بعض الناس لا يفتأ يتحدث عن نفسه، فيذكر محاسنها، ويمتدح اعماله، ويدخل في ذلك ذكاء اولاده وعن زوجته وحسن تدبيرها ونحو ذلك. والأصل في مدح الانسان نفسه المنع، لقوله تعالى: {فلا تزكّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتّقى} (32 سورة النجم). وهناك من يطلق لسانه بالكلام دونما نظر في آثاره، او أبعاده، غير عابئ بما يجره عليه من بلاء او شقاء، فلربما كان سببا في مقتله، او في اذكاء عداوة، او اشعال حرب، او نحو ذلك. قال اكثم بن صيفي: مقتل الرجل بين فكيه يعني: لسانه. بل ان الانسان قد يتكلم بكلمة لا يلقى لها بالاً يهوى بها في جهنم، فعن النبي ص قال: «ان العبْد ليتكلّم بالكلمة من رضوان الله لا يُلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وان العبْد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم» رواه البخاري ومسلم. ولهذا يجب على العاقل ان يخزن لسانه، وان يزن كلامه، حتى لا يقع فيما لا تحمد عقباه، فيندم ولات ساعة مندم.