تونس – الشروق: أعادت جائحة الكورونا المخترعين التونسيين إلى واجهة الأحداث بعد أن كانوا مقصيين وبعد أن تم حل الجمعية التونسية للمخترعين بعد سنة 2011, والتي كانت رئاسة الجمهورية تشرف عليها وتدعمها وتمولها. وقد أشار المخترع السيد الحبيب بونوح في تصريح للشروق أن تونس فيها عدد لا بأس به من المخترعين القادرين على تغيير وجهة تونس. ولكن ما ينقصهم هو الدعم المادي والإحاطة الاجتماعية, وأشار السيد الحبيب بونوح صاحب عدد كبير من الاختراعات المتعلقة بتسهيل حياة التونسيين في عدة مجالات وخاصة في مجال الطاقة, إلى أن المخترع التونسي في حاجة إلى إعادة الاعتبار له وأن لا يقع تناسيه بعد انتهاء الوباء واختفاء جائحة الكورونا. كما دعا إلى إعادة الروح للجمعية التونسية للمخترعين ودعم الجمعية التونسيين للمخترعين الشبان حتى نعطيهم الدفع اللازم وتشجيعهم على الاختراع والابتكارات. وللتذكير فقد منذ انتشار فيروس كورونا في تونس وعندما أصبحت حالات الاصابة بالمئات وأمام افتقار مستشفياتنا لأجهزة التنفس الصناعي وافتقار السوق التونسية من آلات التعقيم, كان المهندسون والمخترعون في الموعد, حيث عملوا على صناعة العشرات من أجهزة التنفس الصناعي. فابتكر طلبة جامعة الهندسة بسوسة أجهزة تنفس اصطناعي لمواجهة فيروس كورونا. والشيء نفسه قام به مهندسون وأساتذة بجامعة صفاقس الذين نجحوا في ابتكار جهاز تنفس اصطناعي في اطار مساهمتهم في مكافحة جائحة كورونا كوفيد 19, فقد وقع تركيز خلية عمل بالمدرسة الوطنية للمهندسيين بصفاقس متكونة من أساتذة جامعيين وصناعيين بالجهة بالتعاون والتنسيق مع جامعة صفاقس وكلية الطب وقسم الانعاش الطبي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس والقطب التكنولوجي بصفاقس وعمادة المهندسين لانجاز آلات تنفس اصطناعي في ظل نقص هذا النوع من الأجهزة في الأسواق العالمية بسبب الاقبال الكبير عليها. وفي نفس الاطار قام عمال احدى الشركات المتخصصة في صنع أقنعة الغوص بتحويل هذه الأقنعة إلى أجهزة تنفس اصطناعي. كما كان المخترعون التونسيون في الموعد لمكافحة انتشار وباء كورونا,بفضل اختراعاتهم الجديدة والتي تلبي احتياجات التونسي في مختلف المجالات. وذلك باختراع الأستاذ الشاب أنيس السحباني وهو أصيل مدينة سجنان لروبوت على هيئة مدرعة صغيرة مزود بكاميرا ومكبرات صوت يتجول بتوجيه من غرفة عمليات في وزارة الداخلية التي بدأت باستعماله مع بداية الحجر الصحي العام في العاصمة. وتتواصل نجاحات المخترعين التونسيين في مكافحة فيروس كورونا بنجاح فريق من شركة تونسية في تصنيع جهاز تعقيم بالأشعة فوق البنفسجية للاستخدامات الطبية وذلك بهدف مجابهة فيروس كورونا هذا الجهاز يمكن من القضاء على الفيروس في الفضاءات الطبية (مستشفيات وعيادات) في ظرف 10 دقائق, عن طريق معقم يتم توزيعه بكمية كافية في حالات الطوارئ. كما نجح فريق من المهندسين بمدرسة سيدي ثابت من تصنيع جهاز قادر على تعقيم الأوراق المالية والوثائق والأجهزة الطبية. وقد أثبت المهندسون والمخترعون التونسيون أنهم قادرون على الانتاج والابتكار والاختراع وأن تونس بفضل ذكاء أبنائها قادرة على أن تكون رائدة في المجال الصناعي. وهنا لابد لحكام تونس الجدد أن يولوا الاهتمام اللازم لهذه الشريحة من المجتمع وتشجيعها لتطوير واقع تونس وجعلها تلتحق بركب الدول المصنعة.