في إطار المسابقة الرسمية للافلام الطويلة لأيام قرطاج السينمائية كان الموعد نهار أمس الاول الاربعاء 06 أكتوبر مع الفيلم التونسي الثاني «كلمة رجال» للمخرج معز كمون. وتشارك تونس في المسابقة الرسمية لهذه الدورة الى جانب «كلمة رجال» بشريط «باب العرش» الذي عرض يوم الاثنين الماضي وهو شريط من اخراج مختار العجيمي... ومثل كل الافلام التونسيةالجديدة التي عرضت في المهرجان، كان الاقبال على عرض «كلمة رجال» في قاعة المونديال مذهلا و»مفزعا» الى درجة أن أبواب القاعة انخلعت نتيجة ازدحام الجمهور... أوّل فيلم و»كلمة رجال» هو أول فيلم روائي طويل للمخرج معز كمون اقتبسه عن رواية «برومسبور» للكاتب حسن بن عثمان، ويتناول حكاية ثلاثة أصدقاء تربطهم صداقة كبيرة خلال مرحلة الطفولة وبعد ثلاثين سنة يلتقون ولكن دون أدنى رابطة. عبّاس (جمال ساسي) ناشر مفلس، وساسي (فتحي المسلماني) استاذ جامعي يرفت من الجامعة بتهمة التحرش الجنسي وسعد (رمزي عزيز) تاجر فريب ثري بدأ تجارته من ربح البرمسبور... كلمة رجال و»كلمة رجال» في الشريط هي عهد يأخذه الاصدقاء الثلاثة على أنفسهم في سن الطفولة، ولكن بمجرد تصادم المصالح بينهم بعد ثلاثين سنة يفقد العهد معناه، اذ يتزوج «سعد» من «خديجة» حبيبة «ساسي» في سن الطفولة، كما يتحول «عبّاس» الى رجل متحيل وخائن لاقرب الناس اليه بمن فيهم زوجته... أما «ساسي» فيظل الوحيد المؤمن بالقيم والمبادئ التي تربى عليها ولذلك يجد نفسه غريبا، فيقرر الانتقام لا من صديقه فقط وانما من المجتمع بأكمله فيكتب رواية يفضح فيها سلوك صديقه كنموذجين لمجتمع انقلبت فيه كل القيم والمفاهيم. انقلاب القيم والأصدقاء الثلاثة في الشريط هم اختزال للمجتمع والقيم التي أصبحت تسوده من زيف وتحيّل وتهميش للاخلاق والثقافة... فالمثقف يصبح شاذا غريبا في المجتمع والثري المنافق يتحول الى نموذج للرجل الناجح. كل هذه الصفات والمظاهر الاجتماعية قدمها المخرج في شخصيات كانت في الواقع بريئة ولكن مع انقلاب القيم والمفاهيم اصبحت على ما هي عليه تفشي الزيف والنفاق واللهفة على الثراء... شريط محترم وبقدر ما نجح المخرج في اعادة بناء الحكاية التي كتبها حسن بن عثمان، بشكل مسترسل وواضح لم يتعمق في بناء الشخصيات وخصوصا في تحولها... كما لم يتعمق في كشف بواطنها، والتسلل الى العوالم التي تعيش فيها، وخصوصا عالم المثقف المليء بالتناقضات وعالم تجار الفريب والمقامرين من لاعبي البرومسبور. وعموما قدم المخرج معز كمون رؤية سينمائية بسيطة وواضحة، ولو أن الرواية أعمق بكثير. كما نجح في ادارة الممثلين الذين أظهروا أداء محترما وخصوصا لدى الاطفال وفي مقدمتهم أميمة بن حفصية... وكشف الشريط بالخصوص موهبة الممثل رمزي عزيز في دور تاجر الفريب المزدوج الشخصية... واجمالا كان آداء الممثلين سواء عند جمال ساسي او فتحي المسلماني او جميلة الشيحي محترما...