في مجابهة تحديات المناخ، اختارت الشركة التونسية للبنك أن تكون أول مؤسسة مصرفية وطنية تدمج في عرضها التسويقي مجموعة من النواتج والخدمات الصديقة للبيئة، فضلا عن تمكينها الحرفاء من تمويلات تخول التحكم في الطاقة وتجسيم مشاريعهم المستدامة. في هذا الإطار وبفضل هذه الجهود، أصبح للبنك السبق في الساحة المالية في تمكين الحرفاء والمتعاملين معه من تمويلات تجعل منه بنكا "اخضر" بأتم معنى المصطلح. وتقدم الشركة التونسية للبنك، في هذا الصدد، قروضا مهمة وبنسب فائدة تفاضلية لتمويل الاستثمارات في مجالات متنوعة تتعلق بالخصوص بتطوير الأداء الطاقي والتوليد المشترك للطاقات البديلة، وشراء الألواح الكهروضوئية ذات الجهد المتوسط أو المنخفض علاوة على اقتناء المعدات البيئية وتنفيذ مشاريع التحكم في الطاقة، بشكل عام. كما يعمل البنك على تجديد عروضه الترويجية من خلال تمكين حرفائه من الحصول على قروض لشراء السيارات الكهربائية وقروض تمويل بناء مساكن مستدامة. باقة متنوعة من النواتج بشكل مفصل، تتعلق التمويلات الصديقة للبيئة التي تمنحها الشركة التونسية للبنك، بعدة قروض أهمها تمويل مستحدث هو قرض "كفاءة الطاقة والتوليد المشترك" وهو مخصص لتنفيذ العديد من الاستثمارات على غرار تلك الموجهة لأنظمة ادارة الطاقة، وانجاز الاستشارات في مجال التحكم الطاقي، وتجديد المعدات، والمخازن المبردة والتكنولوجيات البيئية. يشمل هذا التمويل الشركات والمهنيين ذوي الاستهلاك العالي للطاقة، مما يسمح لهم بالاستفادة من النسب التفاضلية لخطوط التمويل الخارجية والمنح المنصوص عليها في برنامج صندوق الانتقال الطاقي. كما تصل مدة القرض الى 7 سنوات مع سنة امهال وتقدر قيمته بنحو 70 بالمائة من مبلغ الاستثمار، في حين يناهز سعر الفائدة نسبة الفائض بالسوق النقدية يضاف إليها هامش لا يتجاوز 2 بالمائة. نوع آخر من التمويل متاح أيضا للحرفاء، وهو يتمثل في "قرض المعدات البيئية" خصصه البنك لتمويل التجهيزات وانشطة الاقتصاد في الطاقة، بما في ذلك شراء المواد العازلة الخاصة بالمساكن، وأعمال العزل الطاقي، على نحو عام، واقتناء معدات الطاقة المتجددة مثل سخانات المياه الشمسية والألواح الكهروضوئية. يمول القرض كامل تكلفة الشراء (بما في ذلك التركيب) علما ان الحريف يمتع بالإضافة الى ذلك بمنحة دعم من الوكالة الوطنية للتحكم الطاقة بينما يناهز سعر الفائدة نسبة الفائض بالسوق النقدية زائد 3 نقاط مئوية. في جانب اخر، طورت الشركة التونسية للبنك خدماتها لتمكين الحرفاء من الحصول على قروض لشراء السيارات التي تعمل بالطاقات المتجددة وهو ما يمثل مسعى مجدد وغير مسبوق في السوق المالية والمصرفية. يهدف هذا المنتج المهم، على مختلف الاصعدة، إلى تمويل اقتناء سيارات جديدة أو مستعملة تستخدم الطاقات المتجددة (كهربائية أو هجينة) مع ضمان التمويل في نطاق 60 الى 80 بالمائة من تكلفة السيارة وذلك حسب خصائص قوتها الجبائية. أخيرا، يوفر البنك للمستهلكين "قرض المنزل البيئي" لتمويل بناء مساكن مستدامة، بنفس الشروط (المبلغ والمدة) الخاصة بقروض بناء المحلات العادية. وتساوي نسبة الفائدة تلك الموظفة على قروض بناء المساكن العادية، وتكون ثابتة أو متغيرة حسب مدة تسديد التمويل، تطرح منها نقطة مئوية. جهود للتحسيس والتوعية علاوة على هذه المساعي، تعمل الشركة التونسية للبنك باستمرار على مضاعفة أنشطتها في مجال توعية الحرفاء والمتعاملين معها بأهمية الانخراط في برامج التحول الطاقي. كما قام البنك باستثمار 5 ملايين دينار لتزويد مبانيه بالطاقة الشمسية ذات الجهد المتوسط. بالإضافة إلى التأثير الإيجابي لهذا الاستثمار على البيئة، لا سيما فيما يتعلق بالحد من البصمة الكربونية، فإنه سيسمح للشركة التونسية للبنك، نظرا لأهمية الفاتورة الطاقية، بتحقيق توفير مالي إضافي يبلغ حوالي 800 ألف دينار سنويا انطلاقا من سنة 2029، علما انه من المتوقع ان يصل الى مليون دينار. من هذه الزوايا المختلفة، أصبحت الشركة التونسية للبنك اليوم أول بنك أخضر في تونس وحتى في شمال إفريقيا بحكم موقعها الرائد في هذا المجال، تمويلا وترويجا. وتعزى هذه المكانة التي يستحقها البنك عن جدارة إلى عدم إعطائه الأولوية للربح، باعتبار انه يسعى الى تحقيق توازن تمشيه المالي مع مسؤولياته الاجتماعية والبيئية، سواء على مستوى تسييره الداخلي وحوكمته أو فيما يتعلق بخططه التمويلية والاستثمارية. ويستهدف هذا التوجه الأفراد والشركات في نفس الوقت، مما يسمح للشركة التونسية للبنك ان تكون محورا رئيسيا في منظومة التمويل المستدام. الأخبار
