كل بلدان العالم سعت الى الإستفادة من الحرب الروسية الأكرانية المستمرة الآن، بلدان كثيرة نجحت في ايجاد حلول وتصورات لمشكل الطاقة واتجهت بقوة الى إنتاج طاقات بديلة تغنيها عن الغاز الروسي، بلدان أخرى تعمل الآن على وضع خطط زراعية عملاقة ستمكنها من تحقيق حاجياتها من الغذاء والحبوب ... تلك البلدان التي تضررت من الحرب تعمل الآن على تغيير أنماط سلوكها الإستهلاكي فكل شيء بعد الحرب يجب أن يتغير ... لكن ماذا أعددنا نحن الذين نستورد كل شيء ونحن الذين تضررنا من هذه الحرب حيث ارتفعت الأسعار وفقدت المواد الغذائية الحساسة من أسواقنا ومتاجرنا... لاشيء الى حد الآن، أسعار النفط ترتفع في العالم ونحن مازلنا غير قادرين على الإتحاد الى الطاقات البديلة ومازلنا نعاني من القوانين والتشريعات التي تمنع التونسيين من استغلال الطاقة الشمسية حتى ان استغلالها الآن في تونس هو الأغلى على مستوى العالم، طاقة مهدورة كل يوم وكل ساعة على مدار العام والدولة تعاني من توريد المحروقات والغاز ... ماذا أعددنا للنهوض بالزراعة وإعادة ضبط برامج عملاقة واستغلال مئات الآلاف من الهكتارات الضائعة والمهملة في كل ولايات البلاد ...مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية تحتاج الى من يعمل فيها ومن يستغلها لكن ذلك للأسف ممنوع الآن فالقوانين والتشريعات تمنعنا في حين تتيح الآن التوريد ... علينا الآن أن نستغل ونستفيد من تأثيرات وإنعكاسات الحرب الروسية الأكرانية، علينا أن نعيد كل السياسات والبرامج وأن تكون لنا برامج وتصورات جديدة ... تونس تحتاج إلى ثورة في مجال التشريعات والقوانين، لابد أن تتخلص الإدارة من البيروقراطية التي تكبلها وتعاني منها، الدولة بحاجة الى مسؤولين قادرين على تقديم برامج جديدة وناجحة في كل المجالات وخاصة في مجالات الطاقة والزراعة... الجامعات التونسية وكل المعاهد العليا عليها أن تنخرط في هذا المجهود وأن تقدم حلولا وبرامج وتصورات مثلها مثل جامعات العالم، تونس بحاجة الى حلول تكون أكثر جدية هذه المرة فالأزمة يمكن أن تتواصل والحرب ستطول وانعكاساتها ستكون أكثر خطورة في الأيام القادمة ... سفيان الاسود