رجح مسؤول أمريكي أن تقوم سلطات الاحتلال الأمريكي في العراق بمحاكمة نحو 40 من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة الموجودين في معسكر أشرف الواقع على بعد 60 ميلا إلى الشمال الشرقي من بغداد. ويضم المعسكر نحو 3800 مقاتل من مجاهدي خلق يخضعون بصورة منتظمة إلى فحص أوضاعهم. ونقلت مجلة «نيوزويك» عن المسؤول ذاته الذي لم تفصح عن هويته قوله أن من المرجح أن تجري المحاكمات في العراق حيث يمكن أن يتهم أعضاء مجاهدي خلق بجرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب مرتبطة بمساعدة قدموها لنظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين، بما في ذلك عملهم كقوة شبه عسكرية لقمع انتفاضة الشيعة في أفريل . وأوضح المسؤول الأمريكي ذاته أن «حفنة أخرى منهم، أربعة أو ستة على الأرجح قد يتم إحضارهم إلى الولاياتالمتحدة للمحاكمة بأعمال متصلة بالإرهاب أو جرائم أخرى». ويتزامن هذا الكشف مع تصاعد حدة الأزمة بين الولاياتالمتحدة وإيران فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وجود خطط سرية لدى البنتاغون لزعزعة استقرار نظام الحكم في طهران. ولكن مسؤولا أمريكيا قال إن الرئيس جورج بوش رفض في النهاية تلك الخطوة على أساس أنها قد ترسل رسائل مختلطة في الحرب على الإرهاب. وفي الوقت نفسه، فإن المعتدلين في الحكومة الأمريكية بمن فيهم مسؤولون بوزارة الخارجية جادلوا، بالمقابل، بأنه لا يكفي فقط اعتقال مقاتلي مجاهدي خلق في العراق ونزع أسلحتهم بل ينبغي على الولاياتالمتحدة أيضا أن تنظر في نوع من الصفقة مع طهران يتم بموجبها تسليم مقاتلي مجاهدي خلق في العراق إلى السلطات الإيرانية. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت في وقت سابق من العام الجاري أن سلطات الاحتلال الأمريكي في العراق لم تجد أي أسس لتوجيه أي اتهام لمنظمة مجاهدي خلق بخرق القانون الأمريكي مما دفع مؤيدي المنظمة إلى القول بأن هذه الحقيقة وحدها تعتبر دليلا كافيا جدا على أنه ينبغي إزاحة المجموعة من قائمة وزارة الخارجية الأمريكية الخاصة بالإرهاب. وقال شاهين غوبادي الناطق باسم مجاهدي خلق في باريس «يوجد تناقض هنا، فإذا لم يكن لأي عضو فيها أي ارتباط بالإرهاب فكيف يمكن أن توصف بأنها منظمة إرهابية؟» ويذكر أن التقرير النهائي الذي قدمه رئيس مفتشي الأسلحة الأمريكيين في العراق تشارلس دولفر الأسبوع الماضي أشار إلى أن مجاهدي خلق أحد المستفيدين من أموال برنامج النفط مقابل الغذاء فيما يعرف «بكوبونات» النفط، وأنها حصلت بموجبها خلال السنوات الأربع التي سبقت الغزو الأمريكي للعراق على نحو 11 مليون دولار غير أن غوبادي نفى ذلك بشدة وقال إنها قصة «مفبركة» من المخابرات الإيرانية. وتقول مجلة «نيوزويك» أن الحكومة الأمريكية لم تحقق سوى القليل من اكتشاف دولفر المفاجئ، والذي يبدو في ظاهره، أنه يعزز ادعاءات البيت الأبيض بأن نظام حكم صدام حسين له روابط مع الإرهاب منذ زمن طويل.