وزارة الصحة تعلن عن احداث لجنة وطنية للنهوض بصحة الفم وتعميم عيادات الاسنان المتخصصة في كل الجهات    تونس تشارك في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدولي بواشنطن    من هم أبرز المرشحين لخلافة البابا فرنسيس؟    "لم ينتحر".. عميل أمريكي سابق يفجّر مفاجأة صادمة حول نهاية هتلر    جامعة هارفارد ترفع دعوى قضائية ضد ترامب لهذا السبب    عاجل/ العاصمة: تلميذ يعتدي على زميله بآلة حادّة    مكالمة هاتفية أنقذت ناظرة مستشفى سهلول من شاب هدّدها بسكين للحصول على مخدرات    أيام قرطاج السينمائية 2025: هذا هو موعد الدورة ال36    علم النفس.. 6 خطوات لتتحرر من دور الضحية و تستعيد السيطرة على مشاعرك!    حنبعل المجبري يقود بيرنلي للعودة إلى البريميرليغ    قبل لقاء قفصة: النجم يحتج على غياب ال VAR    الرابطة الثانية - فتحي الحاج اسماعيل يخلف الهادي المقراني في تدريب جمعية مقرين    بكين تحتضن أول نصف ماراثون للروبوتات في العالم    تونس: أسعار الخضر والغلال اليوم في سوق الجملة    سليانة: انهيار جزء من سقف قاعة تدريس بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية    طقس اليوم: درجات الحرارة تسجل ارتفاعا طفيفا    استخدام جلد الخنزير دون تنبيه الحرفاء يورّط علامات تجارية عالمية    انس جابر تعود الى ملاعب الكرة الصفراء من بوابة بطولة مدريد للماسترز    بطولة اسبانيا : ريال بيتيس يتغلب على جيرونا 31    عاجل : قبل عيد الأضحى... وزارة الفلاحة تطمئن التونسيين    أطباء و صيادلة بالمستشفيات العمومية يُقدّمون إستقالة جماعية    سرقة حقيبة وزيرة الأمن الداخلي الأميركية خلال عشاء عائلي في واشنطن    صادم: 1100 بناية مصنفة كخطر وشيك أو مؤكد بالعاصمة أغلبها بالمدينة العتيقة    بطولة انقلترا : وود يسجل هدفا ويقود فورست للفوز على توتنهام والتقدم للمركز الثالث    5 سنوات و"تسليم الإدارة".. تفاصيل أحدث مقترح لوقف حرب غزة    قيس سعيد: الثورة التشريعية يجب أن تكون مشفوعة بثورة إدارية    عاجل/ رسالة هامّة من رئيس الدولة الى البنوك العمومية والخاصّة    عاجل/ رئيس الدولة: "هذه الشبكات تعمل على ضرب الاستقرار"..    جو أهيد إيغلز يحرز لقب كأس هولندا لكرة القدم بركلات الترجيح    وزير التجارة يؤكد أهمية آليات الدفاع التجاري في دعم الاقتصاد الوطني    قابس: بطاقات إيداع بالسجن في حق 8 متهمين في جريمة قتل فتاة    رئيس الجمهورية يؤكد ضرورة تضافر الجهود لمواجهة التحديات المالية    في ندوة حول «التراث في السينما التونسية» بوقرة يعتذر من طلبته والهادي خليل مستاء    قبلي: مهرجان المسرحي الصغير تحت شعار «وعيني ومن المخاطر واحميني»    نابل: التلميذ أميرة نويوة تترشح لملتقى فنون الصورة والسينما والفنون التشكيلية    مدرسة أنطول فرانس بصفاقس: حملة تحسيسية لترشيد استهلاك المياه    صفاقس : احتفل بعيد ميلاده في مستشفى الحبيب بورقيبة: تلميذ معهد المزونة... «لاباس»    وزارة الشؤون الدينية تحذر من التعامل مع جهات 'مشبوهة' لتنظيم الحج    استرجاع 11795 قطعة أثرية تونسية من جامعة جورجيا الأمريكية    قفصة: تواصل فعاليات الإحتفال بشهر التراث تحت شعار "التراث والفن ذاكرة الحضارة"    دراسة بريطانية: تاريخ ظهور القطط المنزلية في العالم بدأ من تونس    طقس الليلة.. كثيف السحب مع امطار بعدد من المناطق    سوسة.. القبض على شخص هدد الناظرة العامة بمستشفى سهلول بآلة حادة    أسعار الأضاحي في ارتفاع ... ونقابة الفلاحين تحذّر    سليانة: أضرار جسيمة بالمحاصيل الزراعية جراء تساقط البَرَد    عاجل/ قطب مكافحة الارهاب يكشف سبب ايقاف أحمد صواب والتّهم الموجّهة إليه    بنزرت: انتفاع أكثر من 100 امرأة بخدمات قافلة صحية في مجال الصحة الإنجابية بمنطقة باجو بغار الملح    سوسة: الإطاحة بمروج أقراص مخدرة يستهدف المؤسسات التربوية    مستشفى سهلول : شخص مسلح بسكين يطعن الناظرة العامة داخل مكتبها... ويهددها بالقتل    هام/ بالأرقام: نسبة امتلاء السدود الى غاية هذا التاريخ..    مركض الخيل قصر السعيد- الاصالة والفن والتراث.. وجه اخر لسباقات الحوافر    سليانة: تلقيح أكثر من 30 ألف رأس من قطيع الماشية والكلاب ضد الحمي القلاعية والمالطية وداء الكلب والجلد العقدي    أول تعليق للقيادي بحركة النهضة عماد الخميري على الأحكام السجنية الصادرة في حق الموقوفين السياسيين..    من أراد أن يناضل من أجل تونس فليفعل...الفة يوسف    برج العامري: أكثر من 350 منتفعا ومنتفعة في قافلة صحية متعددة الاختصاصات    الصهيونية الابراهيمية .. مضمون ايديولوجي جديد للصهيونية وابراهيمية جيوسياسية صهيونية، والإبادة ابراهيمية    مع انطلاق الاحتفال بشهر التراث: حرق مقام سيدي عرفة بالقيروان!    عاجل/ حرق وتخريب مقام هذا الولي الصّالح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفاقس..خلافات حول ثاني أكبر غابة زياتين في العالم..«هنشير الشعال» يشعل النار حول أحقية الاستغلال
نشر في الشروق يوم 24 - 11 - 2019

برحلة على الأقدام في اتجاه القصر الرئاسي لم تنفذ، أثير من جديد موضوع هنشير الشعال الدولي...الهنشير يضم أكثر من 380 ألف شجرة زيتون ليشكل بذلك أكبر ثاني غابة زيتون في العالم بعد كاليفورنيا بأمريكا.
(الشروق) مكتب صفاقس
مع موسم جني الزيتون الذي تؤكد كل الدراسات انه سيكون استثنائيا بكل المقاييس، أثير من جديد موضوع "هنشير الشعال" وهو عبارة عن غابة زياتين كبيرة يفوق عددها ال380 الفا بعضها غرس منذ سنة 1920 موزعة على 22 ضيعة تقريبا بمعتمديات بئر علي بن خليفة وعقارب والمحرس والغريبة من ولاية صفاقس .
الهنشير الذي تقول بعض الدراسات انه ثاني غابة زياتين في العالم بعد غابة كاليفورنيا، يشغل ما يقارب ال700 بين عامل وإطار تقني وإداري وغيره، وعدد العاملين بصفة غير قارة قد يقفز إلى 3 آلاف خلال موسم جني الزيتون وتحويله ، ويتضمن الهنشير على 3 معاصر وجرارات و تجهيزات ترهل بعضها حسب أحد العاملين بالضيعة ..
مورد رزق جماعي
الهنشير أو هذه الغابة الضخمة، وحسب الأهالي المقيمين على مقربة منه، كان يشكل مورد رزق قار لعدد من سكان هذه المناطق، لا بالعمل فقط خلال موسم الجني او غيره، بل بجمع ما يتبقى على رؤوس الزياتين وعلى الأرض بعد موسم الجني ..
المصطلح المتداول للعاملين في جمع بقايا الزيتون هو "الطماشة " الذين كانوا فيما مضى وحسب الناشط في المجتمع المدني صلاح الحمروني، يعيشون عرسا مع كل موسم جني بالعمل في موسم الجني أولا ثم، باستفادتهم ممّا تخلّفه من زيتون سواء بالأشجار أو على الأرض.."
بعد الثورة، وحسب ذات المصدر، باتت الدولة تفرط في هذا الهنشير بالخضارة للخواص، أي بيع الزيتون على رؤوس الأشجار، وهو ما قلل من فرص العمل بالنسبة للأجوار حسب تعبيرهم، ومنعهم من الاستفادة من جمع ما يسقط من الزيتون على الأرض أو يبقى على الأغصان بعد عملية الجني .
أهالي بير علي بن خليفة، رأوا في التفويت للخواص تضييقا عليهم وعلى أرزاقهم، بل أشاروا صراحة إلى وجود شبهات فساد لخصوها في إهدار للمال العام بإتلاف جرارات الهنشير بهدف جلب جرارات من القطاع الخاص..
وعلى هذا الأساس، ومحافظة على حظوظهم، تحركوا خلال هذا الأسبوع وبرمجوا رحلة على الأقدام إلى قصر قرطاج لملاقاة الرئيس قيس سعيد حاملين معهم مطالبهم في أحقية استغلالهم للضيعة والعمل بها، وخاصة ما عبروا عنه بشكوكهم في شبهات فساد تحوم حول هذا الهنشير الضخم الذي عادة ما يجد اشكالا في موسم الجني بسبب ندرة اليد العاملة، وقد كان للأمين العام لاتحاد الشغل نورد الدين الطبوبي زيارة سابقة للهنشير للنظر في مشاغل العاملين بالضيعة وموضوع التفويت " الخضارة " للخواص وغيرها من المواضيع المتصلة .
رحلة الأقدام التي كما قد أشرنا إليها في عدد سابق تأجلت بعد " أن أرسلت الإدارة العامة لأملاك الدولة التابعة لجنة لتقصي الحقائق وللتدقيق بخصوص شبهات الفساد وبيع جرارات "الهنشير" كقطع غيار، على اعتبار أنها جريمة وإهدار للمال العام" حسب الناشط في المجتمع المدني صلاح الحمروني.
ذات المصدر أفاد كذلك أن لجنة تقصي الحقائق استمعت إلى نقابيي المركّب الفلاحي بالشعال بخصوص مُجمل هذه التجاوزات وشبهات الفساد "بالهنشير" والمتعلقة خاصة بإتلاف جرارات ومعدات الدولة الفلاحية .
نفي
مصدر نقابي مسؤول نفى نفيا قاطعا أن تكون لجنة تقصي الحقائق قد توجهت إلى هنشير الشعال، مؤكدا ان إجراء المتابعة والتفقد عادي، وهو إجراء قامت به التفقدية العامة لأملاك الدولة الحريصة على متابعة أملاكها، مؤكدا في ذات السياق أن الضيعة تشكو فعلا من نقص وترهل في التجهيزات الفلاحية من جرارات وغيرها . ومن ناحيته، قال النائب بمجلس الشعب فتحي العيادي – عن حركة النهضة – " كثر في الأيام الأخيرة الحديث عن الشعال والثروة المسروقة تحت مسميات كثيرة، غاظني الأمر فاتصلت بالرئيس المدير العام فطمأنني انه وإدارته لن تفرط في حبة زيتون واحدة". وأضاف على صفحته بالفايسبوك اتصلت بوالي الجهة الذي أكد نفس المعنى، ولم تمر إلا بضعة أيام وتصلني عبر الهاتف استغاثة أهلنا في "الزوايد"، أنهم يريدون بيع محصول هنشير بوزويتة ولن نستطيع أن نحصل قوت عيالنا، لن نستطيع العمل ولن نستطيع أن نجمع حبات الزيتون المتبقية "الطماشة".
اتصلت بالسيد الوالي، وأملي أن يقوم الديوان بجمع المحصول وان يوظف العائلات التي تجاور المكان بدل بيعه لأحد أثرياء البلد فيشقى الضعفاء، قد تكون حجة الديوان في ذلك السرقة وقد تكون أسبابا أخرى، لكني على يقين أننا بحاجة إلى مقاربة أخرى تختلف عن الموجود أن أردنا أن نعيش إنسانيتنا ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.