اعتبر المستشار السابق في مجلس الدولة الاستشاري الليبي، صلاح البكوش، أن قرار إقالة مصطفى صنع الله مهم وتم تداوله ولم يكون مفاجأة ولكن هذا الحدث يجب النظر له من خلال عدسة الوضع في ليبيا. وقال في تصريح له: "صنع الله عندما يقول المؤسسة لا تتبع أحد كيف؟ تتبع من اذاً تغير نفسها بنفسها؟ أعتقد صنع الله يعرف انه ليس له أحد يستنجد به! الجميع يقف ضده". وتابع: "شخصياً لا أرى فرق بين بن قدارة وصنع الله، المؤسسة أصبحت دولة داخل دولة، وصنع الله خرج عن مهمته المحددة بالقانون! وهو انتاج النفط وتصديره". وأردف قائلآ: "المؤسسة ستعمل كما كانت الآن وينخرها الفساد والجميع يعلم ذلك، أنظر للمشهد وأرى أن الاطراف الاقليمية والدولية المتداخلة في ليبيا ومن هم في السلطة هناك مجهود لإرضاء الجميع ومن اغلقوا عليه الباب وخلوه بالخارج هو الشعب الليبي". معتقدآ، أنه من الممكن أن تكون على الطاولة بدايات صفقة حول المناصب السيادية بين المشري وعقيلة لتطمينهم واعطائهم قرعتهم والأمور لن تتحسن لأنه ليس هناك حراك شعبي والأمور ستسوء لأن الاجسام والشخصيات لا تبشر بالخير والليبيين عليهم أن يقرروا. يأتي هذا في ظل مخاوف من إعادة صنع الله إلى رئاسة مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، خصوصًا بعد تصريحات سفير الولاياتالمتحدةالامريكية لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، التي أظهر فيها دعم بلاده لرئيس المؤسسة الفاسد. حيث أعلن السفير عن دعمه لصنع الله على حساب الدبيبة، معبرًا عن قلقه البالغ إزاء التطورات بشأن المؤسسة الوطنية للنفط. قائلًا إن مؤسسة النفط تعد حيوية لاستقرار ليبيا وازدهارها وظلت مستقلة سياسياً وكفاءة تقنياً تحت قيادة مصطفى صنع الله. وذكر أنه من الممكن الطعن في قرار استبدال مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في المحكمة ولكن يجب ألا يتحول الأمر إلى مواجهة مسلحة. وتكمن المشكلة في هذه الأزمة أن الإيرادات النفطية وإن صرفت، تختفي وجهة صرفها، فالواقع الخدمي والمعيشي الصعب لا يعكس أرباح بيع النفط التي تصل إلى الملياري دولار شهريًا، كما أن وجود شخصية محسوبة على واشنطن، تأتمر بإمرتها وتقوم بما يملى عليها من الخارج، في موقع سيادي وحيوي ويعتبر شريان ليبيا الإقتصادي الوحيد، ليس أمرًا محبوبًا لدى الساسة في البلاد، بغض النظر عن الخلافات فيما بينهم. وفي السياق طالب نشطاء ومنظمين على مواقع التواصل الإجتماعي من حكومة الدبيبة وكل الجهات المعنية بالإبقاء على قرار إقالة صنع الله فعالًا، وصد جميع الجهات الخارجية التي تحاول إعادته إلى منصبه وشرعنة وجوده فيه، وبحسب ما يدور على شبكات التواصل الإجتماعي، فالمطالب تنبع من رغبة الشعب الليبي بالتغيير، ومحاربة الفساد وإنهائه، والبدء بالمسيطرين على الشريان الرئيسي لاموال الدولة يعتبر خطوة حميدة في مسار التغيير. وكان قرار حكومة الدبيبة قد نصّ على إعادة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط برئاسة "فرحات بن قدارة" وعضوية "حسين صافار" و"مسعود سليمان موسى" و"أحمد عبد الله عمار" إضافة إلى وكيل وزارة النفط والغاز، بدلاً من الإدارة الحالية بقيادة صنع الله. وترأس "صنع الله" المؤسسة الوطنية للنفط منذ قرابة ثماني سنوات وتحديدا منذ أغسطس من العام 2014، في حين شغل الرئيس الجديد للمؤسسة "بن قدارة" عدة مناصب في الدولة من بينها محافظ مصرف ليبيا المركزي خلال الفترة من 2006 إلى العام 2011.
