الاشهار علم وفن.. لذلك فإنه ليس في متناول أي كان فقد عرفت السنوات الأخيرة التي اشتدت فيها حمى الاشهار في العالم بسبب ثقافة الاستهلاك وهي أحد أركان العولمة ولادة عدد كبير من شركات الاشهار وتطور في الخلق ذلك ان انتاج وصياغة ومضة اشهارية تبث في ثوان على شاشة تونس 7 مثلا تحتاج إلى جهد وابتكار لا يقل عما يحتاجه شريط سينمائي قصير. وعوض أن تبحث شركات الاشهار عن أساليب مبتكرة تتعامل مع مبدعين في الموسيقى والتمثيل والسيناريو والاخراج لترويج منتوجاتها تلجأ للحل الأسهل وهو السطو المفضوح على أغان ومواقف تمثيلية معروفة وتحور كلماتها لتتماشى مع نوعية الانتاج الذي تروّجه. فيطل علينا كل ليلة من شاشة تونس 7 فنانون مسخوا أغاني عاشت أجيال على ايقاعها.. وإذا كانت هذه الشركات تسمح لنفسها بالسطو على ألحان وأغان ومسرحيات دون أن تراعي في ذلك حرمة الملكية الفكرية والفنية فإننا نتساءل عن سلبية مصالح مؤسسة الاذاعة والتلفزة في قبولها لهذه النوعية من الومضات المسروقة. فمن المفروض أن ترفض مؤسسة الاذاعة والتلفزة هذه النوعية من الومضات حتى تحافظ على حقوق الملكية الأدبية والفنية والفكرية من جهة وحتى تدفع شركات الاشهار لمزيد البحث عن صيغ وأساليب جديدة لترويج منتوجاتها تشجيعا للابتكار والابداع.. فتصور ومضة اشهارية ليست مسألة بسيطة في متناول أي كان ولكنها إبداع له أهله وضوابطه.