باتت المعدات الطبية المخصصة لمجابهة وباء كورونا وخاصة منها الأقنعة، عنوان صراع جديد بين القوى الكبرى،في وقت تستمتع فيه الصين بلذّة النصر. الصين التي كانت متّهمة بتصدير هذا الوباء ويصر ترامب على تسميته ب"الوباء الصيني" نكاية في بكين،تجاوزت بسلام أزمة الكورونا بل وأصبحت القوى الدولية تتسابق في الحجيج إليها طلبنا للمعونة. ويشهد الطلب على الأقنعة صراعا محموما حيث تسعى دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وهم أكبر المتضررين من هذا الوباء، إلى توفير أكبر كمية ممكنة بعد تفشي هذا الوباء واصابته وقتله عشرات الآلاف. المطارات الصينية تحولت إلى سوق أقنعة ومن يدفع أكثر يفوز دون السؤال حتى عن الجودة بعد أن كانت اوروبا وامريكا تكيلان الاتهامات لبكين في هذا الخصوص. مسؤولون محليون فرنسيون اشتكوا بشدة من عدم وصول شحنات أقنعة طبية واقية طلبتها بلادهم من الصين، واتهموا مشترين أمريكيين بدفع أسعار مضاعفة لتحويل وجهة هذه الشحنات إلى بلادهم قبيل إقلاعها من المطارات الصينية. الصين التي كانت منبوذة ويقع تحاشي العمل معها استغلت الفرصة جيدا وفرضت قيودا على هذه المعدات الطبية واجبرت المشترين على التعامل مباشرة مع الحكومة الصينية قبل الشركات المنتجة. الآن بالنسبة للصين باتت الأقنعة وغيرها من المعدات الطبية سلاحا دبلوماسيا فعالا يكسر الغطرسة الامريكية ويروض التعالي الأوروبي. ليس هذا وحسب بل إن هذه الأزمة الخانقة قد تعيد النظر في التحالفات الدولية خاصة في التبعية الاوروبية للولايات المتحدة وفي تقرب قوى أخرى للتنين الصين من أجل اقتصاد مزدهر. وهذا ما سيسرّع عاجلا تحقيق الطموح الصيني العظيم في اعتلاء صدارة الاقتصاديات العالمية وازاحة واشنطن من الدفة واعلان بداية نظام عالمي جديد.
