علق التونسيون آمالا كبيرة على الأعمال الدرامية الجديدة التي تبث على القنوات التلفزية التونسية علها تكون خير انيس للأسر والعائلات في محنة الكورونا خلال شهر الصيام، سيما وان الناس مرغمون على السهر في منازلهم جراء الحجر الصحي وحضر الجولان. لكن للأسف كل الأعمال الدرامية تقريبا خيبت الآمال، وكانت الصدمة الكبرى من المرفق العمومي الذي جعل المال العام لقمة سهلة لمن هب ودب، فالتلفزة التونسية التي عودت المشاهد في رمضان بأعمال تتوفر على الحد الأدنى من الجمالية واحترام المشاهد وذلك لان هناك لجنة تختار العمل الأجدر لانتاجه كما هو معمول به، ارتكبت خلال هذه السنة بخطإ فادح وهو اقتناء مسلسل مرتجل كتابة، اي على مستوى السيناريو والقصة والحوار وهو مسلسل "قلب الذيب"، الذي كتبه وكتب لنفسه ومثل فيه واخرجه بقدرة قادر بسام الحمراوي، الذي لا تجربة له تذكر في الكتابة الدرامية، فما بالك عندما تكون الكتابة عن فترة زمنية من تاريخ تونس... فتتالت في مسلسل قلب الذيب الاخطاء التاريخية التي تخص فترة الأربعينات والتي تناولها عديد المختصين بالذكر من خلال حلقتين وثلاث حلقات على غرار الايتاذ عميرة علية الصغير، لكن المشكل أو ما يدعو للتعجب والحياة في آن هو كيف ولماذا اقتنت التلفزة التونسية هذا المسلسل من شركة خاصة والادهى والامر انها نسبت انتاجه لها في الجينيريك، وما زاد الطين بلة انها على علم مسبق بان المسلسل كان سيبث على قناة خاصة يعمل بها "عرّاب" "قلب الذيب"! بل ان الامر وصل إلى القضاء وكاننا امام رائعة من روائع هذا القرن، وكما يقول المثل " لو كان البومة فيها خير ما تخليها الصيادة". اما العمل الثاني الذي تبثه القناة الوطنية الاولى في رمضان فهو مسلسل "27" ليسري بوعصيدة والذي كان هو الآخر مسبوقة بحملة من صاحبه على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك وقيل انه عمل يكرم الجيش التونسي فلم يحظى الى حد الساعة باعجاب المشاهدين وبقية الاعمال الدرامية لهذا العام تعوزه الشبكة الدرامية ويبدو السيناريو ضعيفا الى حد الآن، الشيء الذي دعا البعض على موقع الفيسبوك الى المطالبة بتدخل الجيش التونسي لايقاف ما اعتبروه مهزلة في حقه... وفي انتظار العمل الذي من المفترض أن يكون رهان التلفزة التونسية خلال شهر رمضان الحالي وهو مسلسل عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية للمخرج الاسعد الوسلاتي الذي كسب الرهان في رمضان الفارط مع المرفق العمومي بمسلسل "المايسترو"، فإن التلفزة التونسية مطالبة بتبرير اقتصادها اقتنائها لمسلسل قلب الذيب لان هذا العمل يعتبر اهدارا للمال العام ليس الا.