استطاعت مجموعة من القبائل الموريتانية جمع تبرعات لصالح فلسطين والمقاومة وصلت إلى حوالي 10 ملايين دولار، في مبادرة فريدة من نوعها في العالم العربي، واحتلت موريتانيا رتبة متقدمة في مضمار التبرع لغزة وسكانها منذ اندلاع العدوان عليها قبل أزيد من 9 أشهر. ويرى مبعوث منسقية القبائل الموريتانية الداعمة لغزة الشيخ أحمد بن خيران، أن هذه المبادرات تتأسس على "عمق الوعي السياسي في موريتانيا، ومركزية كبيرة للقضية الفلسطينية، التي تتقاطع فيها المواقف والرؤى والتيارات الفكرية، ويجمع الموريتانيون عليها بأطيافهم المختلفة، وباجتماع هذين المعطيين، يكون الدعم الشعبي الموريتاني مسألة متوقعة، عزز منها تدفق المعلومات، وحجم ما كشفت عنه المجازر الإسرائيلية من عدوان فظيع. وما إن ذاع شأن المبادرة الحسنية، حتى بدأ ميدان التنافس، فكانت كانت المبادرة الثانية مبادرة قبيلة لقلال، حيث تبرعت ب220 مليون أوقية (حوالي 558 ألف دولار)، ثم مبادرة شرفاء تنواجيو الذين تبرعوا بمبلغ 300 مليون أوقية (حوالي 761 ألف دولار( ثم كانت القفزة النوعية بمبادرة قبيلة أولاد أبيري الذين رفعوا سقف التبرعات إلى 500 مليون أوقية (حوالي مليون و269 ألف دولار)، ثم ارتفع السقف بعد ذلك مع قبيلة تاكنانت ليصل إلى 600 مليون أوقية (حوالي مليون و522 ألف دولار)، ثم وصل مع قبيلة تجكانت إلى 620 مليون أوقية (حوالي مليون و573 ألف دولار). وبشكل عام فإن هذه المبالغ تمثل رقما عاليا بالنسبة للشعب الموريتاني الذي يعيش عدد كبير من أبنائه تحت خط الفقر. وضمن هذه الدعم النوعي، جاءت مبادرات أخرى متعددة، مثل مبادرة قبيلة أولاد عمني، ومبادرة القبائل الشمشوية، ومبادرة الشرفاء العلويين التي وصلت إلى قرابة 250 مليون أوقية (حوالي 634 ألف دولار). ثم جاءت مبادرة الأنصار البوصاديين، بسقف بلغ 502 مليون أوقية قديمة (مليون و320 ألف دولار) وهو مبلغ عال جدا، وتمتاز قيمته بأنه جاء بالفعل بعد ساعات قليلة من تشكيك بعض المغرضين في وصول المال الموريتاني إلى غزة. وفي الأفق بعض المبادرات القبلية الأخرى التي ما زال مضمار تبرعها مفتوحا بعد أن جمعت مبالغ معتبرة، لكن سقف السمو الذي يرغب فيه أفرادها ما زال يستمطر التبرع والدعم والسخاء من عناصرها. وبشكل عام فإن فكرة تبرعات القبائل -وفقا للشيخ أحمد بن خيران- تفتح باب "مجد" جديد تضيفه القبائل الموريتانية إلى تاريخها المفعم بالمآثر في خدمة الإسلام ونشر العلوم والكرم والشجاعة والسخاء والبذل. الأخبار