تونس أمضت 57 اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي    الغرفة التونسيّة الفرنسيّة/الجمعيّة التونسيّة لمصنّعي مكوّنات السيّارات: توقيع اتفاق لتنشيط قطاع السيّارات في تونس    محافظ البنك المركزي: ضعف صافي الأصول المالية يحدّ من مشاركة الأسر التونسية في السوق المالية    دورة تونس الدولية المفتوحة للتنس: معز الشرقي يتألق وعزيز الواقع يغادر من الدور السادس عشر    منوبة: فقرات صحيّة ودينية وتنظيميّة تؤثث فعاليات اليوم الجهوي لتوديع الحجيج    عاجل/ نتنياهو: "نعمل على إيجاد بلدان تستقبل سكان غزة"    عاجل/ يتحيّل على المؤسسات والأشخاص مُنتحلا صفة مسؤول برئاسة الحكومة    برعاية تأمينات "GAT"/ الدورة الرابعة من "GATBIKE": رياضة، ترفيه وتعريف بالمواقع الأثرية التونسية..    عاجل : مدينة العلوم تكشف عن التاريخ المتوقع لعيد الأضحى    اشتباكات مسلّحة وتصفية قائد أكبر جهاز أمني في ليبيا: مصطفى عبد الكبير يقدم تحليلا استراتيجيا للتداعيات ويكشف السيناريوهات المحتملة..#خبر_عاجل    العجز التجاري لتونس يتعمّق إلى 54 بالمائة خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2025    بين 15 و20 سنة سجنا لعصابة هرّبت المخدرات من الخارج إلى قلب الأحياء الشعبية!    بوفيشة : وفاة شخص في حادث مرور واصابة مرافقه اصابة خطيرة    في افتتاح مهرجان كان: 380 فناناً عالمياً يدينون الصمت تجاه الإبادة في غزة    جندوبة: تفوق وتميز لمدرسة الازدهار الجواودة بفرنانة    بحضور والي قابس: يوم إعلامي بموقع مشروع الطاقة الريحية في أولاد خود    التنس: دجوكوفيتش يعلن فض شراكته مع مدربه موراي    الدبيبة: لا مكان للمجموعات غير النظامية... الأمن يُفرض من جديد في طرابلس    ''كان'' السينمائي يُقرّر: التّعرّي ممنوع نهائيًا!    العجز التجاري لتونس يتعمّق إلى 54 بالمائة خلال الأشهر الأربعة الأولى    مفتي الجمهورية في ضيافة جامع الجزائر    سلوكيات طبيعية لطفلك من عمر سنة إلى ثلاث سنوات... لا تستدعي القلق    وزير التشغيل: توفير 12 ألف موطن عمل قار بموجب اتفاقية مبرمة مع كبرى المؤسسات الاقتصادية في تونس    الأونروا تحذر.. "سكان غزة بأكملهم يواجهون خطر المجاعة"    محرز الغنوشي: أمطار رعدية وتساقط للبرد في بعض المناطق..بداية من هذا الموعد    نحن على أبواب الامتحانات... كيف نستعد لها؟    مفزع: الاحتفاظ بمدرس بتهمة التحرش ب13 تلميذة..!!    أعلاها ببئر علي 12مم: كميات الأمطار المسجلة في ولاية صفاقس.    السكن الاجتماعي بالدينار الرمزي: الدولة تفتح الأبواب لمحدودي الدخل!    الكاتب التونسي ميزوني البناني في ذمة الله    عمليات التجنيد: وزارة الدفاع تدعو لتسوية الوضعية قبل هذا التاريخ..وهؤلاء هم المعنيون..    إدانة الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو بتهمة الاعتداء الجنسي    الرابطة 1: تعيينات حكام الجولة الأخيرة    رئيس الجمهورية يتناول إعادة بناء القطاع العمومي للنقل    بطولة اسبانيا: ريال مدريد يفتقد جهود فينيسيوس وفاسكيس للاصابة    رئيس الجمهورية: تحقيق العدالة الاجتماعية أولوية مطلقة (فيديو)    طرابلس: مقتل الككلي ووزارة الدفاع تعلن السيطرة على أبو سليم    عاجل/ وزارة الدفاع الليبية تعلن انتهاء العملية العسكرية في طرابلس..وهذه آخر المستجدات..    عاجل/ رئيس الدولة يسدي هذه التعليمات..    ترامب يصل إلى السعودية في مستهل جولته الشرق أوسطية    وفاءً لوصية زوجها.. كارول سماحة تعود لخشبة المسرح (فيديو)    تعيينات حكام مباريات الجولة الأخيرة لبطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    قيس اليعقوبي يقود الوحدات الى احراز كاس الاردن    وزارة الشؤون الثقافية تؤكد أنها لا تتوانى عن إسناد المنحة الظرفية لكل فنان أو مبدع قدم ملفا مستوفي الشروط    القصرين: البَرَد يلحق أضرارا متفاوتة بالزراعات الكبرى والزياتين والأشجار المثمرة    أريانة: المدرسة الإبتدائية حي النصر تتحصل على جائزة أفضل خمسة أفلام على المستوى الوطني من إنتاج المدارس    مصر.. تحرك واسع للسلطات يمنع كارثة طبية    وزارة الثقافة تنعى الكاتب ميزوني البناني    مُدبلجة ''ماوكلي'' و ''الكابتن ماجد'' فاطمة سعد في ذمة الله    دواء جديد يُعيد النظر لفاقديه..    طرق الوقاية من الأمراض المزمنة ليست صعبة    نحو تحديد سعر الكلغ الحي من أضاحي العيد    عاجل/ وزير الفلاحة يكشف موعد انطلاق استغلال محطة تحلية المياه بسوسة    بعد كورونا...ارتفاع إصابات التعب المزمن    تغيير بسيط في طعامك يطيل العمر ويحميك من الأمراض..وهذه التفاصيل..    مدينة العلوم بتونس تنظّم يوم الاثنين 26 ماي سهرة فلكية بعنوان السماء الرقمية : علوم البيانات والذكاء الاصطناعي""    مجلس نواب الشعب ينعى الفقيد النائب نبيه ثابت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سوق الشغل تتغيّر .. هل تستعد تونس لمهن المستقبل؟
نشر في الشروق يوم 27 - 11 - 2019

تحوّلات جديدة ومتسارعة ستعرفها سوق الشغل ستؤدي الى اختفاء ملايين المهن وظهور اخرى بسبب الثورة الرقمية والتغييرات المتلاحقة في المحيط فهل استعدت تونس من خلال الارتقاء بمنظومتها التعليمية لهذه التغيرات؟
تونس (الشروق)
تحتاج الموارد البشرية في تونس كما في العالم الى مهارات جديدة للتأقلم مع سوق الشغل وتحدي البطالة. وقد جاء في تقرير استشراف مؤشر المعرفة لسنة 2019 الصادر عن قمة المعرفة بدبي مؤخرا ان نحو 70مليون مهنة ستختفي في العالم واكثر من 100مليون مهنة جديدة ستظهر في السنوات القادمة. ويشار الى ان قمّة دافوس كانت قد حددت في تقريرها حول «مستقبل المهن» عشر مهارات حياتية أساسية لا بدّ أن تتوفّر للمتعلم أثناء تكوينه حتى يواكب مهن المستقبل. وهي القدرة على حلّ المسائل المعقدة والإبداع والتمتع بالفكر النقدي والمرونة في علاقة بالمعرفة والتواصل مع الآخر والاستقلالية والذكاء الوجداني والقدرة على اتخاذ موقف أو قرار والقدرة على التفاوض والاستقلالية. وهناك مهارات أخرى من الضروري توفّرها نظرا الى أهميتها كالقدرة على العمل ضمن فريق والعمل التشاركي والإصغاء وحبّ المنافسة والقدرة على التكيّف ودقّة الملاحظة والقدرة على التكوين الذاتي. ويتطلب اكتساب هذه المهارات الحياتية مرافقة المتعلم بتكوين معرفي ملائم للمهن المستقبلية ينطلق منذ التعليم الابتدائي كما ان الارتقاء بالمنظومة التعليمية يحتاج الى النظر في احتياجات الطلاب المستقبلية وتطوير مهاراتهم.
التعليم والبطالة
وقد تطرق الخبراء في قمة المعرفة 2019 الى أهمية توفير تعليم جيد شامل وعادل للجميع ودور المؤسسات التعليمية في مواجهة التحديات العالمية ودمج مبادئ الاستدامة في المناهج التعليمية والتدريبية. وحول سبل توفير تعليم شامل على صعيد عالمي، قال د.جمال بن جويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم "علينا إدراك أن الارتقاء بالمنظومة التعليمية لا يكمن في إنفاق الكثير من الأموال فحسب فالكثير من الدول تضخ ميزانيات كبيرة في قطاع التعليم ولم تتحقق النتائج المرجوة. لكن المشكلة الرئيسة التي تواجه النظام التعليمي تتمثل في غياب الاستشراف ودراسة احتياجات الطلبة المستقبلية. واقترح أن تعمل الحكومات على الارتقاء بمنظومة التعليم في الدول التي تمتلك مؤشرات محدودة. ولفت النظرإلى أهمية التركيز على تعليم الطلبة المهارات عوضاً عن تلقينهم المعارف مضيفا انه من المفيد ان تهتم الدول العربية بترجمة البحوث العلمية والاستفادة منها خاصة انه من جملة 235 الف بحث علمي في العالم لا تقوم الدول العربية بترجمة سوى نحو 1بالمائة من البحوث. في حين تترجم اليابان 100بالمائة مما يفسر تقدمها واضاف ان تطوير المهارات كفيل بتعزيز معارف الطلبة في المستقبل. وفي ما يتعلق بمساهمة التعليم في خفض معدلات البطالة اعتبر عدد من الخبراء الدوليين الذين واكبوا القمة ان مخرجات التعليم الجامعي تلعب دورا محوريا في تعزيز نسب البطالة بين الخريجين الجدد ذلك انه عند تخرجهم يفتقر جلهم إلى المهارات اللازمة للنجاح في سوق الشغل.
دور المناهج
وعن دور المناهج الدراسية في توفير الحلول المستدامة على الصعيد العالمي، قال رالف تابيرير، رئيس مؤسسة BBD التعليمية: "إنه لا يوجد حل سحري يعالج مشاكل التعليم في العالم أجمع. فعلى صعيد المناهج مثلاً، ينبغي للقائمين على الأنظمة التعليمية إدراك أهمية التطلع إلى المستقبل عوضاً عن الرجوع إلى الماضي عند إطلاق المناهج الجديدة. كما يجب أن تتفرد كل دولة بتوضيح تفردها وهويتها الثقافية عبر مناهجها التعليمية، إلى جانب تعزيز مبادئ المواطنة العالمية. وعلينا كذلك ضمان قدرة الطالب عند تخرجه على إطلاق عمل ناجح في حال لم يستطع إيجاد وظيفة مناسبة. وأفاد بأن برنامج الأمم المتحدة يركز على عرض نتائج المؤشر سنوياً على المنظمات الدولية التي تقوم بدورها بعرضه على كل دولة، للاستفادة من التوصيات، وسبل التحسين في المراحل المقبلة. ويشار الى ان التقنيات الرقمية ستحدث تحولات في طبيعة الوظائف المستقبلية وفق نتائج "تقرير استشراف مستقبل المعرفة" لعام 2019، والذي يصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. واعتبر الخبراء أن المعرفة ليست مقتصرة على التعليم التقليدي. بل تتوسع لتشمل سبل تخزينها ونشرها وتطويرها ثم استخدامها. وحول كيفية بناء رؤية مستقبلية للمعرفة أوضح أنه من المهم وضع المعرفة في سياقها الصحيح وفهمها. وهو ليس بالأمر السهل، ثم تحويلها إلى أصول نملكها في حياتنا ونطبقها في جميع جوانبها، ثم ننقلها لتصبح مهارات مستقبلية.
ملامح المهن الجديدة
مهن جديدة تماما وهي تتصل بأنشطة ومهام غير معروفة من قبل مثل المهن التي ستنتج عن تكنولوجيا المعلومات والاتصال أو الناتجة عن تطوّر قيم المجتمع وبروز قيم جديدة في سوق الشغل كالجودة ومقاومة التلوّث السيبرني.
قطاع الروبوتية: وهو قطاع سيساعد مهن الإنسان أو تقوم مقامه في عديد المجالات. ويتوقّع للروبوتات أن تصبح المحرّك الأساسي للنشاط الإنساني في المستقبل بانتشارها في كلّ القطاعات مما سيحدّ من حجم العمل اليدوي.
توظيف البحث العلمي في كلّ المجالات لتطوير سوق الشغل إذ يمثّل الإنفاق على البحث العلمي
مراجعة الشعب المدرسية وتغييرها بما يتوافق مع المهن الجديدة
تعديل مسارات التوجيه الجامعي بإحداث شعب جديدة تتماشى والتطوّرات المتسارعة الحاصلة في سوق الشغل
د. نجوى فزاع غريس (أستاذة تعليم عال) التعليم في حاجة الى اصلاح لمواجهة تغيرات سوق الشغل
لا شك ان تونس كسائر دول العالم تقوم باستشراف واعداد الناشئة للتحولات الكبيرة التي ينتظر ان يعرفها سوق الشغل وهناك وعي كبير في تونس بهذه التغيرات وهو ما يتم التطرق اليه في جل المؤتمرات العلمية وفي هذا السياق فان من المهن التي ستختفي يمكن القول انها الاعمال اليدوية وذلك بفضل التطور التقني والروبوتية وذلك في كل القطاعات على غرار اعوان اقتطاع التذاكر بوسائل النقل وفي المطارات اما المهام الجديدة التي ستظهر فهي التي تعتمد على المهارات والمعارف عالية الجودة صحيح انه لا يمكننا استشراف كل الوظائف التي ستظهر بفضل التطور التكنولوجي والعلوم في المستقبل ولكن هناك مهارات مطلوبة حتى تتأقلم الناشئة مع جيل الوظائف الجديدة وفي هذا الاطار يذكر الخبراء اننا نعد جيلا لوظائف غير معروفة بصفة نهائية لكن المطلوب من خريجي التعليم العالي ان يتمتعوا بالمهارات التي تخول لهم التأقلم مع المتغيرات. وبالتالي فان المهم اليوم ان يتعلم الطالب والتلميذ اليات ومهارات عالية الجودة بالإضافة الى التأهيل الذهني والوجداني وقد اصدرت اليونسكو وثيقة تشمل 21قدرة على حل المشاكل وايجاد الحلول والمهارات الوجدانية والاجتماعية...وكل هذه التغيرات تعني ان التعليم في حاجة الى اصلاح تربوي عاجل برؤية جديدة تفتح منافذ التعليم الذاتي والتدريب والذكاء الوجداني والاجتماعي وتقوم كل الدول منها تونس بإعداد استراتيجيات لمواجهة التحولات الجديدة في سوق الشغل خلال السنوات القادمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.