نظمت قاعة البالاص في سوسة يوم الاربعاء الماضي 13 نوفمبر عرضا خاصا لفيلم «قبل مآ يفوت الفوت» حضره الى جانب الجمهور الغفير الذي قدم اساسا لاكتشاف العمل، المخرج مجدي لخضر وعدد من فريق فيلمه. «الشروق» مكتب الساحل عائلة تتكون من أب وأم وبنت وولد يسكنون منزلا مهددا بالسقوط ولكن حرص الأب على البقاء به تصديقا لأبيه بأن جده قد دفن به كنزا، هذا الموضوع الرئيسي الذي يرويه الفيلم لمخرجه مجدي لخضر وتأليف وإنتاج محمد علي بن حمرا والذي عرض لأول مرة بقاعة "البالاص" بمدينة سوسة. الفيلم اقتسم فيه دور البطولة أفراد هذه العائلة وهم رؤوف بن عمر، ربيعة بن عبد الله، سلمى المحجوبي ومجد مستورة تحركوا وسط نفس المكان وفي نفس الزمن ذات ليلة تعتبر فاصلة لاستقبال يوم ستجتاز فيه البنت "هاجر"رسالتها الجامعية وسيكتري فيه الابن "سيف" دكانا لإصلاح الأجهزة الإلكترونية كمصدر رزق له لمساعد الأب العامل البسيط في الخياطة جعل من هذه العائلة تعاني خصاصة شكلت الدافع للأب للتنقيب عن كنز مدفون في دهليز بالمنزل دون علم من البقية، وهو المكان الذي تحولت فيه الأحداث في النصف الثاني من الشريط بعد أن إلتجأت إليه العائلة إثر سقوط أجزاء من المنزل. وزاد اندلاع حريق وإصابة الابن الطين بلة... أحداث متسارعة تم فيها اعتماد تقنية "التصوير الشخصي" كاختيار من المخرج رغم صفة الإطناب التي صاحبته مثلما كانت الشحنات التعبيرية محدودة من طرف الممثلين رغم الطابع المثير للأحداث ما عدا رؤوف بن عمر الذي كان وفيا لحضوره ولانسجامه مع مختلف متطلبات الدور. ولئن حافظ السرد على بنيته إلا أن بعض الأحداث لم تكن لها دلالة عميقة في سياق الحبكة القصصية أو روابط منطقية مثل عملية الحرق وإصابة الإبن... وقد أثّر ذلك حتى على الخاتمة التي بدت وكأنها مسقطة أدرجت لمجرد إيجاد مخرج لعائلة حُبست في دهليز وسط نفق لا يمكن أن تخرج منه إلا بمساعدة خارجية وكان المَخْرَجُ بطريقة بسيطة تمثّلت في رمي الإبنة كرة تفطن إليها عون الحماية المدنية. وقد يكون القصد هو البساطة في الفكرة في حد ذاتها ولكن مهما كان مضمونها يبقى أداء الممثلين هو الذي يبلورها وهو ما كان غير مفعّل بالصفة المنتظرة من طرف المتفرّج ويبقى فيلم "قبل ما يفوت الفوت" من الإنتاجات النادرة التي خرجت عن سياق علبة سينما المؤلف لترسّخ تجربة جديدة في الكتابة من طرف المنتج محمد علي بن حمرا وتأليف وسيناريو لسمية الجلاصي ضمن رؤية فنية تقنية مغايرة للسائد. فيلم " قبل ما يفوت الفوت" يعرض حاليا وبشكل يومي في قاعة البالاص بسوسة.