الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم، أبو عبد الرحمان، الفراهيدي الازدي اليحمدي البصري. ولد بعمان على شاطئ الخليج الفارسي، ولكن غلبة البصري عليه واشتهاره بهذا اللقب دون غيره يفيد بأن إقامته بعمان لم تكن طويلة، ولهذا عرف بالبصري نظرا الى ما كان للبصرة من النسبة اليها تميزا عن الكوفة، ونعني مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة. ويقال إن نسبه ينتهي الى فرهود بن شيبان بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، أزد عمان، ولهذا عرف بالفراهيدي أيضا، لان فرهود بن شيبان جده من أزد عمان. كان مولده في العام المتمم مائة من الهجرة. أخذ العلم عن أبي عمرو بن العلاء، وكان علما في علم القراءة والعربية، وعليه أخذ مع الخليل أيضا يونس بن حبيب وابن المبارك الزيدي. كما أخذ عن شيوخ غيره نذكر منهم: أيوب السختياني البصري وعاصم الاحول بن النضر البصري وعثمان بن حاضر الازدي والعوام بن حوشب وغالب بن خطاف القطان. وكان الخليل في شبابه يذهب مذهب الاباضية بيد أنه ما لبث أن رجع عن ذلك بعد مجالسة شيخه السختياني. والذين ترجموا لحياته أجمعوا على زهده وانقطاعه الى الله. وقد ذكر أنه كان يعيش في بيت من الشعر في البصرة لا يقدر على فلسين بينما كان تلامذته يكسبون بعلمه الاموال الوفيرة. وقد أرسل اليه سليمان بن علي والي البصرة لتأديب أولاده لقاء راتب يجريه عليه، فأخرج خبزا يابسا وقال: مادام هذا عندي فلا حاجة لي فيه.