جَاءت أزمة "الكورونا" لتفرض على نُجوم الرياضة نمطا حياتيا جديدا. فقد لازم الجميع مَنازلهم تنفيذا لقرار الحَجر الصّحي العَام. وقد وجد الآلاف من الرياضيين أنفسهم في بِطالة إجبارية وكان لِزاما عليهم أن يُواجهوا هذه "العُزلة" بكل الطّرق المُمكنة. تحت الرّقابة اختار الكثير من الرياضيين مُجابهة الحَجر الصحي عبر التمارين المنزلية والتي عادة ما تكون تحت رقابة الجَمعيات التي تُتابع لاعبيها عبر تقنية "الفِيديو". وهذا الإجراء يهدف إلى المُحافظة على الحدّ الأدنى من الجاهزية البدنية خاصّة أن التدريبات في البيوت لا يُمكنها بأيّ حال من الأحوال أن تُعوّض التمارين الجَماعية. وبما أن الرياضيين يُقضّون كامل اليوم في بُيوتهم ولا يُغادرونها إلا عند الضرورة فقد كانت الفرصة مُلائمة للإستمتاع بالجوّ العائلي والعناية بالحدائق وحتى الغناء والمُشاركة في الطّبخ. وسام حمام يتحدّى المَلل يَعيش عدد من الرياضيين كغَيرهم من المُواطنين وضعية الحجر الصّحي العَام في تونس وخارجها وطبعا هذه الوضعية جعلت عديد الرياضيين يعلقون في بلدان اقامتهم ومنهم عدد كبير من لاعبي كرة اليد المُهاجرين بين أوروبا والخليج. ويسعى كلّ رياضي للتعايش مع هذا الوضع. في فرنسا مثلا اختار نجمنا السّابق والمدرب المُساعد الحالي لنادي "سَان رافاييل" وسام حمام قضاء الوقت في منزله وصُحبة عائلته. والطريف في الأمر أن حمام دأب على مُمارسة تمارين رياضية مع بناته الثلاث وهذا قد يُروّح عنهم ويجنّبهم المَلل والضغط المُسلط عليهم في بلد يعرف فيه الوباء انتشارا كبيرا. كما أنّ حمام يسعى للتعاون مع زوجته وبناته في قضاء شؤون المنزل من خلال ترتيب البيت والمساعدة في إعداد المائدة وطبعا يتقاسم حمام مع بناته الاستمتاع بألعاب الفيديو مع تخصيص أوقات للتعلّم والمُطالعة. التدرب بمُعدّات بسيطة التزمت رجاء الجبالي مثل كلّ أفراد الشّعب التونسي بالحجر الصّحي. وفي هذا السّياق تُؤكد بطلتنا في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصّة:"في ظل توقّف النشاط وجدت نفسي مُجبرة على التدرب في المنزل للمُحافظة على لياقتي البدنية. صحيح أن التمارين المنزلية لا تُضاهي التدريبات التي تعوّدنا على القيام بها تحت إشراف المدرب لكنّها تبقى مُهمّة للمُحافظة على الجاهزية البدنية وكذلك تمضية الوقت. إن التدريبات المنزلية تتطلّب تجهيزات مُعيّنة لكنّني أجد نفسي مُضطرّة للتعامل مع هذا الظرف بمُعدات بسيطة". التمارين في المسلك الصّحي سيف الدين العياري مهاجم "رحّالة" يلعب حاليا لفائدة جمعية جربة في بطولة الرابطة الثانية. وفي ظل توقف النشاط بسبب "الكورونا" وجد العياري نفسه مُجبرا على مُواصلة التدرب على انفراد للمُحفاظة على لياقته البدنية. العياري يتدرّب بشكل يومي بمعدّل ساعة ونصف وذلك في المسلك الصّحي بالمنزه. الحيّز الأكبر للأخبار من جِهته يتحدث نجم الكرة الطائرة محمّد البغدادي عن تجربة الحجر الصحي قائلا:"أقضّي كامل اليوم في المنزل ولا أغادره إلّا عن الضّرورة القصوى أي لإقتناء الحاجات المُلحّة ومُستلزمات العَائلة. وأحرص على متابعة الأنباء لفهم التطوّرات الحاصلة في أزمة "الكورونا" في تونس وخارجها. والحقيقة أن الأزمة كبيرة وجَعلتني أعزف عن القيام بأي نشاط وذلك على عكس بقيّة الرياضيين الذين لم تمنعهم هذه المِحنة من التدرب ولو في مِساحات ضيّقة داخل منازلهم".
