أدانت أمس جامعة الدول العربية ودول اوروبية وروسيا وتركيا وايران ومنظمات عربية وعالمية موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد نيته الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، مؤكدين أنها أرض سورية محتلة من قبل الكيان الصهيوني . عواصم (وكالات) وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترومب إن الوقت قد حان لاعتراف الولاياتالمتحدة بسيادة الكيان الإسرائيلي على هضبة الجولان، مؤكدا أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لإسرائيل والاستقرار الإقليمي.. وصرح ترومب بأنه فكر كثيرا في قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، مشيرا إلى أنه «قرار صعب». وتعليقا على ذلك ،- قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية ، إن التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأمريكية ، والتي تمهد لاعتراف رسمي أمريكي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي.. ولا يحق لدولة مهما كان شأنها أن تأخذ مثل هذا الموقف.. كما انه اعتراف - إن حصل - لا ينشىء حقوقاً أو يرتب التزامات ويعتبر غير ذي حيثية قانونية من أي نوع». وأكد الأمين العام ، في بيان صحفي ، أن الجولان أرضٌ سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي ، مضيفاً أن عنصر مرور الوقت على الاحتلال الاسرائيلي لا يشرعنه أو يجعله مقبولاً دولياً بل يظل جرماً ينبغي تصحيحه وليس تقنينه كما يهدف البعض». ومن جانبها وجهت الخارجية السورية رسالة إلى الامين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بشأن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترومب حول اعتراف واشنطن بسيادة الكيان الاسرائيلي على الجولان. وأكدت الخارجية السورية أن «الجولان المحتل هو جزء لا يتجزأ من اراضي الجمهورية العربية السورية وأن استعادته من الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي لا تزال أولوية في السياسة الوطنية السورية وإنها حق أبدي لن يخضع للمساومة أو التنازل ولا يمكن أن يسقط بالتقادم». وفي نفس السياق أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موقفها من مرتفعات الجولان لا يزال ثابتا، مضيفة أن موسكو تعتبرها أرضا سورية احتلتها إسرائيل. كما أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن نظراءه في منظمة التعاون الإسلامي «مصدومون» بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترومب حول الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل. كما عبرت دول مجلس التعاون الخليجي اليوم عن أسفها، وأكدت في بيان الأمين العام عبد اللطيف الزياني أن «تصريحات ترومب لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأممالمتحدة وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها اسرائيل بالقوة العسكرية بالخامس من جوان 1967». وفي مصر، قالت الخارجية إن هضبة الجولان أرض عربية محتلة، وأشارت في بيان إلى قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 بشأن بطلان القرار الذي اتخذته تل أبيب بفرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها على الجولان السوري المحتل. وفي الأردن، أكد وزير الخارجية أيمن الصفدي موقف المملكة «الثابت بأن الجولان أرض سوريا محتلة وفقا لجميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة». بدوره، قال الاتحاد الأوروبي اليوم إنه لا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان. وفي باريس، قالت الخارجية إن فرنسا لا تعترف بضم إسرائيل لهضبة الجولان وإن الاعتراف به يتعارض مع القانون الدولي. وفي تركيا، حذر الرئيس رجب طيب أردوغان -خلال افتتاح اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول- من أن موقف ترومب يضع المنطقة على حافة «أزمة وتوترات جديدة». واحتلّت إسرائيل مرتفعات الجولان والضفة الغربية والقدس الشرقيّة وقطاع غزة في حرب عام 1967. وبعد ذلك ضمّت مرتفعات الجولان والقدس الشرقيّة في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي. الجولان المحتل في سطور تونس (الشروق) كانت هضبة الجولان جزءاً من سوريا حتى عام 1967 حين احتل الكيان الاسرائيلي معظم المنطقة في حرب الأيام الستة، ثم ضمتها عام 1981. لم يحظ ضم الجولان من جانب واحد باعتراف دولي وتطالب سوريا باستعادتها.حاولت سوريا استرداد المرتفعات في حرب عام 1973. وقع الكيان الاسرائيلي وسوريا اتفاق هدنة عام 1974 ومنذ ذلك الحين يسود الجولان الهدوء النسبي.في عام 2000 أجرت سوريا والكيان الاسرائيلي أرفع محادثات بينهما بشأن احتمال عودة الجولان وتوقيع اتفاق سلام. لكن المفاوضات انهارت وفشلت المحادثات التي تلتها. يعيش أكثر من 40 ألف شخص في الجولان التي تحتلها إسرائيل، يمثل الدروز أكثر من نصفهم.