وقعت معركة بلاط الشهداء في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك في فرنسا حيث كان المسلمون متوجهين لإعلاء كلمة الله وقد اصيب المسلمون في هذه المعركة وقد سميت ببلاط الشهداء لكثرة القتلى فيها. فقد التقى النصرانيون مع المسلمين قرب مدينة «بواتييه» جنوبفرنسا على مسافة 20 كلم منها في منطقة «البلاط» التي تعني في لغة الأندلس «القصر او الحصن الذي حوله حدائق». وكان بداية القتال في اواخر شعبان سنة 114ه واستمرّ تسعة ايام حتى اوائل شهر رمضان، وانقضت الايام الاولى من العركة دون ان ترجح فيه كفة على كفة على الرغم مما ابداه الفريقان من شجاعة واستبسال، وفي اليوم العاشر استغل المسلمون الاعياء والاجهاد الذي اصاب جيش النصرانيين فحملوا عليهم حملة استطاعوا من خلالها ان يفتحوا ثغرة في صفوف الجيش، ولاحت تباشير النصر، لولا ان اغارت فرقة منهم على غنائم المسلمين التي كانوا يحملونها معهم في مؤخرة الجيش، فانشغل البعض بتخليصها منهم، مما سبب إحداث خلل وارتباك في صفوف الجيش. وبينما كان عبد الرحمان الغافقي قائد الجيش الاسلامي يسعى لإعادة نظام الجيش اصابه سهم فسقط شهيدا من فوق جواده، وانتظر المسلمون حتى اقبل الليل فانسحبوا منتهزين فرصة الظلام. لقد كانت معركة «بلاط الشهداء» آخر خطوات الفتح الاسلامي في اوروبا ولولا الهزيمة المرة التي لحقت بالمسلمين لدخلوا اوروبا فاتحين ناشرين للاسلام في تلك الديار التي كانت تعيش حالة من الجهل والتخلف والهمجية.