لا يبدو رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو في وضع مريح وهو يرى كرسيّه يهتز تحته في انتظار الإطاحة به بسبب الضغوط الداخلية الموجهة لحكومة لم يسبقها أحد في الفاشية وفي تمريغ صورة إسرائيل وإذلالها بهذا الشكل المهين وتعريتها أمام أنظار العالم وإبرازها ككيان مارق يدوس على كل الأعراف والقيم والقوانين ولا يفعل شيئا غير ارتكاب المزيد من الجرائم والتقتيل الممنهج والتشريد والتجويع والتهجير والإبادة بدم بارد وهذا من صميم مرجعياته ومن تقاليده التي لا يحسن غيرها. فهذا الكيان الذي لا يحسن السلام ولا يعرف غير لغة الحرب يبدو في أسوإ حالاته منذ نشأته إثر وعد بلفور المشؤوم، فالعواصم الغربية التي كانت مدافعة شرسة عن إسرائيل تحت ذرائع كاذبة وتسوّقه كواحة للديمقراطية في المنطقة أصبح اليوم ذات الكيان الغاصب عبءا عليها نتيجة جرائمه التي تجاوزت كل الحدود وافتضاح أمره أمام الرأي العام الدولي الذي انتفض على الصهاينة وتحرّر من ربقة لوبياته وأصبح عنصر ضغط كبير على الحكومات التي أصبح العديد منها ينأى بنفسه عن التورط في المستنقع الصهيوني. فقادة الكيان المحتل من غلاة الصهاينة لا يستنكفون اليوم من إشعال الحريق في المنطقة بمحاولتهم فتح جبهة جديدة في لبنان تحت دعوى محاربة حزب الله وفي الباطن توسيع الحرب ربحا للوقت وإطالة لأمد البقاء في السلطة ولا يهمّهم في ذلك مصالح حلفائهم ولا الوضع الدولي الملتهب ولا المزاج العام الداخلي والخارجي الضاغط بل كل ما يعنيهم إشباع نهم الحكم ومواصلة سياسة الهروب إلى الأمام رغم منجزاتهم الصفرية وخيباتهم المتتالية وهزائمهم النكراء غير المسبوقة. فالسلام كلمة أُسقطت من قاموس الصهاينة، فكلما تسارعت الأحداث مبشّرة بقرب الوصول إلى اتفاق ينهي هذه الحرب الظالمة ويضمن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والأسرى إلا ويقف نتنياهو وزمرته الفاشية حجر عثرة أمام كل حلّ ممكن وآخرهم المبادرة الصادرة عن الرئيس الأمريكي جو بايدن التي أجهضها رئيس وزراء الكيان الغاصب رغم أنها أتت من أقرب حلفائه مخيّرا بذلك المواصلة في مسار الحرب والتقتيل الذي تدفع ثمنه إسرائيل غاليا نتيجة الخسائر الاستراتيجية والجيوسياسية غير المسبوقة التي لحقت بها جرّاء حكم هذه الحكومة المجرمة. والثابت أن نتنياهو لم يعد يملك أوراق اللعبة بيديه وهو الذي يواجه خطر سقوط عرشه داخليا وخطر صدور مرتقب ومحتمل لأوامر اعتقال ضدّه وضد غالانت من محكمة الجنايات الدولية استجابة لطلب مدّعيها العام لتورطه في ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني حيث تفيد مصادر إعلامية أن هذا القرار قد يصدر حتى قبل توجهه إلى واشنطن الشهر القادم وهو ما سيزيد في تضييق الخناق عليه وسيجعله محاصرا داخليا ومنبوذا ومطاردا خارجيا. هاشم بوعزيز