لأول مرة: التكنولوجيا التونسية تفتتح جناحا بمعرض "هانوفر" الدولي بألمانيا    اقتطاعات بالجملة من جرايات المتقاعدين...ماذا يحدث؟..    مترشحة للرئاسة تطرح استفتاء للشعب حول تعدد الزوجات في تونس..#خبر_عاجل    عاجل/ تحذير من بيض رخيص قد يحمل فيروس أنفلونزا الطيور..    عاجل/ مقتل 10 اشخاص في تصادم طائرتين هليكوبتر تابعتين للبحرية الماليزية في الجو    خلال يوم واحد: تسجيل أكثر من 200 زلزال وهزة ارتدادية في تايوان    بطولة ايطاليا : إنتر ميلان يتوج باللقب للمرة العشرين في تاريخه    بطولة ايطاليا : بولونيا يفوز على روما 3-1    التوقعات الجوية لهذا الطقس..    الإطاحة ب 9 مروجين إثر مداهمات في سوسة    عاجل/ تقلبات جوية منتظرة وأمطار غزيرة بهذه الولايات..طقس شتوي بامتياز..    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس..    رغم منعه من السفر : مبروك كرشيد يغادر تونس!    مدنين: حجز 4700 حبة دواء مخدر وسط الكثبان الرملية    جمعية منتجي بيض الاستهلاك تحذّر من بيض مهرّب قد يحمل انفلونزا الطيور    مهرجان هوليوود للفيلم العربي: الفيلم التونسي 'إلى ابني' لظافر العابدين يتوج بجائزتين    الأمم المتحدة: آسيا أكثر مناطق العالم تضرراً من كوارث المناخ ب2023    اتحاد الشغل بجبنيانة والعامرة يهدد بالإضراب العام    نقل مغني فرنسي شهير إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري    حادثة سقوط السور في القيروان: هذا ما قرره القضاء في حق المقاول والمهندس    أراوخو يكشف عن آخر تطورات أزمته مع غوندوغان    البطولة الأفريقية للأندية الحائزة على الكأس في كرة اليد.. الترجي يفوز على شبيبة الأبيار الجزائري    الجزائر.. القضاء على إره.ابي واسترجاع سلاح من نوع "كلاشنكوف"    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    البنك التونسي السعودي ... الترفيع في رأس المال ب100 مليون دينار    في اختتام المهرجان الدولي «إيتيكات» بسوسة.. شعراء وفنانون عرب بصوت واحد: «صامدون حتى النصر»    هذه أبرز مخرجات الاجتماع التشاوري الأول بين رؤساء تونس والجزائر وليبيا    بيان أشغال الاجتماع التشاوري الأوّل بين تونس والجزائر وليبيا    مذكّرات سياسي في «الشروق» (1)...وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم .. الخارجية التونسية... لا شرقية ولا غربية    المنستير.. الاحتفاظ بمدير مدرسة إعدادية وفتح بحث ضده بشبهة التحرش الجنسي    بنزرت: غلق حركة المرور بالجسر المتحرك في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء    الحشاني يشرف على جلسة عمل وزارية بخصوص مشروع بطاقة التعريف وجواز السفر البيومتريين    بوعرقوب.. عصابة سرقة الاسلاك النحاسية في قبضة الحرس الوطني    الإعلان عن تأسيس المجمع المهني للصناعة السينمائية لمنظمة الأعراف "كونكت"    بوعرقوب: القبض على 4 أشخاص كانوا بصدد سرقة أسلاك نحاسية خاصة بشركة عمومية    بداية من يوم غد: أمطار غزيرة وانخفاض في درجات الحرارة    مدنين: العثور على 4700 حبّة مخدّرة وسط الكثبان الرملية بالصحراء    استلام مشروع تركيز شبكة السوائل الطبية لوحدة العناية المركزة بقسم الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر    تونس: وفاة 4 أطفال بسبب عدم توفّر الحليب الخاص بهم    باجة: انطلاق الاستعدادات لموسم الحصاد وسط توقعات بإنتاج متوسط نتيجة تضرّر 35 بالمائة من مساحات الحبوب بالجهة    الكاف: تقدم مشروع بناء سد ملاق العلوي بنسبة 84 %    وصول محمد الكوكي الى تونس فهل يكون المدرب الجديد للسي اس اس    بن عروس: توجيه 6 تنابيه لمخابز بسبب اخلالات تتعلق بشروط حفظ الصحة    بعد ترشّحها لانتخابات جامعة كرة القدم: انهاء مهام رئيسة الرابطة النسائية لكرة اليد    تقرير: شروط المؤسسات المالية الدولية تقوض أنظمة الأمان الاجتماعي    حليب أطفال متّهم بتدمير صحة الأطفال في الدول الفقيرة    تكريم هند صبري في مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة    الرابطة الأولى: تعيينات منافسات الجولة الخامسة لمرحلة التتويج    رئيس غرفة القصّابين عن أسعار علّوش العيد: ''600 دينار تجيب دندونة مش علّوش''    وزارة الدفاع الوطني تعرض أحدث إصداراتها في مجال التراث العسكري بمعرض تونس الدولي للكتاب    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس    هاليب تنسحب من بطولة مدريد المفتوحة للتنس    حريق بمحل لبيع البنزين المهرب بقفصة..وهذه التفاصيل..    لأقصى استفادة.. أفضل وقت لتناول الفيتامينات خلال اليوم    في سابقة غريبة: رصد حالة إصابة بكورونا استمرت 613 يوماً..!    أولا وأخيرا..الكل ضد الكل    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حظر بناء المآذن ( نظرة إستشرافية )
نشر في الحوار نت يوم 27 - 05 - 2010

هذه المحاضرة دُعيت لإلقائها في المركز الإسلامي بمدينة جنيف يوم السبت 10 جمادى الأول 1431 هجري . الموافق - 24 – أبريل – 2010 ميلادي. عنوان المحاضرة هو:
حظر بناء المآذن ( نظرة إستشرافية )
عناوين بارزة في البحث
إن هذه المبادرة جاءت نتيجة ظاهرة جديدة اشتهرت تحت مصطلح ( الإسلاموفوبيا ).
أسباب صعود ظاهرة الإسلاموفوبيا
لماذا هذا التحيز التاريخي و الثقافي ضد الإسلام كدين و ضد المسلمين و حضارتهم!؟
تاريخنا ناصع لا سواد فيه .. هل كان الفاتحون إرهابيين أمثلة ( فتح صقلية ).. ( قصة فتح سمرقند ) – عام 93 هجري. قصة الإمبراطور فريدريك الثاني في صقلية .
قميص عثمان – و سيناريو 11 – سبتمبر
السيناريو الحقيقي لأحداث 11 – سبتمبر - 2001 من وجهة نظر فنية.
الصهاينة كانوا على علم بأحداث سبتمبر – 2001
تجربة – حزب الإتحاد الديمقراطي الوسط –UDC.
الحزب الديمقراطي المسيحي PDC
نحن أصحاب سلام عالمي .. الإرهاب هو بضاعتهم ردت إليهم ..
خلوا بيننا و بين الناس .. يعود السلام العالمي يرفرف بجناحية بين الأمم.
يقول الحق سبحانه و تعالى في كتابه العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم
( لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم )
لعل البعض يتساءل " أفي منع بناء المآذن في سويسرا من خير ؟! الجواب: نعم .. دعونا نقلب أوجه الخير من وراء هذه التصويت الشعبي ضد بناء المآذن في سويسرا .
أول علامات الخير .. هو اجتماعنا في هذا المكان الطيب الذي شهد أول مركز للدعوة الإسلامية في سويسرا .. رحم الله الشيخ – سعيد رمضان – و جمعنا به في الجنان.
لقد جمعت المبادرة شمل مسلمي سويسرا على هيئة" إجماع عام : عنوانه ( الاستنكار و الاستهجان ) و الرفض المطلق لهذه المبادرة ؟ فوحدت بذلك مشاعرهم و مواقفهم
أشعرتنا المبادرة بحاجتنا الماسة للتماسك و التآزر و أن نكون في مستوى يؤهلنا لاعتراف الآخر بنا و قبوله لنا.
أفادتنا بأن نستدرك على الذات و أن نرتفع بمستوى أدائنا الإسلامي (( إنما الدين المعاملة )) .. و أننا إن أحسنا .. أحسنا لأنفسنا .. و إن أسأنا .. فإننا لا محالة سوف ندفع الثمن .. و لكنه قد يكون باهظاً.
طرحت علينا المبادرة أسئلة عديدة أهما : هل نحن في مستوى التمثيل الصحيح للإسلام. نحن سفراء ملك الملوك سبحانه إلى هذه الديار.
إن ديننا الإسلامي الحنيف ليغزو القلوب لا الأراضي أو البُلدان . فلماذا نجح المسلمون في الفلبين و اندونيسيا و ماليزيا في غزو قلوب أصحاب البلاد حتى جعلوا الشرك وراءهم ظهرياً و استقبلوا الإسلام دينا قيماً.
لقد حمل التجار المسلمون بضائعهم، ورحلوا من المشرق الإسلامي إلى تلك البلاد النائية عن طريق البحر، وكان لعرب جنوب الجزيرة العربية اليمنيِّين والعُمَانيِّين النصيب الأوفى في ذلك، فأخذوا يبيعون ويبتاعون، ووجد أهل تلك البلاد النائية فيهم الصدق، وعرَفوا فيهم العفَّة والأمانة، ثم علموا أن هذا كله من أثر العقيدة التي يحملونها؛ فحُبِّب الإسلام إلى نفوسهم؛ الأمر الذي لم يظلوا عليه طويلاً حتى باتوا يَدِينُون بالإسلام، وأصبحوا من أبنائه المخلصين. و لكن ذلك زمان .. و نحن أبناء اليوم.
إن هذه المبادرة جاءت نتيجة ظاهرة جديدة اشتهرت تحت مصطلح ( الإسلاموفوبيا ).
و إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره .. و لكي لا يشغلنا الفرع عن الأصل .. دعونا نغوص في أعماق تلك الجذور التي غذت الساق و أنبتت ذلك الفرع.
أسباب صعود ظاهرة الإسلاموفوبيا –
أولاً- انعكاس لمشاعر سلبية عميقة مدفونة في وعي المواطن الغربي ضد الإسلام والمسلمين، وتعبير عن تحيز تاريخي وثقافي ضد الإسلام كدين وضد المسلمين وحضارتهم.
ثانياً - نتاج لبعض الأحداث الدولية التي أثرت بقوة على العلاقات بين العالم الإسلامي والمجتمعات الغربية خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأس هذه الأحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر/2001 الإرهابية في أمريكا وما تبعها من هجمات إرهابية - رفع مرتكبوها شعارات إسلامية – ضربت مجتمعات غربية مختلفة مثل إسبانيا وبريطانيا.
هذا إضافة إلى بعض المشكلات الثقافية الدولية التي أثرت سلبا على العلاقات الإسلامية الغربية، مثل أزمة الرسوم الدانمركية، وأزمة تصريحات البابا بنديكت السادس عشر، وأزمة الحجاب في فرنسا، وتصريحات بعض القيادات الغربية الدينية والسياسية المسيئة إلى المسلمين.
ثالثاً – تراجع قوى اليسار الغربي التقليدية التي سادت خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وصعود قوى اليمين الثقافي والديني في الغرب والعالم الإسلامي خلال الفترة ذاتها.
لذا سوف نناقش الأسباب الثلاثة السابقة لفهم صعود ظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمعات الغربية خلال العقود الأربعة الأخيرة، حتى نخلص إلى أن : للمسلمين والعرب دور أكيد يجب أن يلعبوه للتأثير الإيجابي على مسار تلك الظاهرة الخطيرة.
لماذا هذا التحيز التاريخي و الثقافي ضد الإسلام كدين و ضد المسلمين و حضارتهم.
يخبرنا التاريخ أن الأسبان هم الذين استغاثوا بطارق بن زياد ليخلصهم من الطاغية لذريق.. فقد أرسل أبناء الملك غيطشة – يليان عاملهم النصراني على سبتة – إلى طارق بن زياد وهو حاكم طنجة من قبل موسى بن نصير و حثه على فتح الأندلس و ليعينهم على التخلص من بطش لذريق بطليطلة و ظلمه.. فأشار طارق على موسى بن نصير ة الذي بدوره اخذ موافقة الخليفة بالعبور .
صحيح أن أهل الأندلس كانوا يتوقعون بأن المسلمين الفاتحين للأندلس لا حاجة لهم في استيطانه بعد فتحه و أن مرادهم هو أن تفيض أيديهم بالغنائم ثم يخرجوا عنها لأصحابها.
و لكنهم قد غفلوا عن حقيقة جوهرية عند المسلمين و هي ( أنهم أصحاب رسالة ) و أن رسولهم لا ينطق عن الهوى .. فقد سمع الصحابي الجليل – أبو أيوب الأنصاري - أن رسول الله – صلى الله عليه و سلم قال : لتفتحن القسطنطينية .. فلنعم الأمير أميرها . و لنعم الجيش ذلك الجيش .. فتوجه في جيش من المسلمين يحدوه أمل أن يكون هو ذلك الفاتح .. هذا و قد وقفت على قبر أبي أيوب الأنصاري في اسلامبول – استانبول – و بكيت عندما قرأت ترجمته الذي أهداها الملك الراحل ( إدريس السنوسي ) ملك ليبيا الأسبق و قد كتبت على لوحة من الرخام .. صحابي نال شرف استقبال رسول الإسلام في منزله بالمدينة المنورة .. و هو الشيخ في السبعين من عمره ينفر لنشر رسالة التوحيد و هو ممن رضي الله عنهم و تاب عليهم .. و لكن استشعار عظم الأمانة و تبليغ رسالة الإسلام للعالم دفعه لمحاولة فتح القسطنطينية ..و قبره خير شاهد على علو همتهم.
و في عهد الوليد بن عبد الملك .. كان القائد و التابعي الجليل موسى بن نصير ينوي بتوغله شمال أسبانيا و جنوب فرنسا هو الالتفاف و الوصول إلى دمشق عاصمة الخلافة الأموية من الشمال بعد فتح القسطنطينية .. و لكن الخليفة خاف على جيش المسلمين و أمره بالرجوع.
و هذا الأمر قد دفع القائد ( عبد الرحمن الغافقي ) للتوغل شمالاً و الالتفاف إلى ناحية الشرق وصولاً للقسطنطينية . ولكنه استشهد في موقعة "بلاط الشهداء" بمنطقة ( بواتييه جنوب غرب ( ليون ) بقيادة شارل مارتل .
فتح صقلية..
كان قد مضى على صقلية ثلاث قرون وهي تحت حكم الدولة البيزنطية، وكانت سنوات عجافاً سادها الفقر الفكري، وترتب على سيادة الجهل وجمود الأذهان: تفرق بين السكان، فكان كبار الملاك والتجار يتبادلون المكايد وينشطون في دس الدسائس وبث أسباب العداء، وكان من بين هؤلاء الكبار في المال والصغار في النفس رجل يدعى إيو فيموس (Euphemius) وكان مغيظاً من حاكم الجزيرة، فرأى الانتقام منه أن يستعين بالأمير الأغلبي الثالث، وهو زيادة الله، في غزو الجزيرة والقضاء على الحكم البيزنطي كله.
هل كان الفاتحون إرهابيين
يقول شاعر الإسلام – محمد إقبال واصفاً جيوش المسلمين عند فتحها الأمصار.
لكتائب الإفرنج كان أذاننا قبل الكتائب يفتح الأمصار
لقد كان شعار المسلمين في فتحهم الأمصار هو ( خلوا بيني و بين الناس ) و ما رفع المسلمون سيفاً إلا إذا حيل بينهم و بين تبليغ الدعوة للعالمين.
ومع ذلك .. لم تمض فترة وجيزة حتى تطورت العلاقة بين هارون الرشيد وشارلمان الملك الفرنسي حفيد شارل مارتل الذي انتصر المسلمين في معركة بواتييه .
هذا و لقد منح هارون الرشيد شارلمان لقب حامي قبر المسيح في القدس والولاية على المؤسسات الدينية المسيحية في الشرق الإسلامي التابع للدولة العباسية، كالتدريس والصيانة وتنظيم رحلات وقوافل الحج إليها.
وجرت بين الملكين مراسلات ودية، وأهدى الرشيد هدايا نادرة إلى شارلمان، منها أنه أرسل إليه فيلاً، وكان يبدو في نظر الفرنجة حيوانا أسطوريا لم يسبق لهم رؤيته، و قد أهدى كذلك إلى شارلمان ساعة جميلة ودقيقة الصنع، لدرجة أن حاشية شارلمان نصحوه بالتخلص منها لأنها نوع من السحر.
و المعارك الطاحنة التي تمثلت في الحروب الصليبية . كل هذا لم يمنع – صلاح الدين الأيوبي أن يحسن للقائد الإنجليزي – ريتشارد قلب الأسد عندما بلغه أن ريتشارد مريض و لم يهتدي أطباؤه إلى علاج لحالته .. فأرسل إليه صلاح الدين بطبيب مسلم و علاج لتخفيف حدة الحمى التي كان يشكو منها.
هذه مواقف تاريخية تدلل على أن أوروبا و بعد كل هذه الصدامات المسلحة بينها و بين المسلمين لم يكن أهلها ليحملوا حقدا و ضغينة تمثلت اليوم في ظاهرة الإسلاموفوبيا إلا بوجود جهات عملت على تذكية هذه المشاعر و تشويه حقائق التاريخ و منها:
الفاتيكان و دوره فيما يعرف ب ( الإستشراق السياسي ).
و سوف أتطرق لدور الفاتيكان فيما بعد
قصة فتح سمرقند – عام 93 هجري.
بعد أن فتح المسلمون سمرقند على حين غفلة من أهلها .. استجار الناس بأمير المؤمنين - عمر بن عبد العزيز – و الذي بعث لهم بضرورة تحكيم شرع الله فيهم ..
و أسجل هنا مشهداً للمحكمة.
سأل القاضي الكاهن بصوت هادئ ما قولك : فقال : إن القائد قتيبة بن مسلم دخل بلدنا غدراً من غير منابذة ولا دعوة إلى الإسلام ولا طلب جزية.
إلتفت القاضي لقتيبه مستفهماً : ما قولك يا قتيبة؟ فقال قتيبة : إن الحرب خدعة وهذا بلد عظيم أنعم الله به علينا ، وأنقذه بنا من الكفر وأورثه المسلمين
قال القاضي: هل دعوتم أهله إلى الإسلام أو الجزية أو القتال؟
قال قتيبة : لا ولكننا دخلناه مباغتة!
قال القاضي : قد أقررتَ يا قتيبة
والله ما نصر الله هذه الأمة إلا بوفائها بما اؤتمنت عليه من عهود الله (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا)
يا قتيبة ( ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون )
يا قتيبةَ .. جيش محمد جيش صدق و عهد و وفاء ..يا قتيبة الله الله في سنة رسول الله
قال القاضي :
الحكم
حكمت بأن يخرج جميع المسلمين كافه من سمرقند خفافاً كما دخلوها ( أي بلا مكاسب تجاريه ) وتسلم المدينة لأهلها ثم نطبق شرع الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
يعطى إنذارا لأهل المدينة لمدة شهر حتى يستعدوا بأن يسلموا أو يدفعوا الجزية أو القتال
بدأ المسلمون يخرجون من المدينة حتى القاضي قام وخرج من أمام الكهنة.
لم يصدق الكهنة هذا وأخذ أهل سمرقند ينظرون للمسلمين و هم يخرجون من المدينة حتى خلت من المسلمين .. ثم قال الشاب للكهنة : والله أن دينهم لهو الحق..أشهد أن لا إله إلى الله وأن محمد رسول الله.
قصة الإمبراطور فريدريك الثاني في صقلية " حفيد روجر الثاني ".
كان أبرز وأعجب ملوك صقلية. حيث كان وريث عرش ألمانيا من قبل أمه، ووارث الملك في صقلية من قبل أبيه وعن طريق زواجه من الأميرة إيزابيلا ولية عهد أبيها في ملك بيت المقدس – تلك المملكة التي نشأت أثناء الحروب الصليبية- صار أيضاً ملك بيت المقدس، ثم هو شأن النورمانديين جميعاً إمبراطور لإيطاليا، وكان يسمى إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة. وقد شارك في الحروب الصليبية بغية الحكم والسيادة، ولكن اختلاطه بالمسلمين في الشرق جعله يوليهم تقديراً واحتراماً أكثر، وجعلت العادات والمظاهر الشرقية تتأصل فيه وفي دولته.
كان بعد حلمته الصليبية الفاشلة على صلة بخلفاء صلاح الدين الأيوبي ، وكان هو والملك الكامل محمد يتبادلان الهدايا-
دور الكنيسة و الفاتيكان ضد الإمبراطور فريدريك الثاني : عندما لاحظ الرهبان و القساوسة شغف الإمبراطور بالعلوم الإسلامية و تقريبه للعلماء المسلمين .. عز ذلك عليهم و دبروا خطة إبعاد كل عالم مسلم يدخل على الإمبراطور !! وقاموا بإخفاء جميع الكتب التي جمعها فريدريك من علماء المسلمين في صقلية.
المحور الثاني- نتاج لبعض الأحداث الدولية التي أثرت بقوة على العلاقات بين العالم الإسلامي والمجتمعات الغربية خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأس هذه الأحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية في أمريكا .
قميص عثمان – و سيناريو 11 – سبتمبر.
أسامة بن لادن .. إذا كنت حياً ..فتلك مصيبة .. و إن كنت ميتاً .. فالمصيبة أعظم .. فلقد أرهقتنا من أمرنا عُسرا. فعندما كنتم تجاهدون الروس في أفغانستان كانت الأمة الإسلامية معكم لأن العدو واضح و الساحة ساحة حرب .. وكان الشيخ عبدا لله عزام قد رفض أن تنتقل ساحة القتال إلى العالم الغربي عندما لمس من الشباب المتحمس نية في تحويل وجهة الصراع إلى الغرب.
صحيح أن أمريكا قد أغرت صدام حسين بابتلاع الكويت حتى ورطته .. ثم نجحت في إرساء قواعدها العسكرية في بلاد الحرمين .. و لكن ليس هذا بمبرر لأحد أن ينقل ساحة الصراع العسكري ليكون مجاله لندن أو نيويورك أو باريس.
إن خبرتي في سابق عملي – الطيران المدني - وهو – 5000 ساعة – حسبتها بالشهور فإذا هي - ستة أشهر في السماء - أي نصف عام – لتؤهلني أن أجزم بالتالي :
أعطى بن لادن تعليماته إلى خالد شيخ محمد بإعداد خطة لضرب أمريكا في عقر دارها. قام شيخ محمد بالإعداد لتنفيذ الخطة.
بعدما رأى بن لادن الشريط المصور يظهر برجي التجارة وهما يهويان .. ظن أن مجموعته هي التي نفذت.
ومع أنه في يوم الخميس 15 مارس 2007 اعترف شيخ محمد أنه المسئول عن أحداث 11 سبتمبر من الألف إلى الياء . إلا أن حقيقة الأمر هي الآتي :
السيناريو.
توصلت التقنية الأمريكية في بداية سبعينيات القرن الماضي إلى تقنية التحكم في الطائرات عن بعد و ذلك بواسطة وضع قطع إلكترونية (( CHIPS في أماكن خاصة من الطائرة بحيث يتم من خلالها إلغاء أي تحكم من مقصورة الطائرة .. و من ثم التحكم فيها عن بُعد.
اكتشفت المخابرات الأمريكية مجموعة (خالد شيخ محمد ) و التي كانت تنوي تدمير ( برجي التجارة الدولية ) و بعد صنوف التعذيب الشديد ..أعترف الجميع بكل شيء.
قامت المخابرات الأمريكية بالتخلص من مجموعة بن لادن .. و أعدت العدة لتقوم بتنفيذ نفس الخطة التي وضعها ( شيخ محمد ) و لكن المنفذ الحقيقي هي ( F.B.I ) & ( C.I.A ) أي أن خطة التنفيذ قامت بها المخابرات الأمريكية من الألف إلى الياء.
أخيراً ... نأتي إلى– تراجع قوى اليسار الغربي التقليدية التي سادت خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وصعود قوى اليمين الثقافي والديني في الغرب والعالم الإسلامي خلال الفترة ذاتها. و أعتقد أن : أزمة الرسوم الدانمركية، وأزمة الحجاب في فرنسا، وتصريحات بعض القيادات الغربية الدينية والسياسية المسيئة إلى المسلمين إن هي إلا نتيجة مباشرة لصعود هذا اليمين الثقافي و الديني في الغرب.
تجربة – حزب الإتحاد الديمقراطي الوسط –UDC – كانت بدايات هذا الحزب وطنيو صرفة .. و قد حدثني أحد المسلمين من مدينة جنيف : أنه قد ساهم في تأسيس الحزب و قام بعدة أنشطة لصالح الحز عام 1998 – ميلادي . و لكن حدثت مؤامرة و التفاف على المخلصين الأولين ..فهم و إن كانوا وطنيين و يمثلون الوسط .. إلا أنه قد تم استغفالهم و استعمالهم لصالح أجندة خارجية لا تصب في مصلحة سويسرا. و خير مثال على ذلك هو - أوسكار فرايزينجر .
الحزب الديمقراطي المسيحي PDC –- خطورة مستقبل هذا الحزب هو أنه سيكون التجربة المقبلة خلال عشر سنوات لمحاولة ضرب الوجود الإسلامي الأوروبي..و ليست هذا المرة بالوطنيين .. لكن باسم الدين .. و هذا ما لا نأمله .. و لله الأمر من قبل و من بعد.
الخلاصة - إذاً لماذا جاءت النتيجة ضد بناء المآذن في سويسرا!؟ هل صحيح أن هناك عداء مستحكم بين المسلمين و النصارى في أوروبا عامة و سويسرا خاصة .
أنقل لكم هذا المشهد من باريس عام 1922 ميلادي - و هو يجيب لنا عن هذا التساؤل - المسجد الكبير – باريس –
ففي 19 /أكتوبر 1922 دشن المارشال( اوبير ليوتي ) الخبير الاستراتيجي العسكري والوجه الذي يعتبر رمزا للاستعمار الفرنسي للمغرب، رسميا ورشة بناء ما سمي لاحقا مؤسسة مسجد باريس.
وقال المارشال "عندما تعلو المئذنة التي ستشيدونها في السماء ستنظر إليها بعين الغيرة الأبراج الكاثوليكية لكنيسة النوتردام".
المسجد الكبير لباريس هو أكبر مسجد في فرنسا صمّم تكريما للجنود المسلمين الذين دافعوا عن فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى. ودشِّن في يوم 15 يوليو 1926 من طرف الرئيس الفرنسي آنذاك ( غاستون دومارغ ) والسلطان المغربي مولاي يوسف بن الحسن - و لقد أعتمد المهندسون في تصميمه على الطابع المعماري الإسلامي الأندلسي و استوحوا على وجه الخصوص من هندسة مسجد فاس بالمغرب. و قام بزخرفته مهنيون من بلاد المغرب العربي.

و في العام الماضي – 2009 ميلادي . أعطى عميد بلدية – مرسيليا – الضوء الأخضر لبناء المسجد الكبير مخصصاً قطعة الأرض هدية من مدينة مرسيليا للمسلمين الفرنسيين. هذه كله بعد الحملات الاستعمارية التي قامت بها فرنسا ضد المسلمين خلال القرن التاسع عشر.. و مع ذلك كله لم تظهر على السطح ظاهرة الإسلاموفوبيا
إذاً .. الإسلاموفوبيا ليست متأصلة و متجذرة بين مسلمي الغرب و الحكومات الغربية.
الإسلاموفوبيا – برزت بعد عام 1967 ميلادي – حينما انتهك الصهاينة الحرم القدسي و قاموا باحتلاله – و قبل ذلك لم نكن نرى فلسطينياً يقوم بخطف طائرة مدنية .. الإسلاموفوبيا .. تزامنت مع حرب أمريكا ضد الروس في أفغانستان .. فبعد أن سقطت الشيوعية .. أصبح الإسلام هدفاً للتشويه و كان لا بد من افتعال هذا الشعور ضد المسلمين .. إذاً لا بد من هذا البعبع خاصة أن الوجود الإسلامي في أوروبا و أمريكا في ازدياد مضطرد. و جاءت أحداث 11/ سبتمبر – 2001 . لوأد الكيان الإسلامي في العالم الغربي على السواء.
تعالوا معي نستمع لما يقوله الأمريكي - دافيد ديوك :
الصهاينة كانوا على علم بأحداث سبتمبر – 2001 – و الأدهى أنهم لم يخبروا الرأي العام الأمريكي بذلك.
حرية الرأي في أمريكا و أوروبا غير مكفولة إذا تعرض أحدهم لقضية الهولوكوست
إن أمريكا ليست هي الولايات المتحدة الأمريكية ، بل هي : الولايات المحتلة الأمريكية
أمريكا كانت هدفاً لإرهاب دولة إسرائيل ( سفينة ليبرتي ).انتهى
تعريف الإرهاب - هو وسيلة شنيعة ولا أخلاقية تخالف جميع القوانين والقواعد والأعراف التي تسير المجتمع والحياة الجماعية، وتنال من القيم الإنسانية العامة والحريات الفردية والعامة. انه رزية اجتماعية تهدد استمرار السلام الوطني والسلم العالمي على السواء. باختصار، انه الشر مجسم في
الأفراد الذين يلجأون إليه.
إننا أصحاب سلام عالمي .. و إن الذين بدؤوا في نشر الإرهاب العالمي هم من كانوا وراء سقوط دولة خلافتنا الإسلامية .. فأصبحنا أيتاما متشرذمين سياسياً .. هم من زرعوا الكيان السرطاني الإسرائيلي بين جسد امتنا .
الإرهاب هو بضاعتهم ردت إليهم. أخرجوا من العراق و أفغانستان ينتهي الإرهاب.
خلوا بيننا و بين الناس .. يعود السلام العالمي يرفرف بجناحية بين الأمم.
صلاح عبد العزيز –- جنيف – سويسرا
24 – أبريل – 2001 ميلادي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.