. وفي السياق ذاته، اتهمت وزارة الدفاع الروسية، أمريكا بتأمين عمليات تهريب النفط السوري إلى خارج البلاد، ونشرت ادلة على ذلك، حيث نشرت الدفاع الروسية صورا من الاقمار الصناعية ترصد تحرك صهاريج نفط من سوريا إلى خارج الحدود. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف،: «تدل الصور التي قدمتها الاستخبارات الفضائية، أن النفط السوري كان يستخرج، تحت حراسة قوية من العسكريين الأمريكيين، ويجري نقله بواسطة الصهاريج إلى خارج سوريا لتكريره، وذلك قبل وبعد دحر إرهابيي داعش شرقي الفرات». يذكر أن سوريا كانت تنتج نحو 380 ألف برميل من النفط يوميا، وقدرت ورقة عمل صدرت عن صندوق النقد الدولي في 2016 بأن إنتاجها جراء الحرب ونهب نفطها، تراجع إلى 40 ألف برميل يوميا.