في انتصار ديبلوماسي مهم، تمكنت الدولة السورية من انتزاع اعتراف من الأممالمتحدة حول منطقة الجولان المحتلة. حيث طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا من الكيان مغادرة مرتفعات الجولان، وذلك بعد تبنيها قرارا صوّتت عليه الدول الأعضاء. واشنطن (وكالات) صوتت 91 دولة لصالح القرار بالطلب من الاحتلال مغادرة الجولان. فيما رفضه تسعة أعضاء. وامتنع 65 عضوا عن التصويت. ويطالب القرار بمغادرة الاحتلال كل الأراضي السورية المحتلة في الجولان حتى خط الرابع من جوان 1967، تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي. واعتبرت الجمعية العامة قرار كيان إسرائيل الصادر في 14 ديسمبر 1981، الذي بسطت به حكمها وفرضت قوانينها في الجولان السوري المحتل، «باطلا ولاغيا». وفي 15 نوفمبر الماضي، اعتمدت الجمعية العامة قرارا يطالب الاحتلال الإسرائيلي ب»الكف عن استغلال الموارد الطبيعية في الأراضي الفلسطينية، بما فيها شرقي القدسالمحتلة، والجولان السوري المحتل». وتتوالى بذلك الضربات للاحتلال الإسرائيلي في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة الوزير المستشار الدكتور "لؤي فلوح" على أن حق سوريا السيادي على الجولان السوري المحتل لا يخضع للتفاوض أو التنازل. ولا يمكن أبداً أن يسقط بالتقادم . ومن جهته قدم مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة في نيويورك، محمد إدريس، مشروع قرار للأمم المتحدة بشأن احتلال الكيان الاسرائيلي للجولان السوري وفلسطين. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها إن «المنطقة العربية ما زالت تعاني من تداعيات استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ حرب جوان عام 1967، سواء في فلسطين أو الجولان السوري»، وأن «منطقة الشرق الأوسط لن تنعم بالأمن والاستقرار والسلام دون تحرير الأراضي العربية». وأكد السفير على أن «حل أزمات المنطقة يجب أن يكون عبر الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. ومن هذا المنطلق، تحرص مصر على تقديم مشروع قرار الجولان السوري من أجل تأكيد التزام المجتمع الدولي بمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية». وتبلغ مساحة هضبة الجولان الكاملة 1860 كلم مربعا، أي ما يعادل1 % من مجمل مساحة سوريا البالغة أكثر من مائة وخمسة وثمانين ألف كيلو متر مربع. وتقع في أقصى جنوب غربي سوريا، على بعد 60 كلم من العاصمة دمشق. وتمتد من جبل الشيخ شمالا حتى وادي نهر اليرموك جنوبا، يحاذيها من الغرب سهل الحولة وبحيرة طبريا. حيث يشكل نهر الأردن الذي يخترقهما الحد الدولي بين سورياوفلسطين. ومن يسيطر عسكريا على الهضبة يمكنه أن يصل إلى أي مكان في الدولتين، وبأبسط الأسلحة التقليدية. كما تطل الهضبة على مناطق في الأردن ولبنان. ويعتبر كيان إسرائيل أن سيطرته على الجولان توفر له حدودا برية يمكن الدفاع عنها. كما توفر موقعا إستراتيجيا لمراقبة التحركات السورية. وتشكل تضاريسها عازلا طبيعيا ضد أي قوة دفع عسكرية من سوريا. ويوفر ارتفاع الهضبة عن سطح البحر، لها أهمية خاصة في السيطرة والإشراف على الأراضي الممتدة مسافات واسعة في تلك المناطق، والسيطرة كذلك على مصادرها المائية ومنابع الأنهار ومجاريها، فضلا على إشرافها على سهل الحولة الذي يعتبر سلة الغذاء للدولة العبرية.