الصيام عن الطعام والشراب هو من أسهل أنواع الصيام إذا ما قورن بصيام الجوارح فمثلا ليس من السهل أن يتمكن كل أحد من حفظ لسانه عن الكلام في أعراض الناس أو الهمز واللمز أو السباب والشتم وليس من السهل علي كل أحد أن يحفظ بصره فلا ينظر إلى ما حرّم اللّه أو يحفظ سمعه فلا يسمع ما حرّم اللّه. وإذا كان الصيام عن الطعام والشراب مأمور به العبد في شهر ا لصوم فقط فإن صيام الجوارح مأمور به في كل وقت، والأحاديث في ذلك كثيرة منها قول النبي صلى اللّه عليه وسلّم لمعاذ رضي اللّه عنه لما سأله أو مؤاخذون بما نقول يا رسول اللّه ؟ قال ثكلتك أمك يا معاذ. وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم وقوله صلى اللّه عليه وسلّم إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا والآيات والأحاديث في حفظ البصر وحفظ السمع عما حرم اللّه مشهورة ومعلومة. ولكن هلا دربنا أنفسنا ونحن في مدرسة الصوم كيف نسيطر على جوارحنا وكيف نكبح جماحها ونلوي زمامها حتى لا تنزلق بنا في مهاوي الردى وبذلك نكسب من هذا التدريب عادة حميدة نسير عليها فيما تبقى من أعمارنا حتى نلقى ربنا؟ نسأل اللّه أن يوفقنا لذلك إنه على كلّ شيء قدير وبالإجابة جدير.