لم ننته من أزمة نقص البنزين حتى واجهنا من جديد أزمة السكر ونقص القهوة والان الجميع ينتظر أزمة جديدة في التزويد بالحليب ويخشى البعض أن ترتفع الأسعار مع اللجوء الى التوريد... لم تنته الأزمات من أسواقنا ويكاد الأمر يصبح عادة يومية في وقت زادت فيه مخاوف المواطنين مع تواصل الحرب الروسية الأكرانية وظهور أزمة الغاز والطاقة في اوروبا ... تواتر أزمات التزويد في الأسواق يحتاج الى إهتمام جدي من الحكومة من أجل الوصول الى حلول جذرية تقطع مع الأزمات التي تتوالد كل يوم... لا ننكر وجود الإحتكار والتهريب لكن الأزمة تتجاوز كل ذلك وتتطلب معالجة جذرية وحقيقية ... اليوم نعاني من أزمة حقيقية ليس فقط على مستوى التزويد بل أيضا على مستوى الإنتاج وخاصة في القطاع الفلاحي ، الاف الهكتارات من الأراضي الزراعية مهملة وعشرات الضيعات الدولية متروكة دون إستغلال ، وادارة هدفها الأول تعطيل كل مشروع استثماري ووزارة فلاحة آخر إهتمامها القطاع الزراعي الحرب الروسية الأكرانية دفعت كل دول العالم الى إعادة النظر في برامجها ومخططاتها الزراعية لكن في تونس لازلنا نهتم فقط بالتوريد والبحث عن المواد الأساسية الإستهلاكبة في الأسواق الخارجية ... المطلوب الان ليس الإلتجاء الى التوريد بل وضع برامج واستراتيجيات للإنتاج واستغلال كل الأراضي المهملة وتوزيعها على كل مواطن قادر على الاستثمار والعمل ... الواجب اليوم يحتم على الحكومة التحرك والتفكير بجدية في وضع تصورات تتماشى وطبيعة المرحلة التي يعيشها العالم ، فالجميع اليوم يحذر من أزمات قادمة خاصة على مستوى الغذاء والإنتاج الزراعي مما يهدد الكثير من الشعوب بالمجاعة إضافة الى تأثير تغييرات المناخ وإنحباس الأمطار ... قضايا مصيرية تحتاج الى حلول عاجلة وبرامج واضحة قبل فوات الأوان ، فالأيام القادمة ستكون حتما أكثر صعوبة وتعقيدا اذا تواصل إرتفاع أسعار النفط والمنتوجات الزراعية وإستمرت الحرب الروسية الأكرانية وزادت حدة أزمة الطاقة في أوروبا مما يهدد القطاعات المنتجة فيها بالتوقف ... الدولة اليوم تحتاج الى برامج تقطع مع الأزمات التي نعيشها ونمر بها منذ سنوات ، نحتاج فعلا الى الإنتاج والعمل ... سفيان الاسود