دخل لاعبو النادي الإفريقي في تربص مغلق مساء أمس حيث أجرى أبناء لسعد الدريدي حصة تدريبية صباحية قبل أن يتم إخلاء سبيلهم على أن يتجدد اللقاء في أحد نزل العاصمة كما جرت عليه العادة. وجاء الدخول في تربص مغلق في أجواء غير مريحة خصوصا بعد أن أخلّ رئيس النادي عبد السلام اليونسي من جديد بوعوده للاعبين ولم يسلمهم المنح حسب الاتفاق والوعد الذي أطلقه في حصة يوم الثلاثاء الماضي. ويأمل الإطار الفني أن لا يتأثر اللاعبون بتخلف اليونسي عن الإيفاء بتعهداته كما جرى في الأسبوع الخاص بمواجهة الاتحاد المنستيري حينما تم وعدهم بمنحة الانتصار على هلال الشابة قبل أن يتم نكث العهد. أول اختبار حقيقي بعد مرور سبع جولات واجه النادي الإفريقي فريقين فقط يتقدمانه في الترتيب وهما الملعب التونسي واتحاد المنستير ولم يخرج الفريق سوى بفوز وحيد أمام البقلاوة مقابل هزيمة على أرضه أمام الاتحاد. وانطلاقا من هذه الجولة سيلاقي الأحمر والأبيض ثلاثة فرق تتقدمه في الترتيب (بن قردان والترجي والسي أس أس) فضلا عن منافس تقليدي آخر هو النجم الساحلي وبالتالي فإن الجديات ستنطلق بداية من الغد. صحيح أن الإفريقي مرّ بسلام من فخي تطاوين والمتلوي ولكن كلاهما يعيش وضعيات صعبة جعلتهما يتذيلان الترتيب وهو أمر يعيه لسعد الدريدي الذي في صورة نجاحه في تحقيق الانتصار اليوم فإنه سيعادل رقما لم يتحقق منذ عهد الفرنسي جون سيرافان صاحب بطولة 1996. انجاز شعب الإفريقي أغلق شعب النادي الإفريقي خلال شهر واحد 12 نزاعا وحال دون تسليط عقوبات خطيرة على ناديه فوفقا للتحيين الجديد الذي قدمته الجامعة التونسية لكرة القدم فإن إجمالي القضايا التي قام الجمهور بخلاصها تكلفت بنحو 2.791153 مليون دينار. وغطى المبلغ المذكور قضايا كل من باقي دين مولودية العلمة الجزائري (62.991 ألف دينار) وشباب أطس خنيفرة (190.116 ألف دينار) وأبجاس مورفو الكاميروني (182.796 + 5761 خطايا التأخير أي ما مجموعه 188.557 ألف دينار) وسايدو ساليفو (427.260 ألف دينار) وسليمان كوليبالي (468.270 ألف دينار) وماتيو روزيكي (317.500 ألف دينار) وبوبكر ديارا (627.198 + 84.604 خطايا التأخير أي ما مجموعه 718.98 ألف دينار) وريال باماكو المالي (284.670 + 55.088 خطايا التأخير أي ما مجموعه 339.758 ألف دينار وبالانغا الليتواني في صفقة والي ضيوف (84.900 ألف دينار). ويمكن التأكيد أن إنجاز شعب النادي الإفريقي كان أسطوريا ناهيك أنه وبعد غلق 12 ملفا يهدد ناديه لا يزال في الخزينة مبلغ محترم آخر تبلغ قيمته 633.113005 ألف دينار وهو مبلغ ينتظر أن يصل إلى مليون دينار مع غلق البنك الوطني الفلاحي لأبوابه مساء أمس الجمعة. اليونسي غاضب من الشنيحي فشلت الهيئة التسييرية في إيجاد صيغة اتفاق مع المهاجم الجزائري إبراهيم الشنيحي وهو ما دفع اللاعب إلى فسخ عقده مع الفريق ومن ثمة التوقيع لفائدة الفتح السعودي. التسييرية لم تحسن إدارة هذا الملف وعجزت عن توفير بعض السيولة لمنحه جانبا من مستحقاته خصوصا أن عرض الفتح السعودي كان مغريا وكان يمكن أن يوفر للإفريقي مبلغا ماليا محترما بالإضافة إلى عدم الدخول في نزاع مع اللاعب الجزائري. ولئن فشلت التسييرية في إدارة الملف فإن اليونسي لم يحسن قراءة المستقبل فقد تولى بنفسه نقل اللاعب إلى صديقه عبد الباسط الشابي الذي رفع القضية ضد الإفريقي مطالبا بتعويضات مشطة. ملف الشنيحي عاد لينفجر في وجه اليونسي بما أن اللاعب رفض الصلح ورفض فكرة العودة إلى الإفريقي رغم أنه اليوم عاطل عن النشاط في الجزائر وهو ما أغضب رئيس الأحمر والأبيض بما أن اللاعب تنكر لجميله. ملف الشنيحي قد يحسم فيه قريبا خصوصا أن القضية بصدد الإحالة على مجلس التأديب علما أن اللاعب يملك حكما باتا يقضي بحصوله على 341 ألف يورو مع 123 فرنك سويسري (أي حوالي 1.071091 مليون دينار) ملف مارسيليا يأمل أحباء النادي الإفريقي أن يكسب النادي نزاعه مع فريق أولمبيك مارسيليا حيث لم تحسم "التاس" بعد في القضية فيما علمت "الشروق" أن الفريق الفرنسي بصدد الرد على الدفوعات التي تقدم بها الممثل القانوني للأحمر والأبيض. ملف مارسيليا يكشف مفاسد حقبة سليم الرياحي حيث عوضا عن أن يدفع الإفريقي 700 ألف يورو بات اليوم مطالبا بدفع 1.050 مليون يورو أي ما يعادل 3.2 مليون دينار. ومن البنود الغريبة التي وقّع عليها سليم الرياحي هو أن كل سنة تأخير تكلف النادي الإفريقي 15% من قيمة الدين في حين أن الفيفا لا تعتمد إلا ثلث هذه النسبة في تحديد غرامات التأخير ليكون الرئيس الأسبق ملكيا أكثر من الفيفا. ووفقا لما سبق فإن إجمالي الديون في نزاعات الفيفا بات يعادل 10.525827 مليون دينار وهو الرقم الذي أعلنت عنه الجامعة التونسية لكرة القدم في بلاغها الأخير. المؤسف أنه ومع هذه الكوارث والفضاعات لا يزال هناك من يسوّق لسليم الرياحي دون خجل أو حياء رغم أن ما يتم اكتشافه منذ مدة لا يجد إلا الخراب الذي يدفع اليوم الجمهور فاتورته.