عاد من النمسا محملا بشهائد قل أن تجدها لدى أي مدرب عربي... هو أستاذ في كرة القدم ومكون ومتحصل على أعلى شهادة تدريب عالمية ( UFA PRO ) ....عاد بكل ذلك إلى تونس من اجل أن ينحت لنفسه موقعا تحت الشمس في عالم التدريب الذي كان باشره في أوروبا مع أندية صغرى ..كان لاعبا متميزا تقمص أزياء عدة فرق تونسية قبل أن يستقر به المقام في آخر مشواره بالنمسا ..وهو إلى جانب كل ذلك يتمتع بأخلاق عالية جعلته محل احترام كل من عرفه من لاعبين ومسيرين وأحباء..ضيفنا اليوم هو المدرب لسعد الشابي مدرب الاتحاد الرياضي المنستيري..الفريق الذي لم ينهزم إلى حد الآن في البطولة بعد مرور ثماني جولات والذي عرف انطلاقة جيدة لم يعرفها منذ تأسيسه. مع لسعد كان الحديث ممتعا شيقا تناولنا فيه حاضر ومستقبل الاتحاد المنستيري كذلك تحدثنا عن تجاربه وعن أمنياته وعن علاقاته بزملائه الجدد والقدامى من اللاعبين والمدربين فضلا عن رأيه في فرق الترجي الرياضي التونسي والنادي الإفريقي والنجم الساحلي. لسعد إلى جانب شهائدك ماذا يمكن للجمهور الرياضي أن يعرف عنك ؟ لعبت بفريق مدارس أريانة ثم مدارس الترجي الرياضي التونسي حتى الأواسط وفزت سنة 81 بكاس تونس مع نبيل معلول و بسام الجريدي والمنذر بواب وغيرهم ثم انتقلت إلى أكابر العمران قبل أن التحق بالنادي الإفريقي الذي لعبت معه من سنة 1982 إلى 1987 وخضت معه ستين مباراة من بينها نهائي كاس تونس سنة 85 أمام نادي حمام الأنف و نهائي سنة 86 أمام الترجي الرياضي التونسي.. لعبت إلى جانب البياري وخالد التواتي و البرقاوي والمحايصي والعبدلي ولطفي الرويسي وفي نهاية مشواري الرياضي تحولت إلى النمسا ولعبت مع فريق الطاخ المنتمي إلى الدرجة الثانية. هذا كلاعب وكمدرب قبل أن تلتحق بالاتحاد الرياضي المنستيري؟ بعد حصولي على شهادة التدريب العالمية دربت بعض الفرق النمساوية في الدرجة الخامسة والسادسة ثم عدت إلى تونس لأعمل مدربا مساعدا لايديشتور في الاولمبي للنقل في عهد بلحسن الفقيه ثم عدت إلى النمسا ودربت في القسم الرابع وصعدت بفريقي إلى الدرجة الثانية قبل أن التحق بأكاديميات المنتخب النمساوي بدعوة من وليام تورشاين المدير الفني للجامعة .. وفي سنة 2014 عملت مع نبيل معلول في نادي الجيش القطري وتوجنا بالكأس لأول مرة في تاريخ النادي ثم أشرفت على تدرب فريق في القسم الثاني النمساوي وأنقذته من النزول وبعدها التحقت بفريق « ريد « بالقسم الممتاز ثم تحولت إلى تايلندا قبل ان أعود مؤخرا إلى تونس. قدومك إلى الاتحاد كان في فترة عرف فيها الفريق نجاحا في مرحلة إياب الموسم الماضي فهل ترددت قبل خوض التجربة معه وهل خفت من تحقيق نتائج غير ايجابية لا قدر الله ؟ لم أتردد ولم اخف .. وإنما فقط انتابني القلق في كيفية إدماج المنتدبين الجدد في وقت وجيز ..فالفريق فرط في اغلب عناصره رفيق كابو والشتيوي والهيشري وغيرهم ولم يبق من التشكيلة الأساسية إلا المشموم وبن رمضان والعمري والجلاصي والحمد لله وفقنا في عملنا وانطلقنا في التدريبات في الوقت المناسبات وعملت على ربح الوقت من خلال رفض إجراء تربص خارج المنستير بعد أن وجدت بالقرب منا عدة فرق على غرار الترجي والعدالة والكوكب أجرينا معها مباريات ودية وللإشارة فان البعض يعتقد أن هناك أياد سحرية تحرك الفرق وهذا غير صحيح وانظر ما حصل للنادي البنزرتي والشبيبة بعد التفريط في عدد كبير من الركائز. طالما أن بصمتك واضحة في فريق الاتحاد فلم توجه الشكر دائما إلى المدرب السابق لسعد الدريدي على العمل الذي قام به ؟ هكذا تربيت ..ثم إنني طيلة السنوات التي درست خلالها في النمسا تعلمت إلى جانب « التكتيك « رمز الشرف أي كيف أكون إنسانا في تعاملي مع اللاعبين والمسيرين والزملاء المدربين والحكام ..ثم أنا لا أريد أن يقال عني « شاكر روحو مازال كي خطف الدورة « ويسعدني أن اسمع عن نجاحاتي من قبل الإعلاميين والمختصين في الشأن الرياضي .. من عادتي رفض الحديث عن نفسي. أنت تثني أيضا في نهاية كل مقابلة على مردود الحكام فهل ستبقي على نفس الخطاب ونفس الهدوء إذا اخطؤوا في حق فريقك ؟ نعم ..فسبحان من لا يخطئ وليعلم الجميع أن الحكم لا يريد أن يهدم مستقبله بصفارة خاطئة فهو يحلم بان يكون حاضرا في اكبر التظاهرات العالمية مثل اللاعب الذي يريد أن يلعب في اكبر فريق ومثل المدرب الذي يريد أن يدرب اكبر فريق في العالم ..ثم إنني كمدرب أحاسب أبنائي على أخطائهم في كل مباراة قبل أن أحاسب الحكم. تتحدث وكأنك لا تعلم شيئا عن أخطاء الحكام التي غيرت نتائج مقابلات وساعدت فرقا إما على التتويج أو على البقاء ؟ من عادتي أن لا التفت إلى الوراء وان انظر إلى الأمام فقط ..وما رايته من أداء الحكام إلى اليوم في البطولة عادي وان كنت تلمح إلى فريق الترجي وربما استفادته من بعض أخطاء الحكام فهو فريق كبير وتوج في عهد شيبوب وتوج بعد الثورة وسيتوج مستقبلا مثله مثل بقية الفرق الكبرى وهي النادي الإفريقي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي وفي النهاية إذا أخطأ حكم فلا يجب أن نحمل المسؤولية لكل الحكام. هل هو اعتراف منك بان بطولتنا نظيفة ؟ نعم بطولتنا نظيفة رغم كل شيء وأعتقد أن اللقب لن يفلت من الأربعة الكبار كالعادة. نعود إلى الاتحاد الرياضي المنستيري خمس انتصارات وثلاث تعادلات بعد ثماني جولات ؟ نتيجة جيدة سنسعى إلى تدعيمها في باقي الجولات والفضل في ذلك يعود للاعبين الذين اشكرهم بالمناسبة وللمسؤولين الذين كانوا في المستوى . ما هو الهدف الذي وضعته مع الهيئة المديرة وبماذا تعد الأحباء ؟ هدفنا الحصول على احد المراكز الخمسة الأولى ..والاتحاد سيكون مفاجأة هذا الموسم والأحباء أعدهم بمشاركة عربية أو افريقية بإذن الله.. لكن قبل ذلك ادعوهم إلى الحضور بكثافة في الملعب فمن غير المعقول أن نلعب أمام اقل من ثلاثة آلاف متفرج. هل تفكر في تعزيز الفريق بانتدابات جديدة خلال الميركاتو الشتوي ؟ أبدا... فانا ضد الانتدابات في الميركاتو الشتوي ..لن نجد في السوق التونسية من يساعد على تقديم الإضافة وكل الموضوعين على الذمة هم عادة ممن لم يجدوا أماكن في فرقهم ..اللهم إذا كان انتدابا أجنبيا . القادري والدريدي والشابي والشعباني والقصري هل هو مؤشر لميلاد جيل جديد من المدربين ؟ نعم وغيرنا كثير وأنا سعيد بمن ذكرت ..تعودنا أن نرى الأجانب على رأس الفرق الكبرى لكن اليوم هناك أسماء فرضت نفسها وتحقق نتائج ايجابية ولتعلم أنني عادة ما أبادر بتهنئة زملائي الشعباني والدريدي هاتفيا بعد كل انتصار ..ثم هذه النجاحات لا يجب أن تنسينا في بعض الأسماء الكبرى على غرار الزواوي والتليلي وبن عثمان والشتالي وعامر حيزم وغيرهم والتي يبقى فضلها كبيرا على الرياضة التونسية. أفضل مدرب عرفته ؟ اندري ناجي بلا منازع كان مدربا ومعلما في نفس الوقت. علاقتك بزملائك اللاعبين القدامى ؟ عال العال وكلما ذهبت إلى العاصمة التقي البعض منهم ..مازلت على تواصل بمن عرفت في الإفريقي والترجي الرياضي التونسي. لمن تدين بنجاحك في مجال التدريب ؟ لزوجتي النمساوية.. لولا تضحياتها ووقوفها إلى جانبي لما واصلت دراستي ولما كنت مدربا..ومن خلالكم في «الشروق» أوجه لها تحية كبرى. الإفريقي في أزمة مادية وجمهوره يتدخل لدعم خزينته؟ جمهور رائع قام بما لم يقم به أي جمهور في العالم..الإفريقي فريق عظيم وقصة كبيرة وأزمته عابرة. النجم تراجعت نتائجه على مستوى المشاركات الإفريقية والعربية ..ما هو تعليقك ؟ أعفني من الإجابة على هذا السؤال ..أنا لن أتحدث إلا عن فريقي ..و لا أحب الحديث عن الفرق الأخرى.. فقط أقول للنجم رجالاته التي تدافع عنه . انتصار مقنع للمنتخب في بداية تصفيات كاس إفريقيا الكامرون 2021؟ نعم بداية موفقة للمنتخب وانتصار مقنع على الأقل في المباراة الأولى. منتخبنا في مجموعة سهلة والنجاح سيكون حليف المدرب الكبير على ذكر الكبير هو لم يوجه الدعوة لأي لاعب من الاتحاد الذي يتصدر الترتيب ؟ لكل مدرب حساباته فقط أقول له بان لدينا أفضل مدافع في البطولة وهو زياد المشموم .. في نهاية هذا الحوار بماذا يحلم لسعد الشابي ؟ احلم بان استغل علمي وخبرتي في خدمة تونس ..حلمي أن أكون على رأس المنتخب...لو بقيت في أوروبا لن يمنحوني فرصا اكبر للتدريب .. لذلك جئت إلى تونس لانطلق منها من جديد.
