ذكرت مصادر امريكية واوروبية أن طارق عزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي اكد للمحققين الامريكيين ان صدام حسين لم يكن يسعى الى مواجهة شاملة مع الولاياتالمتحدة... وحسب المصادر ذاتها فان طارق عزيز قال ايضا ان صدام اراد عقد صفقة مع امريكا تمنح العراق دورا قياديا في المنطقة. وقالت المصادر ان طارق عزيز كشف في «اعترافاته» للمحققين الامريكيين في السجن الذي يتواجد به ثلاثة امور تتعلق خصوصا بالحرب التي كانت تحضر لها الولاياتالمتحدة انذاك على العراق. طارق عزيز... وصدّام وذكرت المصادر ان اول هذه «الاعترافات» ان طارق عزيز اكد في سياق التحقيق معه ان صدام لم يكن يسعى فعليا الى مواجهة شاملة مع الولاياتالمتحدة بل كان يريد عقد صفقة شاملة معها «تتوج» بلقاء قمة بينه وبين الرئيس الامريكي جورج بوش، على حد قولها. وادّعت المصادر ان صدام كان يريد عقد هذه الصفقة وفقا لشروطه بحيث تؤدي الى اعتراف واشنطن بدور العراق القيادي في المنطقة العربية، وفق ما نقلته صحيفة «الوطن» السعودية ووفق المصادر ذاتها فإن طارق عزيز قال لمحققيه ايضا ان صدام ابلغه قبل الحرب الاخيرة على العراق بفترة قصيرة بأنه واثق من أن القوات الامريكية لن تصل الى بغداد ولن تعمل على اسقاط نظامه عسكريا، بل ان العمليات الحربية الامريكية تضيف المصادر ستستمر بضعة اسابيع وستقتصر على القصف الجوي المكثف لعدد كبير من المواقع والمنشآت العراقية وأن ذلك يمكن ان يفتح الباب امام مفاوضات عراقية امريكية يمكن ان تجري لاحقا باشراف الاممالمتحدة. وقالت ان صدام كان يراهن على ان الامريكيين لن يستطيعوا تحمل سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوفهم في حال وصلوا بغداد وخاضوا حربا برية حقيقية. وأضافت المصادر ان طارق عزيز قال كذلك انه يعتقد في ضوء هذه المعطيات انه كان من الممكن تجنب الحرب الامريكية الاخيرة على العراق لو أن صدام وافق عام 2002 على استقبال المفتشين الدوليين دون شروط وقدّم لهم التسهيلات المطلوبة. صدام... ومعركة المطار من جهة أخرى كشف ضابط عراقي سابق ان صدام لم يختف في اليوم الاخير من الحرب التي انتهت باحتلال بغداد في التاسع من افريل من العام الماضي الا بعد أن أيقن ان معظم قادة الجيش والحرس الجمهوري قد هربوا وبعد ان قاد بنفسه «معركة المطار». وقال الضابط العراقي الذي كان قد شارك في الحرب ان صدام قرر النزول شخصيا الى ميدان المعركة والسيطرة على القوات بنفسه لكنه بعد ان علم بهرب معظم قادة الحرس الجمهوري والاجهزة الامنية وخاصة من اقاربه توقف عن المعركة باصرار من المقاتلين وذلك حفاظا على حياته. وأضاف في تصريحات لصحيفة «العرب» ان صدام قال لقواته بالحرف الواحد اريدكم ان تلقنوا هؤلاء الاوغاد درسا لن ينسوه وكل ضابط او جندي يقع في ايديكم اقطعوا رأسه بسيوفكم». وتابع قائلا «إن صدّام امسك اثر ذلك قذيفة صاروخية مضادة للطائرات من طراز «ستريلا» واطلقها باتجاه طائرة أباتشي امريكية فاسقطها. ويؤكد الضابط ان ظهور صدّام بين المقاتلين على ارض المعركة رفع معنوياتهم بشكل كبير حيث نفذوا الاوامر الصادرة اليهم وقطعوا رؤوس الضباط والجنود الامريكيين الذين وقعوا بين ايديهم بالسلاح الابيض واستمر القتال العنيف حتى عصر يوم الثالث من افريل من العام الماضي. وكشف المصدر ذاته ان امريكا استخدمت اليورانيوم خلال معركة المطار.