نفذ أمس طلبة الطب والاطباء الشبان (الداخليين والمقيمين) اضرابا وطنيا احتجاجا على طرد الطالب وجيه الذكار من كلية الطب بتونس لمدة اربعة اشهر على خلفية تدوينة فايسبوكية. تونس (الشروق) ويأتي قرار الاضراب الذي دعت الى تنفيذه المنظمة التونسية للأطباء الشبان ، تنديدا بما وصفته ب«المظلمة» التي تعرض لها الطالب وجيه ذكار اثر نشره لتدوينة على الفايسبوك خلال شهر جوان الماضي حول عدم تشغيل اجهزة التبريد في قاعة المراجعة بكلية الطب بتونس والتي كانت سببا في طرده «تعسفياً» لمدة أربعة أشهر. وقد شمل الاضراب كل من الاطباء الداخليين والمقيمين بكافة الأقسام باستثناء الاستعجالي والانعاش التي أمنتها فرق الاستمرار وكافة الطلبة المرسمين بكليات الطب التونسية ممن امتنعوا عن الالتحاق بالدروس النظرية والتطبيقية وبكافة التربصات باستثناء الطلبة الخارجيين الذين وقع تأمين حصص الاستمرار الخاصة بهم. وأكّد الامين العام للمنظمة التونسية للأطباء الشبان جاد الهنشيري في تصريح «للشروق» ان قرار الطرد الذي تعرض له الطالب وجيه ذكار يتعارض مع النصوص القانونية ( الامر عدد 2716 لسنة 2008 خاصة منه الفصل عدد 50 و51) داعيا كلية الطب الى ضرورة التراجع الفوري عن هذا القرار التعسفي على حد تعبيره. وهدد جاد الهنشيري بالتصعيد والعودة الى الاضراب من جديد في صورة عدم إلغاء عقوبة الطرد في حق الطالب ذكار داعيا كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية الى التدخل العاجل لفك هذا الاشكال الذي يضرب في العمق حرية التعبير وفق قوله. كما شدد الامين العام للمنظمة التونسية للأطباء الشبان تمسّكه بجملة المطالَب الاخرى التي تهم القطاع والمتمثّلة اساسا في سداد اجور كل من الاطباء الشبان لشهري التربص الاضافي ( جانفي ، فيفري 2019) والمقيمين سنة ثالثة المتخلدة بذمة الوزارة منذ شهر جانفي 2019. كما طالب الهنشيري بالتطبيق الفعلي لما ورد في النظام الاساسي للأطباء الداخليين والمقيمين فيما يخص المناوبات الليلية للداخليين وأجور المتربصين بطب العائلة رجعيا منذ تاريخ صدور النص القانوني بالرائد الرسمي ( مارس 2018). ومن جملة المطالَب الاخرى التي نادت بها المنظمة التونسية للأطباء الشبان هي تطبيق الاتفاقية الممضاة بينها وبين السلطات المعنية في مارس 2018 وعلى رأسها النقطة المتعلقة بالخدمة المدنية علاوة على تمسكها بضرورة تشريكها في صياغة النصوص التي تخص الاطباء الشبان ( امتحان المرور للمرحلة الثالثة كمثال) باعتبارها الممثل الاساسي للمعنيين بالأمر. عميد كلية الطب يوضح أكد عميد كلية الطب بتونس محمد الجويني ان أطوار هذه الحادثة تعود الى شهر جوان المنقضي حيث صادف أن عرفت البلاد موجة حر كبيرة تسببت في خلل على مستوى أجهزة التبريد بكامل مكاتب وقاعات الكلية ولم يكن الامر حكرا على قاعة المراجعة دون سواها مثلما دوّن ذلك الطالب وجيه ذكار. وأضاف محمد الجويني أن الطالب رفض الاعتذار من إدارة الكلية وخيّر الالتجاء للمحكمة الإدارية التي اقرت قرار مجلس التأديب القاضي بطرده لمدة أربعة أشهر. وللتذكير فان وجيه ذكار (طالب بالسنة الثالثة دراسات طبية) قام بتنزيل تدوينة فايسبوكية بتاريخ 8 جوان 2019 انتقد خلالها تعمد غلق مكيفات الهواء داخل قاعات المراجعة بكلية الطب بتونس واصفا ما جرى بكلمات فيها ثلب وتجريح وهوما اعتبرته إدارة الكلية إساءة لمسيري المؤسسة ويندرج في إطار الثلب وعدم احترام واحب التحفظ.